ما أمرت بتشييد المساجد".قال ابن عباس- رضي الله عنهما-:"لتزخرفنها كما
زخرفت اليهود والنصارى".
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد".وهانحن نرى التباهي والتفاخر والتنافس والتسابق في تزيين المساجد وزخرفتها وتحليتهاوعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من بنى
لله مسجدا، ولو كمفحص قطاة لبيضها، بنى الله له بيتا في الجنة"
وأمر عمر- رضي الله عنه- ببناء المسجد، وقال:" أكن الناس من المطر، وإياك أن تحمر أو تصفر فتفتن الناس".
وعن أنس رضي الله عنه قال:" يتباهون بها، ثم لايعمرونها إلا قليلا".
وها نحن الآن في مساجد ضخمة، نسجد فيها على البسط الوثيرة المزركشة، والذي وضع على البلاط الساحر الجميل، ولا أحدثك عما تكلفهاالمساجد، فالأرقام كبيرة كثيرة،والمبالغ هائلة عظيمة، وأما عن الزخرفة والزينة؛ فلا أظنك تحتاج فيها إلى كلام، وكأنها أهم مافي المساجد، أو كأنها الوسيلة الدعائية المعاصرة لجذب الناس لها، وإقناعهم بها.
ولو جئت تعد الصفوف في صلاة الفجر– عفوا بل المصلين– ماحتاج الأمر إلى عناء أو مشقة.
ولو جئت تقارن النفوس التي تربت على الزخرفة والزينة والتنعم في هذه المساجد، مع الجيل الذي كان يسجد في الماء والطين؛ لوجدت العجب العجاب،لعلك لاتصدق أنه يعرف الإسلام؛ إنك ترى جيلا يريد الجنة- بل الفردوس –دون أن تغبر ملابسه، أو يشاك بشوكة.
إنك تسمع بالإثار والوفاء، والتضحية وتقرأ أحسن القصص عنه، لكنك تشتهي أن ترى عيناك من ذلك شيئا، وهذا يذكرنا بقوله تعالى :(كبر مقتا عند الله أنتقولوا مالا تفعلون).
أما أنا فأقول ( أبوليث) : إن تزيين سقوف وجدران مساجد، تلهي من شاهدها وتأمل جمالها وأبهره شكل تصميمها وتحسينها، هذه الزينة على هذا الحال وفي هذا المحل خاصة، لهي الزينة الواجب تركها لما يترتب عليها من تشبه بشرار الخلق اليهود والنصارى في تصميم معابدهم وكنائسهم، ولما فيها من صد عن الخشوع لله العلي الأعلى في كل أحوال العبادة من صلاة وتلاوة وذكر، ولا أظن عاقلا مجربا لهذه الزخارف والنقوش ينكر ذلك، نهيك عن وضع الأموال في غير موضعها الصحيح، فبدلا أن يحوزها المستضعفين والمشّردين في أمة كان من المفروض أن تكون خير أمة أخرجت للناس، بدلا من هذا تكون في نقوش ورسوم لا تنفع بل تضر، وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.