فمن لم يعرف متى يستحق الأشخاص وصف التعصب ، أو ظن هذا الوصف لا يستحقه كل من زعم اتباع الدليل وترك المذهبية ، أو انتظر أن يجد من يعترف على نفسه بالتعصب بالمعنى المقصود للتعصب = فلن يجد شخصا متعصبا ، في واقع إسلامي يموج بالتعصبات !
والتعصب ليس هو تقليد العالم أو تقليد المدرسة التي تنتمي إليها ، وإنما التعصب هو حصر استحقاق التقليد في عالم أو مدرسة ، وقد يصحب هذا الاعتقاد إنكار من المتعصب على من قلد غير العالم الذي يتعصب له أو غير مدرسته ، وإنكاره على من خالفهما اتباعا لما رجحه الدليل .
فمن قلد عالما أو مدرسة ، لكنه لم يحصر استحقاق التقليد فيهما ، واحترم اختيار غيره ممن اختار تقليد عالم آخر أو مدرسة أخرى ، ولذلك لم يُخرجه تقليده إلى الإنكار على تقليد غيره ولا إلى الإنكار على من مال إلى ترجيح ما رجحه الدليل = فليس متعصبا .
فليس كل مقلد متعصبا ، ويكاد يكون كل متعصب مقلدا !
ومن هنا حصل الاشتباه الظالم بين التقليد والتعصب ! فهوجم التقليد جملة وتفصيلا !!
ومن هنا أيضا تسور من لم يبلغ مرتبة الاجتهاد مرتبة المجتهدين ؛ فرارا من التعصب ؛ لأنهم ظنوا أن كل تقليد تعصب ، وهم ينبذون التعصب ، فنبذوا التقليد الذي كان هو الواجب على مستواهم العلمي
mrc bouchra