عاشت الدول الأوربية هذه الفترة بالتنازع و الاقتتال على الأقاليم و الإقطاعات ، لكن سرعان ما امتد نظرهم إلى الخطر الموحدي وضرورة تشكيل الأحلاف وهو ما كانَ ، فنتج عنه حلف " أرغونة " و " قشتالة " الذي توج بإسقاط آخر معقل للمسلمين ألا هي غرناطة* بني الأحمر[1].
وما يمكن قوله عن الفوضى التي عاشها المغرب العربي ومع مطلع القرن السادس عشر ، هو الوضع الحتمي ، في وقت كانت فيه ثلاث دول* تبني مجدها على أمجاد الموحدين ونعني بذلك دولة بني حفص في تونس و هي تمتد من طرابلس في الشرق إلى شرق المغرب الأوسط ، ودولة بني زيان بالوسط و الغرب من أرض الجزائر ، و دولة بني مرين بالمغرب الأقصى .[2]
* غرناطة : غرناطة بني النصر ، وتسمى غرناطة بني الأحمر ، وأصلها La Grenadaأي : رمانة ، وهذا لكثرة هذه الفاكهة في المدينة … أنظر ياقوت الحموي ، معجم البلدان .
[1] نور الدين حاطوم : تاريخ عصر النهضة الأوربية ، دار الفكر الحديث ، لبنان ، ص 60 .
* الدويلات الثلاث يمكن أن نعطي ولو لمحة عن نشأة و أصل تسمية كل واحدة ، فالدولة الحفصية التي تأسست عام 1229م ، نسبة إلى أبي حفص عمر بن يحي الهنتائي من أصحاب ابن تمرت ويرجعه أحد النسابة – ابن نخيل – إلى عمر ابن الخطاب – t- أما الدولة الزيانية ، أو دولة بني عبد الواد ، فتنتسب إلى زيان بن ثابت وهو من بطون بني قاسم من عبد الواد ، تأسست عام 633هـ ، أما دولة بني مرين فكانت بالمغرب الأقصى ، وكانوا بداة أعزاء على الدولة المؤمنية ، دخل بهم كبيرهم عبد الحق بن محيو تل المغرب الأقصى عام 610هـ ، وقد اشتملت على بعض مناطق الأندلس الإسلامية ، وكانت عاصمتهم "فاس" .
[2] أحمد توفيق المدني : حرب ثلاث مائة سنة بين الجزائر وإسبانيا (1492 ، 1792) ، ط3 ، الجزائر ، ص 64.
* الدولة الموحدية : وهي دولة دينية ، إصلاحية ، كونها للفقيه محمد بن تمرت ، المعروف بالمهدي ، في أوائل القرن السادس هجري ، بدأت دعوتها بالغرب ، و أرجع المؤرخون نسب ابن تمرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، عن طريق الحسن والحسين – رضي الله عنهما – وهو ما تقوى به ابن تمرت في نشر دعوته … أنظر الكامل في التاريخ لابن الأثير ، ج 10 ، ص 205.
بارك الله فيك
و أضيف شيئا هو أن الجزائريين هم الذين طلبو مساعدة الأتراك و حكمهم و لم يتم ذلك بالقوة