ميلاد فارس:
الآن فقط تم لك يا فارس الدين الميلاد فلله درك من فارس تشرئب إليه الأعناق!
وترنو إليه النفوس فمن لي بمثلك يا رجل العقيدة فما أروع ما سلكت من طريق الله تعالى كيف بك الآن وقد خطوت الخطوة الأولى بعد أن هز الإيمان قلبك وبدد ما فيه من ظلام الغفلة ورقاد الحرمان حتى غدا رضا ربك في الدنيا أسمى أمانيك.
وهيا لتحمل رسالة الإسلام وتتحمل أمانة الدين مستلماً الراية من محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه لتصير بذلك فرداً في قافلة الرجال الذين عاشوا وماتوا من أجل هذا الدين فحفروا أسماءهم بحروف من ذهب في سجل الخالدين عند رب العالمين.
بشائر ومبشرات:
ولأمثالك أنت يا فارس الإسلام تأتي من الله ورسوله البشائر بشائر ومبشرات تعلن أن فجر الإسلام الوليد قادم من جديد.
رغم المآسي والكروب فجر هذا الدين قادم.
رغم أنات الثكالى رغم صرخات الصبايا فجر هذا الدين قادم.
رغم أشلاء الضحايا رغم دموع الأطفال فجر هذا الدين قادم.
رغم كيد الكائدين رغم حقد الحاقدين فجر هذا الدين قادم.
فإذا كانت المعركة بين جند الرحمن وبين كل قوى الأرض وكان الله في عون جنده فهل يهزمون؟!
الفجر الباسم قادم ،لأن هذا موعود الله تعالى لعباده المؤمنين وهو سبحانه لا يخلف الميعاد[ وعد الله الذين أمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا] النور:55
[ كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز] المجادلة:21
[ إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد] غافر:51
[ ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين *إنهم لمنصرون *وإن جندنا لهم الغالبون] الصافات:171-173
الفجر الباسم قادم ،لأن هذا وعد الصادق المصدوق وهو صلى الله عليه وسلم لا ينطق أبدا عن الهوى:
عن خباب رضي الله عنه قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة قلنا له : ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو الله لنا؟ قال:" كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب وما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون". رواه البخاري
والفجر الباسم قادم ،لأن بقاء هذا الدين وقيادته للبشرية سنة من سنن الله الكونية لا تستطيع الأرض أن تستقر دونها طويلا فكما أن كسوف الشمس حالة عارضة لا بد أن يعقبها شروق وإلا هلك العالم بأسره؛ فكذلك كسوف شمس الإسلام حالة عارضة لا بد وأن يعقبها بزوغ فجره من جديد ليحمل للعالم كله الدفء والأمان و الكرامة والعدل والرحمة والإنسانية.
والفجر الباسم قادم،وليس أكثر دلالة على ذلك من تلك الجموع المتكاثرة التي تدخل في هذا الدين من أقطار الأرض الأربعة من شباب وفتيات ورجال ونساء قد أشقاهم طول العيش في ظلمات الكفر إلى أن تعرضت قلوبهم لقبس من أنوار الإسلام فانطلقوا يعلنوها مدوية: لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
إن هذه الآلاف التي تدخل الإسلام يوميا لتصيب قلوب أهل الباطل بالحسرة ، الذين أنفقوا أموالهم وإمكاناتهم على تنصير المسلمين فإذا بالإسلام يغزوهم في عقر دارهم وهل لمخلوق بدين الله من طاعة [ يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون * هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون] الصف:8-9
الفجر الباسم قادم ،بدليل تلك الصحوة الإسلامية المباركة التي هزت أركان المعمورة، فما من مكان تشرق فيه الشمس على كرتنا الأرضية إلا وجدت الآلاف من المسلمين الغافلين يعودون إلى طريق ربهم ولسان حالهم يقول:[ وعجلت إليك ربي لترضى] طه:84
الفجـر الباسـم قــادم من قلب الليل الجاثـم
وربـيــع الأمــــة آت مـن بعـد شتـاء قاتـم
بشباب صلوا الفجـر برجال باعـوا العمـر
بشيـوخ كانـوا شعـلا في الليل تشـع الفكـر
ببنـات طبـن صـفـاء عطرا طهـرا وحيـاء
بنسـاء عشـن حـيـاة لله وكــــن ضــيـــاء
الفجـر الباسـم قــادم
بصـغـار عـرفـوا الله بالفطـرة لا بسـواهـا
وهم البشـرى للدنيـا وغدا يمحون أساهـا
الفجـر الباسـم قــادم
بكـتـاب ظــل دلـيــلا لـلأمـة جـيـلا جـيــلا
مـن حيرتهـا يهديهـا ويعيـد المجـد أصيـلا
الفجـر الباسـم قــادم
بالأمل العذب السامي بـالـهـمـة بــالأقـــدام
وبـأنـا خـيــر هـــداة فــي ذاكـــرة الأيـــام
ثم أنت يا فارس الإسلام أعظم بشارة أنت أعظم دليل على أن هذا الدين عائد وعلى أن خطة الكيد كلها قد فشلت وأن شجرة الإسلام لم تزل تخرج للدنيا كلها ثمارا باسقة من صنوف الرجال الذين أبوا إلا حملا لرسالة رب العالمين ونذروا أن يعيشوا في هذه الدنيا من أجل إعلاء كلمة الله وإحياء مجد هذه الأمة وبناء نهضتها وحضارتها.
لتتسلم لواء قيادة البشرية من جديد لتبلغ كلمة الله للعالمين وتخرج البشر من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الإسلام واصطلائها بنيران الحضارة الغربية الفاسدة.
ها أنت تستلم الراية:
والآن أيها الفارس قد استلمت بيمينك الراية وأمسكت بشمالك بالزمام فاعلم أيها الهمام أن هذا الدين أمانة في عنقك ورسالته تبعة على كاهلك فسر على بركة الله وأعل راية نبيك وكن من الرجال الذين يحققون لهذه الأمة الآمال و يدفعون عنها الآلام فلأنت أهل لذلك إن شاء الله فلله درك من فارس!
شق البـذل إذا القـوم انثنـوا** يطلبون العيش موفـور الدعـة
هـمــه فـــي صـــده مـلـتـهـب **من هموم المسلميـن المفجعـة
يـتـرآى المـجـد فـــي مقـلـتـه ** فيفيض الحـزن يـذري أدمعـه
يـا بنفسـي مـؤمـن مستبـسـل** عزة الإسلام في الهيجاء معـه
إنـمـا يـرمـي لنـصـر عـاجــل ** أو فداء الدين يلقـى مصرعـه
عـالـي الهـمـة فـــردا سـابـقـا **عمري العزم لا يرضى الضعة
ليس يثنيه عن العزم الخمـول** أو جـبـان قــد أثــار الزوبـعـة
نصـرة الإسـلام فــي أعمـاقـه** يتـبـع الآثــار لـيـس الإمـعــة
يقـتـفـي آثـــار جـيــل خــالــد ** سـاق للدنيـا الهـدى والمنفعـة
مـن سنـاه قـد نمـت أزهـارنـا ** وأغـاث الـروض حتـى أينعـه
خـلـد التـاريـخ مــن أمـجــاده** أسطـرا بالعـز دومــا متـرعـة
فاستحـال الليـل فجـرا ساطـعـا** يرسم النصـر خطوطـا مبدعـة
شكرا لكي على الموضوع و جعله في ميزان حسناتك
تحياتي