المسؤولية الشرعية بين الأعمال والأقوال
نحن أتباع دين يريد لنا أن نقرن (القول) بـ (العمل) .. وأن لا تكون كلماتنا فضفاضة أوسع من حنجرتنا، وأكبر من حجم قدراتنا، ولاتلتقي بأقوالنا من أي طريق(أتأمرون النّاس بالبرّ وتنسون أنفسكم )() . (يا أ يُّها الّذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )() .
فلو أ نّك وجدتني أتحدث عن قيمة الصدق وأثره في إشاعة الطمأنينة بين الناس ، وحين تصحبني تجد لي كذبة هنا وكذبة هناك ، فكيف سيكون انطباعك عنِّي ؟
ستعتبرني منافقاً أو متناقضاً أعيش الازدواجية بين كلمتي وبين موقفي مما يدعوك إلى النفور منِّي ، وقد تتقلص الثقة وتنعدم بيننا جراء ذلك .
والمسلم الذي يحمل فكر الإسلام ولا يعمل به يصدق عليه تشبيه (مثلهم كمثل الحمار يحمل أسـفاراً بئسَ مثل القـومِ الّذين كذّبوا بآيات الله )() إذ ما فائدة مكتبة فيها كتب قيمة يحملها حمار(( مع احترامي لأعضاء اللمة )) ؟ إنّه يتحسس ثقلها على ظهره لكنّه لا يشعر بثقلها المعرفي في عقله وقلبه وحياته .
ولعلّ الذين يقولون إنّ العمل هو أفضل أسلوب للتأثير محقّـون ، فالأعمال عادة تتكلم بصوت أعلى من الأقوال ، ولذا جاء في الحديث : «كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم حتى يروا منكم الورع والاجتهاد والتقوى فذلك داعية» . وكلمة (فذلك داعية) دلالة على قدرة العمل الخارجي على التأثير .
فأنت مثلاً تقرأ في الكتاب الكريم (وقُل اعْملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )() ، فهل تغلق سـمعك عن النداء وكأنّ الأمر لا يعنيك ؟ ألست المسلم الذي يقول الخير ويعمل الخير ؟
وكما أنّ اللغو واللهو والثرثرة والتصرفات اللاّ مسؤولة ضيعت من طاقات شبابنا الكثير ، فإنّ الخمول والكسل والتقاعس والاسترخاء الطويل أخسرنا من طاقاتهم أكثر وأكثر .
ولذا ففي موسم العطاء نحن مسؤولون عن كل عمل ينفع الناس ويكون لله فيه رضا ، وأن نقول قليلاً ونعمل كثيراً ، وأن نجانس بين أعمالنا وأقوالنا حتى يرى الناس منّا الصدق .
هناك لعن كثير للظلام يتفشى بين الشبان وبين الأكبر سناً ،
ولكنّ القليلين هم الذين يشعلون الشمعة ..
فكن من هؤلاء الذين يقلصون الدوائر السوداء ويفتحون ويوسعون الدوائر البيضاء ،
إنّها مسؤولية الحياة المسلمة
و شكرا
فعلا اقوال بلا افعال واذا استطعنا ان نقترن الفعل بالعمل اكيد سيتحسن حالنا وننهض بامتنا مادام القران طريقنا والسنة النبوية مرشدنا
جزاك الله كل خير
تقبلي فائق الاحترام والتقدير
بارك الله فيك اختاه