فخرج البعث عليهم فلم يدروا عند من يخلفون اختهم ولا من يأمنون عليها ولا عند من يضعونها فأجمع رأيهم على أن يخلفوها عند عابد بني إسرائيل فأتوه فسألوه أن يخلفوها عنده فتكون في كنفه وجواره حتى يرجعوا فأبي ذلك وتعوذ بالله عز و جل منهم ومن أختهم فلم يزالوا به حتى أطمعهم فقال أنزلوها في بيت حذاء صومعتي
فانزلوها في ذلك البيت ثم انطلقوا وتركوها فمكثت في جوار ذلك العابد زمانا ينزل إليها بالطعام من صومعته فيضعه عند باب الصومعة ثم يغلق بابه ويصعد في صومعته ثم يأمرها فتخرج من بيتها فتأخذ ما وضع لها من الطعام
قال فتلطف له الشيطان فلم يزل يرغبه في الخير ويعظم عنده خروج الجارية من بيتها نهارا ويخوفه أن يراها أحد فيعلقها فول مشيت بطعامها حتى تضعه على باب بيتها كان أعظم لأجرك فلم يزل به حتى مشى بطعامها حتى وضعه على باب بيتها ولا يكلمها
قال فلبث بذلك زمانا ثم جاءه إبليس فرغبه في الخير والأجر وحضه عليه وقال له لو كنت تمشى إليها بطعامها حتى تضعه في بيتها كان أعظم لأجرك </span></span>
قال فلبث بذلك زمانا ثم جاءه إبليس فرغبه في الخير وحضه عليه وقال له لو كنت تكلمها وتحدثها فتأنس بحديثك فإنها قد استوحشت وحشة شديدة
قال فلم يزل به حتى حدثها زمانا يطلع إليها من فوق صومعته
قال ثم أتاه إبليس بعد ذلك فقال لو كنت تنزل إليها فتقعد على باب صومعتك وتقعد هي على باب بيتها فتحدثك كان آنس لها فلم يزل به حتى أنزله فأجسله على باب صومعته يحدثها وتخرج الجارية من بيتها حتى تقعد على باب بيتها قال فلبثا زمانا يتح2دثان ثم جاءه إبليس فرغبه في الخير والثواب فيما يصنع بها فقال لو خرجت من باب صومعتك فجلست قريبا من باب بيتها فحدثتها كان آنس لها
فلم يزل به حتى فعل
فلبثا بذلك زمانا ثم جاءه إبليس فقال لو دنوت من باب بيتها ثم قال لو دخلت البيت فحدثتها ولم تتركها تبرز وجهها لأحد كان أحسن
فلم يزل به حتى دخل البيت فجعل يحدثها نهاره كله فإذا أمسى صعد في صومعته
قال ثم اتاه إبليس بعد ذلك فلم يزل يزينها له حتى ضرب العابد على فخذها وقبلها فلم يزل به إبليس يحسنها في عينه ويسول له حتىوقع عليها فأحبلها فولدت غلاما
فجاءه إبليس فقال له أرأيت إن جاء إخوة هذه الجارية وقد ولدت منك كيف تصنع لا آمن أن تفتضح أو يفضحوك فاعمد إلى ابنها فاذبحه </span>
فمكث بذلك ما شاء الله حتى قفل إخوتها من الغزو فجاءوه فسألوه عن أختهم فنعاها لهم وترحم عليها وبكاها وقال كانت خير امرأة وهذا قبرها فانظروا إليه فأتى إخوتها القبر فبكوا أختهم وترحموا عليها وأقاموا على قبرها أياما
ثم انصرفوا إلى أهاليهم
قال فلما جنهم الليل واخذوا مضاجعهم أتاهم الشيطان في النوم فبدأ بأكبرهم فسأله عن أختهم فأخبره بقول العابد وبموتها فكذبه الشيطان وقال لم يصدقكم أمر أختكم إنه أحبل أختكم وولدت منه غلاما فذبحه وذبحها معه فرقا منكم فألقاها في حفيرة خلف باب البيت وأتى الأوسط في منامه فقال له مثل ذلك
ثم أتى الأصغر فقال له مثل ذلك
فلما استيقظ القوم استيقظوا متعجبين لما رأى كل واحد منهم فأقبل بعضهم على بعض يقول رأيت عجبا فأخبر بعضهم بعضا بما رأى
فقال كبيرهم هذا حلم ليس هذا بشيء فامضوا بنا ودعوا هذا قال أصغرهم لا أمضي حتى آتي ذلك المكان فأنظر إليه </span>()</span>
فانطلقوا وبحثوا الموضع فوجدوا اختهم وابنها مذوبحين فسألوا عنها العابد فصدق قول إبليس فيما صنع بها
فاستعدوا عليه ملكهم
فأنزل من صومعته وقدموه ليصلب فلما أوقفوه على الخشبة أتاه الشيطان فقال قد علمت أني صاحبك الذي قد فتنتك في المرأة حتى أحبلتها وذبحتها وابنها فإن أنت اطعتني اليوم وكفرت بالله الذي خلقك خلصتك مما أنت فيه
فكفر العابد بالله فلما كفر خلى الشيطان بينه وبين أصحابه فصلبوه
قال فعند ذلك نزلت هذه الآية كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين</span>
ولو أنه استعمل قول طبيبه لسلم من شر ما وقع فيه
نعوذ بالله من الخذلان