السؤال: هذا سؤال من أخ عن مؤسسة تشترط لقبول الموظفين الحصول على شهادة خبرة لا تقلّ مدتها عن خمس سنوات لكنّ هذا السائل ليس له من الخبرة في ميدان عمله إلاّ (19) شهرا، ويقول في سؤاله: بأنّ الأمر يتعلق بجميع المؤسسات دون استثناء واحدة منها، لكنّ المؤسسة التي أراد دخولها والعمل فيها يتوقف قبوله فيها على أساس النجاح في المسابقة التي تدوم أشهرا دون مراعاة شرط الشهادة في النجاح، فحاصل المسألة أنّ شهادة الخبرة لا تطلب إلاّ عند تقديم الملف ولا تراعى بعده إنّما يراعى الامتحان فقط. أجيبونا بارك الله فيكم.
الجواب: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان, أمّا بعد
فالأصل في هذه المسألة يعود إلى تحريم الكذب والتزوير لعدم دخولها في المقاصد العليا ومرامي الشرع على نحو ما أجازه صلى الله عليه وسلم في ثلاث: إصلاح ذات البين وحال القتال وعن الزوجة(۱)فهذه الثلاث المستثنيات ومن في معناها مقصوده حسن فإن لم يستطع الوصول إليها بالطريق المباح جاز اتخاذ الكذب ذريعة لتحقيق تلك المقاصد بخلاف هذه المسألة وخاصة إذا أضرّ بالغير وأخذ حقوقهم أو تأهل في مكان ليس مؤهلا إليه, ففي هذه الحالة اتخاذ وسيلة الإخبار بخلاف الواقع (الكذب) ممنوع لما يُخلِّفه من آثار سيئة.
ولا يخفاك أنّ الإثم يحوك في الصّدر, والقلب يأباه، وإنّ في الحلال غنية عن الحرام، والرزق من الله وهو المتفضل به على عباده المتقين كما قال تعالى: ﴿ومن يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب و من يتوكل على الله فهو حسبه﴾ [الطلاق:2-3].
والعلم عند الله وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم.
١- أخرجه أحمد(6/459-461)، والترمذي كتاب البر والصلة باب ما جاء في إصلاح ذات البين، عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها، وحسنه الألباني في صحيح الجامع(7600)، وانظر: السلسلة الصحيحة(2/85).
|
رزقكم الله خير الدارين