تخطى إلى المحتوى

حكايةالمنارة و احتفلات المولد النبوى الشريف بشرشال 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قمت ببحث عن اصل عادة احتفال سكان شرشال بالمنارة فى المولد النبوى ولم اجد سوى القليل من المعلومات
تعود حكاية مدينة شرشال بتيبازة مع ”منارة” المولد النبوي إلى عقود من الزمن، وتعتبر رمزا من رموز الحضارة الإسلامية، عارضتها سلطات الاحتلال الفرنسي فتحداها السكان بنشيد ”شعب الجزائر مسلم”.
لاستعداد للاحتفال بالمولد يبدأ قبل اليوم الموعود بخمسة أشهر.. و المنارة” عادة استحدثها عرب الأندلس لمواجهة الطقوس الصليبية عند مسيحيي الأندلس، الذين كانوا يحتفلون بأعيادهم الدينية بالطواف حول الصليب.
واكتسب السكان الأصليون لشرشال عادة صناعة ”المنارة” مع اقتراب المولد النبوي الشريف، بعد سقوط مدينة غرناطة، واستقرار العديد من العائلات الأندلسية بمدينة شرشال، ليبرز تأثر سكان المدينة بعاداتهم وتقاليدهم، حتى في الجانب المعماري.
والمنارة تشبه إلى حد كبير صومعة المسجد، بها هلال ونجمة، وهي رموز ديننا الإسلامي الحنيف، كما تشمل أشكالا هندسية مستقاة من الحضارة الإسلامية، حيث كانت ”المنارة” في السابق تزين بقطعة قماش، باللونين الأبيض والأخضر المعبرين عن السلام، والشموع فقط، لكن في الآونة الأخيرة أدخلت عليها عدة تغييرات، فباتت تزين بالألعاب والمؤثرات الضوئية المثيرة كما يتم تغليفها بورق فضي ومزخرف”.

ويشترك في صناعة ”المنارة” جميع سكان المدينة، لمدة تفوق الأربعة أشهر، في فناء المسجد العتيق لمدينة شرشال. وبعد الانتهاء من إعدادها يجتمع الصغار والكبار بباحة المسجد، من أجل نقلها إلى مقر الوالي الصالح سيدي عبد الرحمن في أعالي مدينة شرشال، حيث يضعونها هناك، ويشرعون في تلاوة القرآن الكريم طيلة أسبوع كامل. وبعدها يتوجه المواطنون حاملين ”المنارة” على أكتافهم إلى غاية مدينة عين القصيبة العتيقة، حيث يطوف بها المواطنون كامل أرجاء المدينة، وتستقبلها كل العائلات الشرشالية بالتهليل مرددة الأناشيد الوطنية، وسط الزغاريد والشموع المشتعلة تعبيرا عن الفرحة. وأثناء مرور موكب ”المنارة” بأزقة المدينة وشوارعها يقوم السكان برميها بالسكر واللوز، ورشها بالعطر متفائلين بها. وبعد ذلك ‘ توضع ‘المنارة” بضريح الوالي الصالح سيدي إبراهيم الغبريني، الواقع بالجهة الشرقية للمدينة، وتترك هناك طيلة أسبوع، بداية من يوم المولد النبوي الشريف، حيث تتخلل تلك الأيام محاضرات عن السيرة النبوية وتلاوة القرآن.

مع اقتراب مناسبة المولد النبوي كل سنة يتم إخراج مخزون المدينة من القمح والشعير والزيت والسكر والخضر والفواكه، المحتفظ به في مطمورات بنيت في حياة الوالي الصالح ”سيدي ابراهيم الغبريني”، والمتمثلة في تبرعات يقدمها أغنياء المدينة، ويوزعها متطوعون بالمناسبة على الفقراء والعجزة والمحتاجين.
وبعد احتلال فرنسا مدينة شرشال في 1940، منعت السلطات الفرنسية سكانها من الاحتفال بالمولد النبوي، وحولت مسجد النور إلى مستشفى عسكري، مما حرم المواطنين من الالتقاء والتجمع وإعداد ”المنارة”.. لكن سكان شرشال ظلوا متمسكين بهذه العادة، بل وحولوها إلى مناسبة لتمرير رسالة سياسية، مفادها أن الجزائر حرة ومستقلة، مغتنمين ميلاد حزب الشعب الجزائري الذي تحدى الاستعمار

كان شعار الشرشاليين وقتئذ الاحتفال بالمولد مهما كان الثمن، وبمقهى ”سي محمد” يتم إعداد ”المنارة” من طرف المنخرطين في الحزب، ولما ينتهوا من إعدادها يقدموها لتلاميذ المدرسة القرآنية الراشدية لحملها وبأيديهم الشموع والفوانيس إلى ساحة البلدية، في تحدي للمعمرين والعساكر الفرنسيين الذين يتوافدون بكثرة، بداعي الفضول لرؤية ”المنارة”، ثم ينطلق التلاميذ بترديد نشيد ”شعب الجزائر مسلم”.
وعلى مر الأعوام حرص سكان شرشال على المواظبة على احتفالية ”المنارة”، مع إدخال تغييرات كثيرة عليها، فأصبح مسؤولو الديوان الوطني للسياحة ببلدية شرشال يشرفون على إعدادها.
اليوم والأمس

وتحولت ”المنارة” إلى قبلة للزوار من سنة لأخرى، حيث كان عددهم لا يقل عن 500 ألف زائر، يأتون من داخل وخارج الوطن، بالإضافة إلى تغيير شكلها بتزيينها بالألعاب والأضواء والشموع والفوانيس، لإضاءة مساء هذه الليلة المباركة.
وتحمل هذه ”المنارة” على متن عربة تتجول بها في كل شوارع المدينة، يتبعها حشد كبير من العائلات مرفقة بالأطفال والشباب، وسط تهليلات وتكبيرات، تعبيرا عن الفرحة بهذه المناسبة العظيمة.
وينتهي موكب ”المنارة” بالعودة إلى الميناء، لتحمل على متن زورق صغير تتبعها زوارق تنقل الجماهير حاملين الشموع ومنارات مصغرة، ليطلق العنان فيما بعد للزغاريد والتصفيقات، وسط بهجة يضفيها دوي المفرقعات وإطلاق الألعاب النارية في السماء بألوانها، ويتواصل الاحتفال إلى غاية الساعات الأولى للمولد النبوي الشريف.

لكن "منارة" شرشال التي ظلت متقدة لقرون عدّة أوشكت على الانطفاء اليوم، بعد أن تعرضت لانتقادات من مشايخ الأصولية الإسلامية. مع تنامي المدّ الديني على المدينة، أصبحت تهاجم من على المنابر بوصفها بدعة وثنية وطقساً كنسياً لا يجوز استمراره.

المشاهدات لحقت1004
ولا تعليق واحد
تحطيم للمعنويات
أختي//نور
إستقرأت الموضوع للتو فشد اعجابي بهذه المعلومة التاريخية التي تخزن في ذاكرة التراث الوطني وعاداته وتقاليده …و الذي فعلا ادهشني عادات من العبادات حافظ عليها شعبنا الاصيل عبر السنين المتتالية ورغم عراقيل المستدمر الفرنسي.
نعم يا اختي نور نعما الموضوع الذي ادرجته في هذا الركن ونعم الانتقاء لهكذا مواضيع تعود بالنفع والفائدة على الجميع .
فمن هذه القصة المشوقة لهذه العادة الاصيلة نعرف أسباب بعض العادات و أصول التقاليد .
شكرا لك اختي نور فقد متعتنا و نفعتنا و شوقتنا .
بارك الله فيك وفيما تخترينه من روائع المواضيع ودمت للتميز و التألق أجمل عنوان
حفظك الرحمان.

القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nour el hanna القعدة
القعدة
القعدة
المشاهدات لحقت1004
ولا تعليق واحد
تحطيم للمعنويات
القعدة القعدة
عذرا اختي نور لم انتبه للموضوع الا اليوم مساءا
بارك الله فيك على هذا الموضوع الاكثر من رائع
جزاك ربي كل خير وفير.

مشكور استاذنا الكريم على التشجيع
راك اعطتنى دافع باه نزيد نبحث اكثر ونجتهد
بارك الله فيك وجزيت كل الخير
القعدة اقتباس القعدة
القعدة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق السياسية القعدة
القعدة
القعدة

موضوع جميل ورائع يستحق الرد عليه

القعدة القعدة

شكرا اخى على المرور العطر ربي يخليك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.