السؤال: ما حُـكم القراءةِ والدراسةِ في علم المنطق غيرِ المخلوط بالعقائدِ الفاسدة ككتاب سلم الأخضري وغيرها لِطالب علم مُبتدئ
الـجــواب: للشيخ ربيع بن هادي المدخلي -حفظ الله-
علم المنطق لا يحتاج إليه الذكي، ولا يستفيد الغبي !! وهل للمبتدئ دخْل في المنطق ؟!
ابن الصلاح والنووي حرما وقال قومٌ ينبغي أن يعلما
السلف حرَّموا علمَ الكلام، وعلمُ المنطق أسوأ منه؛ لماذا تتعلمه ؟ ليكون ميزانـًا تميز به بين الحقِّ والباطل ؟! سبحان الله !
القرآن ليس ميزانـًا بين الحق والباطل ؟!
لهذا حذَّر السلف مِن علم الكلام والفلسفة، و ( المنطق ) منها – بارك الله فيكم- والله المستعان.
قال الإمام الشافعي: ( حُكْمي على أهل الكلام: أن يُضرَبوا بالجريد والنعال، ويُطاف بهم في العشائر والقبائل، ويُقال: هذا جزاء مَن أعرض عن كتابِ الله وأقبل على الكلام ! ).
وقالوا : مَن تعلَّم الكلامَ؛ تزَنْدَق.
والمنطقُ أسوأ مِن الكلام؛ ولهذا يُقال – واللهُ أعلم -: إنَّ المعتزلة – أهل الكلام – كانوا يُحرِّموا المنطق !!
وأنَّ الأصوليين المتأخرين أدخلوا المنطقَ في العلوم الإسلامية، وأدخلوا بعض الأشياء في الأصول، وهي ليست منه – للأسف الشديد – !!
فنحن في غُنية عن الكلام والمنطق والفلسفة. وكما قلنا: هذا علم سيئٌ؛ فلا يَحتاج إليه الذكيّ، ولا يستفيد منه الغبيّ !!
والأصول والقواعد التي تضمَّنها القرآن، وكذلك السنّة النبوية؛ أفضل بآلاف المرَّات منها.
هذه الأمور التي يتبجَّحون بها موجودٌ في القرآن والسنَّة ما هو أفضل منها.
[من محاضرة مفرَّغة بعنوان: " الثبات على السنة "، افتتح بها دورة الإمام عبد العزيز بن باز – رحمه الله – العلمية بمسجد الملك فهد – رحمه الله – بمدينة الطائف، بتاريخ 22/06/1426 هـ].
المصدر: موقع الشيخ ربيع المدخلي
https://www.rabee.net…fatwa.aspx?id=4
منقول من شبكة سحاب عضو سلطان الجهني
لكن الفلسفة فيها منفعة بعضها ليس كلها بعض الإشكاليات مهمة مع أني لاعلاقة بالفلسفة
شكرا لموضوعك
|
وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته
لكن الفلسفة فيها منفعة بعضها ليس كلها بعض الإشكاليات مهمة مع أني لاعلاقة بالفلسفة
اقول : الحمد لله أغننا الله بكتابه و سنة نبيه محمد صلى الله عليه و سلم عن هذه الاشكاليات كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أما بعدُ ، ألا أيها الناسُ ! فإنما أنا بشرٌ يوشِك أن يأتيَني رسولُ ربي فأُجيبُ ، وأنا تاركٌ فيكم ثقلَينِ أولُهما كتابُ اللهِ فيه الهدى والنُّورُ من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ، ومن أخطأه ضلَّ ، فخُذوا بكتاب اللهِ تعالى واستمسِكوا به ، وأهلَ بيتي أُذكِّرُكمُ اللهَ في أهلِ بَيتي ، أُذكِّرُكمُ اللهَ في أهلِ بَيْتي صححه الألباني
وقال أيضا صلى الله عليه و سلم
(وعظَنا رَسولُ اللهِ مَوعظةً وجِلَت مِنها القُلوبُ ، و ذرِفَت مِنها العُيونُ ، فقُلنا : يا رسولَ اللهِ ! كأنَّها موعِظةُ مودِّعٍ فأوصِنَا قال : أُوصِيكُم بتَقوى اللهِ ، و السَّمعِ و الطَّاعةِ ، و إن تَأَمَّرَ عليكُم عبدٌ ، و أنَّهُ من يَعِش منكُم فسيَرى اختلافًا كثيرًا ، فعليكُم بسُنَّتِي ، و سُنَّةِ الخلفاءِ الرَّاشدين المهديِّين ، عَضُّوا علَيها بالنَّواجذِ ، و إيَّاكُم و مُحدَثاتِ الأمورِ ، فإنَّ كلَّ بدعةٍ ضَلالةٌ ) صححه الألباني
ليس الموقف من الفلسفة ، ومن ثم المنطق ، كما تفضل الزميل الفاضل صاحب الموضوع المطروح ، فهناك جزء غائب كنا ننتظر ، ونأمل ، عرضه … وهو كالآتي :
سلك علماء الإسلام بشأن الأخذ بالمنطق ثلاث طرق :
أ- القائلون بالتحريم :
من القائلين بالتحريم من يعتمد على قول منسوب للشافعي ، رحمه الله ، في هذا الشأن يقول فيه : " ما جهل الناس ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب وميلهم إلى لسان أرسطاطاليس " ( هذا النص المنسوب للشافعي لا يقبله الذهبي في " سير النبلاء " … ؛ فهو يستنكر نسبة هذا القول للشافعي ثم يقول : " هذه حكاية نافعة لكنها منكَرة ، ما أعتقد أن الإمام تفوّه بها ، ولا كانت أوضاع أرسطو عُرّبتْ بعد البتة " ) .
ويحرّم ابن قتيبةَ ، أبو محمد عبد الله بن مسلم ، تعلُّمَ المنطق وتعليمَه ، لأنه ، برأيه ، يُشعِر من يتعلمه بالتميز والاستعلاء على سائر الناس . ونلاحظ أن ابن قتيبة حرّم المنطق لا لشبهةٍ فيه ، بل لجانب " أخلاقي " تمثّل في أن صاحب المنطق يأتيه شعور بالتميز عن الآخرين ، ممن لم يدرس المنطق ، والاستعلاء عليهم . ما يعني أنه حال خلّص الدارسُ للمنطق نفسَه من هذين العيبين الأخلاقيين ، لم تعد دراسة المنطق محرّمةً .
ب- القائلون بالوجوب :
من أوائل هؤلاء ابن حزم ، أبو محمد علي بن حزم الأندلسي ، حيث يرى أن المؤلفات المنطقية فيها البر الكثير ، ما يؤهل أصحابها لطلب الثواب والأجر من الله تعالى … ثم إن الرجل يقسّم الناس ، بشأن النظر إلى المنطق والتأليف فيه ، أربعة أصناف :
الصنف الأول : من نظر إلى المنطق ، تعلماً وتعليماً وتأليفاً ، وانتهى إلى أن هذا العلم به ما يعد سبيلاً إلى الإلحاد والزندقة !!! . ويقول ابن حزم عن هذا الصنف : " إنهم حكموا دون معرفة ولا دليل ، ولا بد من إزالة الباطل من نفوسهم " .
الصنف الثاني : من نظر إلى المنطق ، واعتبره نوعاً من الهذيان والهذر الذي لا فائدةَ تُرجى من ورائه !!! . ويرى ابن حزم أن هذا الصنف : " حكموا على المنطق بهذا الحكم لجهلهم يه ، والناس أعداء ما جهلوا ، ولا بد من إزالة هذا الجهل من نفوسهم " .
الصنف الثالث : من نظر إلى المنطق بأحكام مُسْبقة عبر الأهواء والنظر غير السليم والتحيز الأعمى !!! . ويرى ابن حزم أن علاج أمر هؤلاء إنما يكون عبْر بيان المنطق شرحاً وتوضيحاً : " لعل الله ، تعالى ، أن يكتب لهم الهداية بمنه وكرمه " .
الصنف الرابع : من نظر إلى المنطق بعقلية منفتحة وذهن سليم وعقل سديد ، وهؤلاء قد انتهوا إلى أن هذا العلم : " كالرفيق الصالح ، والخدين الناصح ، والصديق المخلص الذي لا يسْلمك عند شدة ، فهو يفتح كل مستغلق ، ويوضح كل غامض في جميع العلوم " .
ويرى ابن حزم أن سبب الرأي السيئ في المنطق ، بالنسبة للأصناف الثلاثة ألأولى ، إنما يكمن في تعقيد العبارة وعمق الأسلوب ، وليس كل فهم تصلح له كل عبارة ، حيث ملكات البشر العقلية تتفاوت من إنسان إلى آخر . لذا رأى ابن حزم أن يكتب في المنطق بلغة سهلة وأسلوب واضح ليتسنى للناس ، ككل ، معرفة قيمة هذا العلم ، فكان أن كتب كتابه " التقريب لحد المنطق والمدخل إليه بالألفاظ العامية والأمثلة الفقهية " ، وانتهى فيه إلى نفع المنطق في كل العلوم ابتداءً بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، كذا في الفتيا وتبيين الحلال والحرام ، وانتهاءً بكتب النحو واللغة والطب والهندسة ، مروراً بعلوم العقيدة والملل والمذاهب .
ويدخل ضمن القائلين بالوجوب أبو حامد الغزالي ، حيث يرى أن المنطق واقع بين أمرين : إما الوجوب ، وإما الاستحباب ! حتى قال في " المستصفى " " من لا معرفة له بالمنطق ، لا يوثق في علمه " .
ج- القائلون بالتحريم في حالٍ دون حال :
من أشهر هؤلاء تاج الدين عبد الوهّاب السبكي ( ت 771هـ ) حيث يرى أن تعلم المنطق " حرام ولا يحلّ إلا للعلماء الراسخين " ، ويعلل القصْر هنا " للرد على أهل الزيغ " ثم هو يضع شرطين لمن أراد تعلمّ المنطق : " أن يثق من نفسه أنه وصل إلى درجة لا تزعزعها رياح الأباطيل " و : " ألا يمزج كلامهم بكلام علماء الإسلام " … : " وأما المنطق ، فالذي نقوله إنه حرام على من لم ترسخْ قواعد الشريعة في قلبه ، ويمتلئ جوفه من عظمة هذا النبي الكريم وشريعته ، ويحفظ الكتاب العزيز وشيئاً كثيراً جداً من حديث النبي ، صلى الله عليه وسلم ، على طريقة المحدّثين ، ويعرف من فروع الفقه ما يسمى به فقيهاً مفتياً مشاراً إليه من أهل مذهبه . فمن وصل إلى هذا المقام فله النظر فيها ( = المؤلفات المنطقية والفلسفية ) للرد على أهلها ولكن بشرطين : أحدهما ، أن يثق من نفسه بأنه وصل إلى درجة لا تزعزعها رياح الأباطيل وشبه الأضاليل وأهواء الملاحدة . والثاني ، ألا يمزج كلامهم بكلام علماء الإسلام " .
وهذا معناه ، عند السبكي ، جواز دراسة المنطق لـ : " لذكي القلب المتمسك بالكتاب والسنة ، ومنع غيره " .
|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي سيد ادم بارك الله فيك , يجب على الانسان أن يهتم بما ينفعه , و الفلسفة و المنطق ليس مما ينفع , كنت قد درسة الفلسفة في ما مضى , و من خلال دراسة لها وجدتها تعتمد على قال أريسطاو قال ديكارت قال افلاطون , و مجدلات و وهؤلاء قالوا كذا و ووووو ……….. و في الأخير لم نستفد شيء بل قد تدخل لك شكوك في عقيدتك و أنت مسكين على الفطرة و كم ضل أناس بسبب المنطق .
و قد قلت : أستأذن السيد صاحب الموضوع
لايجوز لك أن تنعت اي مخلوق بسيد بالألف و اللام لأن السيد من أسماء الله كما قال شيخ فركوس حفظه الله في رده على سِؤال ( هل يجوز أن يقال للمخلوق سيد أو سيدي فلان؟ وهل يجوز أن يقال قرية «سيدي فلان» للتعريف فقط؟ أفيدونا بارك الله فيكم.) .
الجواب : الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فالسيادةُ من السُّؤْدُدِ، وهو بمعنى الشَّرَف والجاهِ، وعلوِّ الشأن والمنـزِلة، فإذا أطلق لفظ «السيّد» بمعنى المستحقّ للسيادة المطلقة فلا يجوز أن يوصف مخلوقٌ بهذه السيادةِ كائنٌ مَنْ كان؛ لأنها خاصّة بالله سبحانه، فهو السيِّد الكامل السؤدد الذي له الأمر كُلُّه، مِن قَبْلُ وَمِن بَعْد، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «السَّيِّدُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى»(١)، أمّا غيره فيوصف بسيادة نِسبية إضافية تكون على نوع محدود من الخلائق، أي: مقيّدة بمكان أو أشخاص أو أقوام، وتجوز أيضًا إذا ما ورد اللفظ مجرّدًّا عن الألف واللام (ألْ) أو قصد بها مجرّد الاسم، ودليله قوله تعالى: ﴿وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى البَابِ﴾ [يوسف: ٢٥]،أي: زوجها لدى الباب، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ القِيَامَةِ»(٢)، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمْ: أَطْعِمْ رَبَّكَ، وَضِّئْ رَبَّكَ، وَلْيَقُلْ: سَيِّدِي وَمَوْلاَيَ»(٣)، وكذلك إذا تجرّد اللفظ من الألف واللام فيجوز ذلك فيقال: هو سيّد، بشرط أن يكون معناها صحيحًا، أي: أن يكون الموجَّهُ إليه الخطاب صاحبَ سيادةٍ أو أهلاً لها، فإِنْ كان فاسقًا أو زِنْدِيقًا أو كافرًا فلا يجوز أن يُعَظَّم بلفظٍ أو فعلٍ، ولو كان أعلى مرتبةً وشأنًا ومَنْزلةً؛ لأنَّ من أذلَّهُ اللهُ وَأَخْزَاهُ لا يُعَظَّمُ ويدل عليه قوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لاَ تَقُولُوا لِلْمُنَافِقِ: سَيِّدٌ، فَإِنَّهُ إِنْ يَكُ سَيِّدًا فَقَدْ أَسْخَطْتُمْ رَبَّكُمْ»(٤)، وقال الله تعالى: ﴿حَتَّى يُعْطُواْ الجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾ [التوبة: ٢٩]، ويجوز أيضًا إذا ما كان اللفظ لا يقصد به السيادة والإكرام، وإنما يُطلق مجرّد اسم فردي أو عائلي أو اسم مدينة أو قرية أو منطقة لخلو احتمال المحذور فيه.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا. 1
و قلت : من القائلين بالتحريم من يعتمد على قول منسوب للشافعي ، رحمه الله ، في هذا الشأن يقول فيه : " ما جهل الناس ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب وميلهم إلى لسان أرسطاطاليس " ( هذا النص المنسوب للشافعي لا يقبله الذهبي في " سير النبلاء " … ؛ فهو يستنكر نسبة هذا القول للشافعي ثم يقول : " هذه حكاية نافعة لكنها منكَرة ، ما أعتقد أن الإمام تفوّه بها ، ولا كانت أوضاع أرسطو عُرّبتْ بعد البتة " ) .
قلت : نريد منك أن تبين لنا سبب الذي جعل الأمام ذهبي رحمه الله يقول أن الحكاية نافعة لكنها منكرة مع هذا فقد شهد بنفعها
و قلت :ويحرّم ابن قتيبةَ ، أبو محمد عبد الله بن مسلم ، تعلُّمَ المنطق وتعليمَه ، لأنه ، برأيه ، يُشعِر من يتعلمه بالتميز والاستعلاء على سائر الناس . ونلاحظ أن ابن قتيبة حرّم المنطق لا لشبهةٍ فيه ، بل لجانب " أخلاقي " تمثّل في أن صاحب المنطق يأتيه شعور بالتميز عن الآخرين ، ممن لم يدرس المنطق ، والاستعلاء عليهم . ما يعني أنه حال خلّص الدارسُ للمنطق نفسَه من هذين العيبين الأخلاقيين ، لم تعد دراسة المنطق محرّمةً .
ب- القائلون بالوجوب :
من أوائل هؤلاء ابن حزم ، أبو محمد علي بن حزم الأندلسي ، حيث يرى أن المؤلفات المنطقية فيها البر الكثير ، ما يؤهل أصحابها لطلب الثواب والأجر من الله تعالى … ثم إن الرجل يقسّم الناس ، بشأن النظر إلى المنطق والتأليف فيه ، أربعة أصناف :
الصنف الأول : من نظر إلى المنطق ، تعلماً وتعليماً وتأليفاً ، وانتهى إلى أن هذا العلم به ما يعد سبيلاً إلى الإلحاد والزندقة !!! . ويقول ابن حزم عن هذا الصنف : " إنهم حكموا دون معرفة ولا دليل ، ولا بد من إزالة الباطل من نفوسهم " .
الصنف الثاني : من نظر إلى المنطق ، واعتبره نوعاً من الهذيان والهذر الذي لا فائدةَ تُرجى من ورائه !!! . ويرى ابن حزم أن هذا الصنف : " حكموا على المنطق بهذا الحكم لجهلهم يه ، والناس أعداء ما جهلوا ، ولا بد من إزالة هذا الجهل من نفوسهم " .
الصنف الثالث : من نظر إلى المنطق بأحكام مُسْبقة عبر الأهواء والنظر غير السليم والتحيز الأعمى !!! . ويرى ابن حزم أن علاج أمر هؤلاء إنما يكون عبْر بيان المنطق شرحاً وتوضيحاً : " لعل الله ، تعالى ، أن يكتب لهم الهداية بمنه وكرمه " .
الصنف الرابع : من نظر إلى المنطق بعقلية منفتحة وذهن سليم وعقل سديد ، وهؤلاء قد انتهوا إلى أن هذا العلم : " كالرفيق الصالح ، والخدين الناصح ، والصديق المخلص الذي لا يسْلمك عند شدة ، فهو يفتح كل مستغلق ، ويوضح كل غامض في جميع العلوم " .
ويرى ابن حزم أن سبب الرأي السيئ في المنطق ، بالنسبة للأصناف الثلاثة ألأولى ، إنما يكمن في تعقيد العبارة وعمق الأسلوب ، وليس كل فهم تصلح له كل عبارة ، حيث ملكات البشر العقلية تتفاوت من إنسان إلى آخر . لذا رأى ابن حزم أن يكتب في المنطق بلغة سهلة وأسلوب واضح ليتسنى للناس ، ككل ، معرفة قيمة هذا العلم ، فكان أن كتب كتابه " التقريب لحد المنطق والمدخل إليه بالألفاظ العامية والأمثلة الفقهية " ، وانتهى فيه إلى نفع المنطق في كل العلوم ابتداءً بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، كذا في الفتيا وتبيين الحلال والحرام ، وانتهاءً بكتب النحو واللغة والطب والهندسة ، مروراً بعلوم العقيدة والملل والمذاهب .
ويدخل ضمن القائلين بالوجوب أبو حامد الغزالي ، حيث يرى أن المنطق واقع بين أمرين : إما الوجوب ، وإما الاستحباب ! حتى قال في " المستصفى " " من لا معرفة له بالمنطق ، لا يوثق في علمه " .
ج- القائلون بالتحريم في حالٍ دون حال :
من أشهر هؤلاء تاج الدين عبد الوهّاب السبكي ( ت 771هـ ) حيث يرى أن تعلم المنطق " حرام ولا يحلّ إلا للعلماء الراسخين " ، ويعلل القصْر هنا " للرد على أهل الزيغ " ثم هو يضع شرطين لمن أراد تعلمّ المنطق : " أن يثق من نفسه أنه وصل إلى درجة لا تزعزعها رياح الأباطيل " و : " ألا يمزج كلامهم بكلام علماء الإسلام " … : " وأما المنطق ، فالذي نقوله إنه حرام على من لم ترسخْ قواعد الشريعة في قلبه ، ويمتلئ جوفه من عظمة هذا النبي الكريم وشريعته ، ويحفظ الكتاب العزيز وشيئاً كثيراً جداً من حديث النبي ، صلى الله عليه وسلم ، على طريقة المحدّثين ، ويعرف من فروع الفقه ما يسمى به فقيهاً مفتياً مشاراً إليه من أهل مذهبه . فمن وصل إلى هذا المقام فله النظر فيها ( = المؤلفات المنطقية والفلسفية ) للرد على أهلها ولكن بشرطين : أحدهما ، أن يثق من نفسه بأنه وصل إلى درجة لا تزعزعها رياح الأباطيل وشبه الأضاليل وأهواء الملاحدة . والثاني ، ألا يمزج كلامهم بكلام علماء الإسلام " .
وهذا معناه ، عند السبكي ، جواز دراسة المنطق لـ : " لذكي القلب المتمسك بالكتاب والسنة ، ومنع غيره " .
قلت : نريد أن تدلنا ما القول الرجح عندك من هذه الأقوال و ان قلت واجب تعلمه فهذا ليس بصحيح كما قال
ابن صلاح رحمه الله في ملخص رده على سؤال ( سئل عمن اشتغل بالمنطق والفلسفة تعلماً وتعليماً، وهل المنطق مما أباح الشارع تعلمه وتعليمه؟، وهل نقل عن الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين إباحته أو الاشتغال به؟ وهل يجوز أن يستعمل في إثبات الأحكام الشرعية الاصطلاحات المنطقية، أم لا؟. . إلى آخر الفتوى) فأجاب رحمه الله تعالى بما ملخصه:
الفلسفة أس السفه والانحلال، ومادة الحيرة والضلال. . ثم بالغ في ذم الفلسفة وازدرائها. . ثم قال: (وأما المنطق فهو مدخل الفلسفة, ومدخل الشر شر، وليس الاشتغال بتعليمه وتعلمه مما أباحه الشارع، ولا استباحه أحد من الصحابة والتابعين، والأئمة المجتهدين، والسلف الصالحين، وسائر من يقتدى به من أعلام الأمة وسادتها).. ثم ذكر أن استعمال الاصطلاحات المنطقية في مباحث الأحكام الشرعية من الأمور المستحدثة والمنكرات المستبشعة، وليس بالأحكام الشرعية – والحمد لله – افتقار إلى المنطق أصلاً. . إلى آخر الجواب .
فهل يقال بعد ذلك إن الصحيح المشهور جوازه بشرط المكنة من العلوم الشرعية، فضلاً عن جوازه مطلقاً، فضلاً عن وجوبه على الأعيان أو الكفاية، سبحانك هذا بهتان عظيم!
لكن قد يقال يجوز حكايته لبيان عوره، وإثبات فساده، وعديم فائدته، مثله في ذلك مثل الأحاديث الموضوعة، تحكى لبيان وضعها وفسادها 2
ما وقعت فيه الأمة الإسلامية من المحنة بسبب تعريب كتب اليونان
وقد ابتليت الأمة الإسلامية بتعريب كتب اليونان التي ابتدأ دخولها في العهد الأموي بدون توسع ولا انتشار حيث كان المشتغلون بالفلسفة اليونانية، المعجبون بالمنطق الأرسطي آحاد الناس على خفية من علماء أهل السنة والجماعة الذين حذَّروا منها لما تنطوي عليها من ملابسة العلوم الفلسفية المباينة للعقائد الصحيحة، إلاَّ أنها شاعت كتب اليونان في عهد الدولة العباسية، وعظم ذلك وقوي أيام المأمون لما أثاره من البدع، وكان حرصه على نشره والحث عليه أعظم من الاشتغال بعلوم الأوائل 3
آثار جناية المنطق على الإسلام وأهله
ومن آثار جناية المنطق الأرسطي على الإسلام وأهله: ضعف توقير الكتاب والسنة في نفوس المعجبين بعلم الكلام اغترارًا بالأدلة العقلية الموزونة بميزان المنطق وتقديمها على أدلة الشرع، ولم تعد لأدلة الوحيين قيمة ذاتية إلاَّ على وجه الاستئناس بها والمعاضدة للأدلة العقلية عند التوافق معها، أمَّا في حالة التعارض فإنَّ نصوص الوحي من الكتاب والسنة ترد ردًّا كليا بإلغاء مدلوليهما، وتأويلهما على وجه يتوافق -في زعمهم- مع العقل المشفوع بالمنطق لقطعيته وظنيتهما، والقطعي لا يعارضه الظني ولا يقاومه. الأمر الذي أدَّى إلى الاستغناء عن نصوص الوحيين بآراء الرجال وأقيسة المناطقة وهرطقات الفلاسفة وأبعدهم عن مقتضى وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لهذه الأمة بما يكفل لها النجاة والهدى إذا اعتصمت بالكتاب والسنة، وتحاكمت إليهما في موارد النزاع، وتباعدت عن وجوه الضلالات والبدع، قال ابن تيمية -رحمه الله-: «فكان من الأصول المتفق عليها بين الصحابة والتابعين لهم بإحسان، أنه لا يقبل من أحد قط أن يعارض القرآن، لا برأيه، ولا ذوقه، ولا معقوله، ولا قياسه، ولا وجده، فإنهم ثَبَت عندهم بالبراهين القطعيات والآيات البينات أنَّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم جاء بالهدى ودين الحق، وأنَّ القرآن يهدي للتي هي أقوم 4
عدم افتقار العلوم إلى منطق اليونان
هذا، والمنطق نمط فكري جانس الفكر اليوناني وتلاءم مع البيئة الفلسفية، نشأ فيها وأهلها من أهل الشرك والإلحاد، تلك الحقبة من التاريخ كان الفكر اليوناني يتوافق مع الفكرة المجردة ويناسب الجدل المثالي، وهذا علم لا صلة له بالواقع، بل وجوده في الذهن ليس إلاَّ، لأنَّ المنطق يبحث في عالم الكليات ويتجاهل البحث في الجزئيات والأعيان المشخصة لذلك لم يعد صالحا بمضي عهده وانتهاء أوانه، بل كان له الأثر الظاهر في تخلف اليونان عن ركب الحضارة والمدنية التي كان مُعرِضًا عنها وعن العلوم التطبيقية الواقعية بانزوائه بالفكر والجهود العلمية إلى عالم ما وراء الطبيعية، فكان ظهور التقدم العلمي والحضاري بعد الثورة المزدوجة على السلطة العلمية ممثلة في المنطق الأرسطي والسلطة الدينية ممثلة في رجال الكنيسوعليه فإنَّ العلوم تقدمت قبل المنطق والتعرف عليه وبعد انتهاء أوانه، وفي هذا المعنى يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: «إننا لا نجد أحدًا من أهل الأرض حقق علمًا من العلوم وصار إمامًا بفضل المنطق، لا من العلوم الدينية ولا غيرها، فالأطباء والمهندسون وغيرهم يحققون ما يحققون من علومهم بغير صناعة المنطق، وقد صنف في الإسلام علوم النحو، والعَروض، والفقه وأصوله، وغير ذلك، وليس في أئمة هذه الفنون من كان يلتفت إلى المنطق، بل عامتهم كانوا قبل أن يعرف المنطق اليونان لذلك كان فرضه كمقدمة لمختلف العلوم لما في ذلك العلوم الشرعية مسلك عديم الفائدة، كثير المفاسد، ليس فيه إلاَّ تضييع الأزمان وإتعاب الأذهان، وكثرة الهذيان، ودعوى التحقيق بالكذب والبهتان، وفي معرض الجواب عن كتب المنطق ومدى صحة القول من اشترطها في تحصيل العلوم. قال ابن تيمية -رحمه الله-: «…وأمَّا شرعًا فإنه من المعلوم بالاضطرار من دين الإسلام أنَّ الله لم يوجب تعلم هذا المنطق اليوناني على أهل العلم والإيمان، وأما في نفسه فبعضه حق، وبعضه باطل، والحق الذي فيه كثير منه أو أكثره لا يحتاج إليه، والقدر الذي يحتاج إليه منه فأكثر الفطر السليمة تستقل به، والبليد لا ينتفع به، والذكي لا يحتاج إليه، ومضرته على من لم يكن خبيرًا بعلوم الأنبياء أكثر من نفعه، فإنَّ فيه من القواعد السلبية الفاسدة ما راجت على كثير من الفضلاء وكانت سبب نفاقهم وفساد علومهم، وقول من قال: إنه كله حق، كلام باطل، بل في كلامهم في الحدِّ والصفات الذاتية والعرضية وأقسام القياس والبرهان وموارده من الفساد ما قد بيناه في غير الموضع وقد بين ذلك علماء المسلمين 5
جزاء من اتخذ المنطق اليوناني مسلكًا له وميزانا
هذا، وقد كان جزاء من اتخذ المناهج الفلسفية والطرق المنطقية ميزانًا له ومسلكًا أن أورثهم الله خبطًا في دوامة من الشك والهذيان والحيرة باستبدالهم الذي هو أدنى بالذي هو خير المتجلي في الحجة البيضاء التي تركنا عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلاَّ هالك، قال ابن القيم رحمه الله: «لقد استبان -والله- الصبح لمن له عينان ناظرتان، وتبين الرشد من الغي لمن له أذنان واعيان، لكن عصفت على القلوب أهوية البدع والشبهات، فأغلقت أبواب رشدها وأضاعت مفاتيحها، وران عليها كسبها وتقليدها لآراء الرجال، فلم تجد حقائق القرآن والسنة فيها منفذًا، وتمكنت فيها أسقام الجهل والتخليط، فلم تنتفع معها بصالح الغذاء، واعجبا جعلت غذاءها من هذه الآراء التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولم تقبل الاغتذاء بكلام الله ونص نبيه المرفوع 6
اعترافات أذكياء أهل الكلام المنطق بمضرته وفساد مسالكه
وقد اعترف كثير ممن تأثَّروا بالمنطق وعلم الكلام -الذين خاضوا بحره وغاصوا أعماقه- بمضار القوالب الفلسفية والمناهج المنطقية التي لا تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً، ورجعوا إلى طريق الحق والصواب بعد أن أدركوا تناقض المنطق وتهافته أمثال نعيم بن حماد [ت: ٢٢٩ﻫ] وأبي الحسن الأشعري [ت: ٣٢٤ﻫ]، وأبي المعالي الجويني [ت: ٤٧٤ﻫ]، وأبي حامد الغزالي [ت: ٥٠٥ﻫ] وغيرهم ، وكان الغزالي قد ذم المنطق وأهله، وبيّن أن طريقتهم لا توصل إلى اليقين مفندا البرهان الفلسفي وإظهار قصوره عن الوصول بالإنسان إلى اليقين حال تطبيقه في الإلهيات فقال: «لهم نوع من الظلم في هذا العلم وهو أنهم يجمعون للبرهان شروطا يعلم أنها تورث اليقين لا محالة، لكنهم عند الانتهاء إلى المقاصد الدينية ما أمكنهم الوفاء بتلك الشروط، بل تساهلوا غاية التساهل وجاء عنه -رحمه الله- في كتابه: «إلجام العوام عن علم الكلام» قوله: «الدليل على أن مذهب السلف هو الحق، وأن نقيضه بدعة، والبدعة مذمومة وضلالة»
وقال في موضع آخر: «إن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا محتاجين إلى محاجة اليهود والنصارى في إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فما زادوا على أدلة القرآن شيئا، وما ركبوا ظهر اللجاج في وضع المقاييس العقلية، وترتيب المقدمات، كل ذلك لعلمهم بأن ذلك مثار للفتن، ومنبع التشويش، ومن لا يقنعه أدلة القرآن لا يقمعه إلا السيف و السّنان فما بعد بيان الله بيان».
تلك هي بعض اعترافات من رجعوا إلى وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالتمسك بالكتاب والسنة والاعتصام بحبل الله تعالى وعدم التفرق، بعد تيه في بيداء الكلام، وعلمهم أن في طرق المناطقة فسادا كبيرا، والحاصل منها بعد النصب والمشقة خير قليل فهو «كَلَحْمِ جَمَلٍ غَثٍّ على رأسِ جبَلٍ وَعْرٍ، لاَ سَهْلٌ فَيُرْتقى، ولا سَمِينٌ فَينتقل
فرحم الله علماء السنة والحديث في كل عصر ينصرون الحق، ويدعون الناس إليه، مع تأديتهم بواجب النصح وأمانة تبليغ هذا الدين، ودرء تحريف الغالين، وفساد المبتدعين، حتى يكون الدين لله ربّ العالمين.7
و اخير أقول لك عليك بكتاب الله و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم بفهم سلف الأمة ,فمن لم يشفه القرآن ، فلا شفاه الله ، ومن لم يكفه فلا كفاه الله .
و الحمد لله رب العالمين
1 فتوى شيخ فركوس من موقع الشيخ
2 من المطلب الثالث: حكم الاشتغال بالمنطق الأرسطي من موقع درر السنية
3 ’4’5’6 المنطق الأرسطي وأثر اختلاطه بالعلوم الشرعية من موقع شيخ فركوس
7 كتاب زاد معاد في هدي خير العباد شيخ أبن القيم رحمه الله
سامحني
وجهة نظر تُحترَم … ،
لكن أود الإشارة إلى أن " أكره " مصطلح نفسي ( ذاتي ) ، ونحن نناقش قضية " عقلاً " ( = موضوعي ) … وأظن ، بل أعتقد ، أن الآداتين مختلفتان ولا تلتقيان ما يعني مفارقة النتائج لاختلاف المقدمات .
|
أرجوا أن يتسع صدر الدكتور الرحب لتوجيهات أخانا الفاضل أبا عبد السميع و التي أحسبها سديدة و راشدة فهي مقتبسة من مشكاة النبوة من خلال نقل مفيد لكلام علماء الأمة سلفا و خلفا، و ليعلم عَمُنا الكريم و أ خونا المبجَّل أن المسألة لا بد أن تناقش شرعا لا عقلا، لأن هذا الأمر يتعلق بفهم الكتاب و السنة والذي مزلة أقدام الفرق التي سلكت مسالك خاطئة في الفهم من العقل الأرسطي فالاستحسان البدعي الى الذوق و الوجد و الكشف الصوفي غير ناسين الغلو الخارجي و التفريط المرجئي…………، فأنت ترى أنه لا بد من ظابط في الفهم و ميزان في الترجيح و أن هذا الظابط و الميزان لا بد و أن يكون وسطا موافقا لفهم القرون المفضلة الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه و سلم بالخيرية سيما عهد الصحابة الكرام خير القرون وأفضلها على وجه هذه البسيطة، و هذا هو المخرج الأوحد و المسلك الأرشد الذي ليس لنا غيره من بد.
|
جزاك الله خير ا