تخطى إلى المحتوى

حول كلمة صدق الله العظيم 2024.

حول كلمة صدق الله العظيم

إنني كثيراً ما أسمع أن قول صدق الله العظيم عند الانتهاء من قراءة القرآن الكريم بدعة، وقال لي بعض الناس إنها جائزة واستدلوا بقوله تعالى: قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا[1] وكذلك قال لي بعض المثقفين: إن النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يوقف القارئ قال: حسبك، ولا يقول: صدق الله العظيم، وسؤالي هو: هل قول صدق الله العظيم جائز عند الانتهاء من قراءة القرآن الكريم؟ أرجو أن تتفضلوا بالتفصيل في هذا.

اعتياد الناس أن يأتوا بقولهم: (صدق الله العظيم) عند الانتهاء من قراءة القرآن الكريم لا نعلم له أصلاً ولا ينبغي اعتياده، بل هو على القاعدة الشرعية من قبيل البدع إذا اعتقد أحد أنه سنة فينبغي ترك ذلك، وأن لا يعتاد ذلك.
وأما الآية: قُلْ صَدَقَ اللَّهُ[2] فليست في هذا الشأن، وإنما أمره الله أن يبين لهم صدق الله فيما بينه في كتبه العظيمة من التوراة وغيرها، وأنه صادق فيما بين لعباده في التوراة والإنجيل وسائر الكتب المنزلة. كما أنه صادق سبحانه فيما بينه لعباده في كتابه العظيم القرآن، ولكن ليس هذا دليلاً على أنه مستحب أن يقول ذلك بعد قراءة القرآن أو بعد قراءة آيات، أو قراءة سورة، وليس هذا ثابتاً ولا معروفاً عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته رضوان الله عليهم. ولما قرأ ابن مسعود على النبي صلى الله عليه وسلم أول سورة النساء حتى بلغ قوله تعالى: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا[3] قال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((حسبك، قال ابن مسعود فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان عليه الصلاة والسلام))[4] أي يبكي لما تذكر هذا المقام العظيم يوم القيامة وهو المذكور في هذه الآية العظيمة وهي قوله سبحانه: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ أي يا محمد عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا أي على أمته عليه الصلاة والسلام. المقصود أن زيادة كلمة: "صدق الله العظيم" عند نهاية القراءة ليس لها أصل في الشرع، فالمشروع تركها تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، أما إذا فعلها الإنسان بعض الأحيان من غير قصد فلا يضر، فإن الله صادق في كل شيء سبحانه وتعالى. لكن اعتياد ذلك بعد كل قراءة كما يفعله كثير من الناس اليوم ليس له أصل كما تقدم.
[1] سورة آل عمران الآية 95.

[2] سورة آل عمران من الآية 95.

[3] سورة النساء الآية 41.

[4] رواه البخاري في فضائل القرآن برقم 4662 ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها برقم 1332 – 1333.

مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء التاسع.

المصدر ..موقع الشيخ ابن باز رحمه الله

مشكور على المعلومة وبارك الله فيك والتعود صار سمة تغلب على الشرع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أخي

بارك الله فيك على الموضوع القيم.
في ميزان حسناتك إن شاء الله.
جزاك الله خير

شكرا على المعلومة جزاك الله كل خير
بارك الله فيكم ..وجعلنا الله واياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
بارك الله فيكي أختي على المعلومة جزاك الله خيرا

وفيكم بارك الله
بارك الله فيك على الإفادة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.