اخوتي لكم ولكل من يهمه امر العقيدة الاسلامية
أهمية العقيدة الإسلامية
اتفق علماء الإسلام قديماً وحديثاً على أهمية تناول العقيدة الصحيحة – عقيدة السلف – :
روايةً ودرايةً، علمًا وعملاً، تعلماً وتعليماً، وهذا لما للعقيدة من أهمية عظيمة في الإسلام تتمثل في أنَّ:
1 – العقيدة هي أول الواجبات على المكلفين.
قال – جل وعلا – : فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ (محمد:19).
وقال النبي لمعاذ بن جبل لما بعثه إلى اليمن:
إِنَّكَ تَقْدُمُ عَلَى قَوْمٍ [مِنْ] أَهْلِ [الـ]كِتَابٍ؛ [فَإِذَا جِئْتَهُمْ؛] فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إليه عِبَادَةُ الله،
[- وفي رواية – يُوَحِّدُوا الله ]،
[- وفي رواية – شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَأَنَّي رَسُولُ الله،]
فَإِذَا عَرَفُوا الله، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الله فَرَضَ عليهِمْ خَـمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ، فَإِذَا فَعَلُوا ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنّ اللهَ قَدْ فَرَضَ عليهِمْ زَكَاةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِـيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، فَإِذَا أَطَاعُوا بِهَا، فَخُذْ مِنْهُمْ، وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ، [ وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْـمَظْلُومِ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَـهُ وَبَيْنَ الله حِجَابٌ ].
2 – العقيدة الصحيحة هي الأساس الذي يقوم عليه الدين، وتصح معه الأعمال، وتقبل به الأقوال؛ فمن صحت عقيدته؛ صح عمله، ومن فسدت عقيدته؛ فسد عمله.
قال تعالى : قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (الكهف:110).
وقال تعالى: وَلَقَدْ أُوحِيَ إلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِين (الزمر:65) .
وقال رسول الله : أَلَا وَإِنَّ فِي الـْجـَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الـْجـَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْـجـَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ
3- التزام المنهج الإسلامي (ا) الصحيح هو طريق النجاة للفرد المسلم، وصلاح الأمة، وتوحيد كلمتها وصفوفها، ومن ثَمَّ التمكين لها في الأرض، والنصر على أعدائها. (ب)
قال – عز وجل -: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون (النور:55).
4- الانحراف عن العقيدة الإسلامية الصحيحة بأصولها الثابتة، وأسسها السليمة، وقواعدها المتينة = مهلكة وضياع؛ حيث أنَّ العقيدة الصحيحة هي الدافع إلى العمل الصالح النافع.
فالفرد المسلم بغير عقيدة صحيحة يكون إنسانًا ضائعًا تائهًا، تتخطفه الفتن والأوهام والشكوك والشبهات.
5- المنهج العقدي السلفي ليس منهجًا فكريًا أو ثقافيًا، بل هو منهج متكامل الجوانب، واضح المعالم، صحيح الدليل، قوي الحجة، موافق للفطر السليمة، والعقول الصحيحة، والقلوب السويَّة.
منهج يتحرك به المسلم في العقيدة، والعمل، والعبادة، والدعوة، والسلوك، والأخلاق، والمعاملات؛ ويلتزم به في كل نواحي الحياة.
وإلا فما الفائدة من أن يـُحْسِنَ المسلم المسائل العلمية ، وهو لا يـُحْسِنُ أن يتق الله.
7 – العقيدة هي المعيار الواضح الثابت الذي يوزن عليه كل شيء في هذه الحياة ،
فعليها – وحدها – يوالي المسلم ويعادي ،
وعليها – وحدها – يزن المسلم: الأحداث ، والتصورات ، والمناهج ، والأفكار ، والشعائر ، والتقاليد ، والأوضاع ، والأحوال…
لا على المعايير الفاسدة من معايير الهوى ، والمصالح الدنيوية ، مما ليس لها في دين الله حظ ولا نصيب.
فعلى كل مسلم أن يزن نفسه على هذا المعيار – معيار العقيدة – ، سائلاً نفسه: هل أنا مسلم عقائدي ، أم أنا مسلم هوائي دنيوي ؟!
6- العقيدة الصحيحة هي السبيل إلى إصلاح القلوب والأعمال والأقوال ،
فليس الهدف من تحصيل العلم هو ( قيل وقال )، أو تتبع ( الشاذ والنادر ) من الأقوال، ولكنَّ العلم غايته العمل ،
فمن عمل بلا علم فقد شابه النصارى، ومن علم ولم يعمل فقد شابه اليهود قال – عز وجل -: اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيم * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّين(الفاتحة:6-7).
8 – علم العقيدة هو أشرف العلوم كلها:
حيث أنَّ شرف كل علم يرجع إلى شرف معلومه، وقدره يعظم بعظم محصوله.
ولذا كان العلم الدال على الله – عز وجل – ، والمقرب منه – جل علا -، والمُسَيّر إليه – وفق المنهج الذي شرعه وارتضاه – بين زخارف الحياة الدنيا = هو أشرف العلوم بحق؛
فكان النفع به أعم، والفائدة منه أتم، والسعادة باقتنائه أدوم.
9 – التعبد لله – جل وعلا – بمعرفته، وتوحيده، ومحبته، ومراقبته، والتقرب إليه، هي جنة الدنيا وصفو نعيمها.
10- الاعتقاد الصحيح أهم من العمل .
وشكرا على الموضوع
تقبل شكري وتقديري