يمر الرجل بمشاعر مزعجة عند الوصول إلى سن محددة، تماما كما
يحدث للمرأة عند وصولها لسن اليأس، ويشير الأطباء إلى أن سن اليأس
عند الرجال مرتبط بالهرمونات ويحدث لديهم أعراض كتلك التي تصاب بها الزوجة،
ولكن المرأة تشعر بالأعراض أكثر، لأن مستوى هرموناتها الأنثوية
تقل تدريجيا مع تقدم العمر فيما يحافظ الرجل على مستوى هرموناته
الذكرية "التستستيرون" فالرجل في السبعين لديه المستوى ذاته
من "التستستيرون" لدى شاب في العشرينيات.
من الأعراض الشائعة التي يصاب بها الرجل مع تقدمه في العمر قلة الرغبة الجنسية،
التعب والإرهاق فضلا عن الاعتراف بكبر السن وفقدان الشعر وتغير
شكل الجسم؛ حيث تقل الكتلة العضلية ويأخذ الجسم الشكل الدائري.
أما الأعراض الأخرى، حسبما أوردت صحيفة "الغد" الأردنية،
فتتضمن الانزعاج والتعرق إلى جانب موجات الحر وأوجاع في مختلف
أنحاء الجسم، إضافة إلى تعكر المزاج وأحيانا الاكتئاب.
وقد بدأ الأطباء في الآونة الأخيرة بالاعتراف بوجود ما يسمى بسن
اليأس لدى الرجال، ولكنهم يعتقدون أن الأسباب نفسية أكثر منها
تغيرات في الهرمونات، فعندما يدرك الرجل أنه تقدم في العمر فإنه
يبدأ باستشعار علامات تقدم السن على بشرته ويشعر بشعره يقل
تدريجيا، كما يدرك أنه كسب الكثير من الوزن على شكل دهون
متراكمة في منطقة البطن.
وحين يشهد الرجل تقدما في العمر وينظر إلى مشوار حياته يدرك أن
دوره لم يعد محوريا؛ فأطفاله أصبحوا كبارا ويعتمدون على أنفسهم،
كما أنه قد يكون متقاعدا ولا يملك ما يقدمه، وهذا أمر يصعب على الرجل تقبّله.
ويميل الرجل إلى التعبير عن خوفه من التقدم بالسن بطرق عديدة،
وأشهر تلك الطرق العصبية على أفراد الأسرة أو الميل نحو السهر
الكثير في الخارج أو الإفراط في الإسراف.
ويجب على الرجل أن يعرف أن التغيرات التي يمر بها طبيعية جدا،
وأن التغيرات التي يشهدها على جسده جزء من دورة الحياة الطبيعية،
وعند إدراك هذه الحقيقة يميل الرجل إلى التحرر من الأعراض
العاطفية التي يمر بها، فيصبح قادرا على التحكم بكل ما يجري حوله.
كما أنه ومن الضروري أن لا ننسى أن تلك الأعراض التي يمر بها
الرجل والمرأة قد تكون أسبابها مرضية، ولا علاقة لتقدم السن بها
مثل؛ أمراض فقر الدم وكسل في الغدة الدرقية أو الاكتئاب، لذا يجب
زيارة الطبيب لإجراء الفحوصات قبل التشخيص حتى يشعر المرء بصحته