تاريخ بعض القلاع الاسلامية
القلعة حصن منيع يشيَّد في موقع يصعب الوصول إليه، وغالبًا ما يكون على قمة جبل أو مشرفًا على بحر، وقد وجد بعضها مشيداً على أرض منبسطة. وكانت القلاع عند العرب وغيرهم من الأمم الأخرى تؤدي دور البيت والحصن والسجن ومستودع الأسلحة وبيت المال ومركز الحكومة المحلية. وكثيرًا ما كانت تنشأ القرى حول القلاع. وعندما غدت المدن، في وقت لاحق، ذات أهمية، أصبحت القلاع تشكل جزءًا من شبكة دفاعاتها، وتبنى القلاع عادة بغرض الحماية من الأعداء، ولتتحصن حامية المدينة في حال تعرضها لهجوم ما. وكانت القلاع إحدى أهم وسائل الدفاع في العصور القديمة.
موقع القلعة
إن اختيار موقع القلعة كان يتأثر أيضًا بمسألة الحاجة إلى الدفاع والتحكم بأماكن محددة بعينها.
قلعة دمشق
قلعة دمشق هي قلعة تقع في مدينة دمشق عاصمة سوريا. تقع في الزاوية الشمالية الغربية من مدينة دمشق القديمة. ويحيط بها خندق عرضه حوالي 20 مترا
وصف القلعة
مساحة القلعة اليوم حوالي 33176 م2، وكان لها أربعة أبواب وحاليا ثلاثة، شكلها مستطيل غير منتظم بأضلاع ليست مستقيمة. عدد أبراجها 12 برجا كان فيها عدد من القصور والمنازل والحوانيت ومسجد أبي الدرداء ودار رضوان والطارمة ودار المسرة ومخازن وطاحون للحبوب وقد سكن القلعة في عصور مختلفة السلاطين والملوك والأمراء والولاة إضافة للفقهاء والعلماء والوزراء.
تاريخ القلعة
قلعة دمشق قلعة قديمة مرت بمراحل حضارية كثيرة عبر تاريخها الطويل، في العصر السلجوقي قام الأمير السلجوقي اتسز بن أوق عام 1076 م بتكملة بناء أجزاء ومباني وإضافة أبراج للقلعة، وبعد أن سيطر الأيوبيون على دمشق قام حاكمها الملك العادل أبي بكر محمد بن أيوب شقيق السلطان صلاح الدين الأيوبي بتوسيعها وتمنيعها وزيادة أبراجها…. وقد حفل تاريخ قلعة دمشق بأحداث كثيرة سطرت عبر العصور التي مرت على المدينة العريقة عبر تاريخ طويل حافل بالبطولات لعبت فيه دمشق الدور الرئيسي وكانت المركز الذي انطلق منه الفاتحين شرقا وغربا وخطط القادة والحكام والعلماء والفقهاء والحكماء في قلعتها قلعة دمشق في إرساء كيان دول وإمبراطوريات عبر التاريخ كذلك كانت سجناً للعلماء ومن أشهرهم العلامة الشيخ أبن تيمية والشيخ الألباني.
في العصر المملوكي 1260 م – 1516 م وعرف منصب نائب القلعة في دمشق من قبل السلطنة وكان السلاطين المماليك يقيمون فيها أحيانا عند قدومهم إلى دمشق. أما في العصر العثماني صارت القلعة مقرًا للإنكشارية والدالية ويترأسها أغا القلعة وكانت في فترات مختلفة مقرا للوالي أو الحاكم في دمشق وسكن للكثير من الوزراء والموظفين وعلماء الدين والفقهاء. من المشاهير الذين سكنوا في القلعة الملك نور الدين زنكي والناصر صلاح الدين الأيوبي والظاهر بيبرس وغيرهم من السلاطين والملوك والمشاهير.
تحيط الأسواق بالقلعة التاريخية ومنها أشهر أسواق الشرق (سوق الحميدية) الشهير.
قلعة الحصن هي قلعة تقع ضمن سلاسل جبال الساحل السوري ضمن محافظة حمص وتبعد عن مدينة حمص 60 كم، ونظرًا للأهمية التاريخية والعمرانية للحصن فقد اعتبرتها منظمة اليونسكو قلعة تاريخية هامة لاحتوائها على تراثٍ إنساني عظيم، وفي عام 2024 مـ سجلت القلعة على لائحة التراث العالمي إلى جانب قلعة صلاح الدين الأيوبي .
قلعة الحصن في سورية
التاريخ
شيد المرداسيون الحصن عام 1031 من قبل شبل الدولة نصر بن مرداس فأقام فيها حصناً صغيراً كان هدفه حماية طريق القوافل التجارية القادمة من سواحل بلاد الشام إلى داخل بلاد الشام.وأسكنوها الأكراد لحماية الطريق، ولذلك حملت اسم حصن الأكراد وأطلق عليها أيضاً حصن السفح أو الصفح والكرك ومن هذا الاسم اشتقت التسمية الصليبية للقلعة. وفي بداية القرن الحادي عشر بدأ الأوروبيين بتجهيز حملات إلى منطقة بلاد الشام من أجل السيطرة على بيت المقدس تحت دعوة البابا أوربان. وبعد قدوم الصليبيين عام 1099 استولى على الحصن ريموند صنجيل ونهب محيطها من قرى ومزارع ثم استرجعها منه أمير حمص سنة 1102 وقام بعدها تانكرد صاحب أنطاكية عام 1110 بالاستيلاء عليها وفي 1144 قام ريموند الثاني أمير طرابلس بتسليمها إلى فرسان القديس يوحنا المعروفين بالإسبتارية أو فرسان المشفى، ومنذ ذلك الحين بدأ المكان يعرف باسم حصن الفرسان (بالإنجليزية: Krak des Chevaliers)، وقد أعاد الإسبتارية بناء الدفاعات الجديدة للقلعة، وقامو بترميمها بعد الزلزال الذي أصابها عام 1157وتعد من أجمل القلاع العسكرية في الشرق. للقلعة تاريخ طويل من الأحداث نذكرمنها:
تواريخ
- 1163 – نور الدين زنكي يلتقي جيوش الفرنجة في سهل البقيعة ولكنه يخفق في استرداد القلعة.
- 1166 – محاولة فاشلة أخرى لنور الدين الزنكي لاسترداد القلعة.
- 1170 – زلزلة جديدة تدمر القلعة وتهدم الأسوار، ثم لا يلبث الفرنجة أن يعيدوا بناءها وبناء الكنيسة.
- 1188 – صلاح الدين الأيوبي يحاصر القلعة لمدة شهر بعد أنتصاره في معركة حطين وذلك أثناء مرور جيشه لاستعادة الساحل السوري.
- 1202 – زلزال ثالث مدمر تبعه إعادة إعمار القلعة ولا سيما حلة الدفاع الخارجية والجدار المنحدر في الجنوب والمستودع الكائن خلف الواجهة الجنوبية..
- 1206 – أحد أشقاء صلاح الدين يحاول احتلال القلعة دون جدوى.
- 1230 – بناء برج القائد في الطابق العلوي.
- 1250 – تشييد قاعة الفرسان الكبرى والرواق الذي يتقدمها.
- 1255 – تشييد البرج الدفاعي المتقدم عند المدخل الشمالي للقلعة على يد نيكولا لورني.
- 1270 – الملك الظاهر بيبرس يحاصر القلعة ولكنه يعود مسرعًا إلى مصر للتصدي لحملة الملك لويس التاسع الفرنسي.
- 1271 – الظاهر بيبرس يعود ليحاصر القلعة وينصب المجانيق مقابل السور الجنوبي بتاريخ 2 آذار وينجح باسترداد القلعة يوم 8 نيسان وتصبح القلعة منطلقًا لتحرير قلعة المرقب التي حررها قلاوون عام 1285.
- 1285 – الناصر محمد بن قلاوون الصالحي المملوكي ينشئ البرج المربع الضخم على وسط البرج الجنوبي.
وصف القلعة
منظور للقلعة
قلعة الحصن تقع في شعاب جبال النصيرية في وسط سوريا وتربض في موقع فوق ذروة مرتفعة تزيد عن 2100 قدم, وهي على اتصال بالنظر مع (العصر الأبيض) برج صافيتا. ورممت القلعة جزئيا في الأعوام الأخيرة وهي واحدة من أفضل نماذج التحصينات الفرنجية في المشرق حيث توجد قناة مائية قدت في الصخر وتعزل القلعة عن الجرف الممتد باتجاه الجنوب وتتألف من حلقتين متحدتي المركز من التحصينات وموصولتين بمدخل طويل منحدر والحلقة الخارجية مضلعة إهليلجية الشكل تتألف من سور يحوي عددا من الشرفات الدفاعية ومقواة بحصون بارزة نصف دائرية. يحرس البوابة الثانوية الصغيرة في الواجهة الشمالية حصنان بارزان ملاصقان لهما تماما فأما الواجهة الشرقية فقد عدلت كثيرا تحت الحكم العربي ويحرس هذا الجناح ثلاث حصون بارزة مستطيلة الشكل صغيرة يحوي إحداها المدخل الرئيسي أما القطاع الذي تعرض لأكبر تعديل على يد العرب هو الواجهة الجنوبية الدفاعية للقلعة وبالأصل كانت مؤلفة من سور واق تحميه حصون بارزة نصف دائرية وشرفة مكواة متواصلة ولكنها عززت بعد عام 1285 م ببرج السلطان قلاوون ويحوي البرج الدائري في الزاوية الجنوبية غرفة حسنة التجهيز تعرف باسم (مأوى السيد).
القلعة
- تمتاز القلعة بلون حجارتها الكلسية التي كانت تجلب من مسافة / 4 كم / من بلدة مجاورة تدعى / عمار الحصن / وميزة الحجر الكلسي أنه طيع أثناء النحت وخفيف الوزن.
- تبلغالمساحة الإجمالية للقلعة حوالي / 30000 م٢ / وترتفع القلعة عن سطح البحر حوالي / 750 م /
-
مخطط القلعة
وتتألف القلعة من حصنين:
الحصن الداخلي
دير قوطي في فناء القلعة
- الحصن الداخلي: هو قلعة قائمة بذاتها يحيط بها خندق يفصلها عن السور الخارجي، ولها بوابة رئيسية تتصل بباب القلعة الخارجي بواسطة دهليز طويل ينحدر تدريجيًا حتى الباب مؤلفًا منعطفًا دفاعيًا في منتصفه. ولهذا الحصن ثلاثة أبواب مفتوحة على الخندق، ويمتاز بأبراجه العالية. ويتألف من طابقين. الأرضي ويضم فسحة سماوية تحيط بها الأقبية والعنابر وقاعة الاجتماعات، والكنسية والمطعم والحجرات والمعاصر. والعلوي ويحتوي على أسطح مكشوفة ومهاجع وأبراج. أما الخندق المحيط به فمحفور في الصخر، سلطت عليه أقنية تحمل إليه مياه الأمطار.
- السور الداخلي للقلعة يتألف من خمسة أبراج دفاعية وحامية للسور الداخلي, وهناك خندق مائي يفصل بين السورين الداخلي والخارجي يبلغ طوله قرابة / 70 م.
الحصن الخارجي
- الحصن الخارجي: هو السور الخارجي للقلعة وهو حصن قائم بذاته، يتألف من عدة طوابق. فيه القاعات والإصطبلات والمستودعات وغرف الجلوس. مزود بـ13 برجًا بعضها دائري وبعضها مربع أو مستطيل، وهو محاط بخندق.
- السور الخارجي للقلعة يتألف من ثلاثة عشر برجاً دفاعياً وحامية للسور الداخلي.
أهم القاعات
قلعة الحصن
- قاعة الفرسان المتميزة بالفن القوطي.
- الكنيسة التي تم تحويلها في العهود الإسلامية إلى مسجد.
- المخازن التي تخزن فيها المؤنة للجنود ويوجد فرن دائري الشكل لصناعة الخبز.
- مهاجع نوم الجنود.
- المسرح وهو ذي شكل دائري.
- الأبراج العلوية وفيها برج قائد الفرسان وبرج قائد القلعة وهو البرج الوحيد المبني على شكل دائري.
- برج بنت الملك وهو الآن مستثمر كاستراحة ومطعم للسياح.
- قاعة الحرس المملوكي.
3
تقع قلعة المضيق على تل مرتفع في الجهة الشرقية من سهل الغاب الذي يمر منه نهر العاصي بالقرب من مدينة أفاميا الأثرية وهي تابعة إداريا إلى محافظة حماة في سورية، وهي مسكونة وعامرة بالسكان حتى اليوم ويبلغ عدد سكانها 18000 نسمة، سميت بقلعة المضيق لأنها تطل على مضيق يقع بين التل الذي بنيت عليه وجبل شحشبو الذي يقابله .
أهمية موقعها
إن موقع هذه القلعة الإستراتيجي يعطيها أهمية عسكرية كبيرة من أجل الدفاع عن المنطقة المحيطة بها فهي مقامة على تلة كبيرة أو هضبة تحيط بها سهول منخفضة وواسعة من جهاتها الأربع وبذا فيكون لها سيطرة كاملة على كل من سهل الغاب ووادي الدورة، وعلى خان شيخون وطار العلا، وعلى سفوح هضبة السقيلبية وبالنظر إلى أن وادي العاصي في هذه المنطقة من سورية وهذه السهول الواسعة والخصبة المحيطة به وما فيها من حواضر وتجمعات بشرية والتي تتوافر فيها أسباب المعيشة من الإنتاج الزراعي والحيواني للسكان المتمركزين على مجرى العاصي منذ منبعه وحتى مصبه فكان لابد من تأمين الحماية اللازمة لهذه المنطقة.
الاسم
قلعة المضيق هي تسمية أصلها يعود لوجود حصن روماني، تم تجديده عندما حررها أبو عبيدة بن الجراح من الروم ، والى الشرق منه تقع مدينة أفاميا الأثرية التي تعود للعهد الروماني وقد بناها سلوقس نيكاتور أحد قادة الإسكندر المكدوني، وسماها باسم زوجته (توضيح)|الفارسية الأصل أبامي (افاميا).
تاريخ القلعة
تعود القلعة مع مدينة أفاميا بجذورهما إلى ما قبل العهد السلوقي إذ ذكر الموقع باسم "نيا" في رسائل تل العمارنة، ثم "بارنكا" حسب المؤرخ استرابون، وبعد معركة إيسوس التي انتصر فيها الفرس سنة 333 ق.م. سميت باسم "بيلاّ". مؤسسها الحقيقي سلوقس نيكاتور الأول الذي بنى مدينة أفاميا، وبنى معها قلعتها. ثم دخلت القلعة في حوزة الرومان {عام64 ق.م}، والبيزنطيين، ثم فتحها العرب المسلمون عام 638 م. وفي العصر العباسي بدأ المسلمون يهتمون بتشييد الحصون والثغور فبنوا حصنًا منيعًا على قمة التل، وقام نور الدين زنكي بترميم القلعة بعد زلزال عام 1157 م، ثم انتقلت القلعة إلى الأيوبيين والمماليك من بعدهم، وفقدت أهميتها العسكرية في العهد العثماني ولكنها بقيت موقعًا إستراتيجيًا للاستيطان البشري، إذ استمر السكن فيها إلى يومنا الحالي، ونجد فيها قرية صغيرة بين أسوار القلعة القديمة تعرف أيضًا باسم "قلعة المضيق".
وفي فترة الخلافة العثمانية وفي عهد السلطان سليمان القانوني (الأول) تم بناء مسجد، ومدرسة وخان، الذي هو الآن عبارة عن متحف أفاميا للفسيفساء، ويتبع للمديرية العامة للآثار والمتاحف ،التي تنظم رحلات دورية للموقع الأثري والمتحف، والجدير بالذكر أن مدينة أفاميا تحتوي على مسرح روماني، يعتبر من أكبر المسارح الرومانية الموجود في سوريا، إلا أنه ولهذه اللحظة لم يتم ترميمه وهو يتسع على الأقل لعشرة آلاف مشاهد.
التنقيب
بدأت بعثة أثرية بلجيكية بأولى الحفريات خلال أعوام 1928م، 1930م، 1938م، 1947م، 1953م. وفي عام 1965م استأنف مركز الأبحاث الأثري البلجيكي بالاشتراك مع المديرية العامة للآثار والمتاحف في سوريا هذه التنقيبات. وعلى الرغم من زوال معظم المنشآت الداخلية في القلعة، إلا أن الأسوار والأبراج الخارجية التي لا تزال قائمة، تعطي فكرة واضحة عن ضخامة البناء وقوته، وأهم ما بقي من آثار القلعة:
- المدخل: ويقع في الجهة الجنوبية، بين برجي حماية، ويقود إلى بوابة ذات طراز عربي أيوبي في غاية الجمال، توصل إلى داخل القلعة عبر ممر ذي سقف معقود مبني من الحجر المنحوت.
- الأسوار: تحيط بقمة المرتفع، ويبلغ قطرها الوسطي حوالي 300 متر، وهي مبنية من الحجر الكلسي المنحوت والضخم، وتتداخل الأسوار مع الأبراج بقوة وتترابط فيما بينها، وللقلعة تسعة عشر برجًا تتميز بضخامتها وقوة تحصيناتها، إلا أن أبراج الجهة الغربية، أقل عددًا وأصغر حجمًا حيث أن مرامي السهام المنتشرة على الأسوار تؤمن الحماية الكاملة من هذه الجهة مع المنحدر. أما سفوح التل، فهي شديدة الانحدار ومزودة بتصفيح حجري لتوفير الحماية المطلوبة للقلعة.
- تحوي القلعة من الداخل عددًا من الأقبية القديمة الأيوبية والعثمانية، وقد قامت مديرية الآثار مؤخرًا باستملاك أبنية الأهالي الحديثة داخل القلعة تمهيدًا لإنجاز أعمال الترميم والتأهيل في واحد من المعالم التاريخية والسياحية الهامة في سورية.
للامانة منقول للافادة