تخطى إلى المحتوى

الفرق بين العصمة النبوية والجبلة البشرية 2024.

  • بواسطة
فائدة

القعدة

مستفاد من: شرح معارج القبول – الدرس 01 | للشيخ: محمد بن هادي المدخلي

أن النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما بُعث به من الشرع والوحي قد عُصم من أن يقول على الله غير الحق.
ولكن في أمور الدُّنيا من الأشياء والتي لم يفضل بسببها النبيُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإنما فُضل بالوحي بهذا النور الذى أتاه الله جَلَّ وَعَلاَ واختصه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالى به ﴿ وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ الآية.

فالله جَلَّ وَعَلاَ فضل رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن اصطفاه واجتباه ومن بين الخلق جميعاً ارتضاه لحمل رسالته ﴿ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ (الزخرف31:32) فالله تعالى اصطفاه ومن بين الخلق ارتضاه في حمل رسالته فهو في هذا الجانب معصوم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمّا ما يتعلق بجانبه البشري وجِبلته التي خُلق عليها ولم يكن تفضيله لأجلها أي لم يفضل لكونه بشراً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما فُضل لكونه نبيّاً ، فالأمور التي تجري على البشر تجري عليه يتعب صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وينصَب ويجهد ويفرح صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويغضب ومع ذلك إذا جاء إلى الشرع لا يقول إلا حقّاً وهذا يرده قول عبد الله بن عمرو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا حينما كان يكتب عن رسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنهته قُريش فقالت له أنّك تكتب عن هذا الرجل كل ما يقول، وإنّما هو كأحدنا يغضب أو قالوا بشر يغضب فيقول في الغضب ما لا يقول في الرضا فذكر ذلك لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُكتب فوالذي نفسي بيده ثم أمسك لسانه، ثم قال ما قال إلاّ حقّاً، يعني في الغضب والرضا لا يقول إلا حقّاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في تبليغه عن الله وإبلاغه لنا لشرع الله فلو غضب يعتريه الغضب كما يحصل لبني آدم، لكنه فيما يقوله عن الله لا يقول إلّا حقاًّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ..

المصدر

صلى الله عليه وسلم

موضوع مهم بارك الله فيك وجزاك الفردوس الاعلى

القعدة
آمين .. وإيَّاكَ أخي..
وجزاكم الله أطيب الجزاء..
وأحسنَ إليكم ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.