ويرى هؤلاء أنه بدراسة " تاريخ " العقل نجد أن العقل قد مرّ بثلاث مراحل ، أو بثلاثة أدوار … هي :
• الدور الأول : هو " الدور اللاهوتي " ، وفيه كان العقل يبحث في كنه الموجودات وأصلِها الذي جاءت عنه ، ومصيرِها الذي تذهب إليه . كانت نفسيرات العقل لما يريد أن يعرفه فائقة على الطبيعة ، وكان منهجه قائماً على " التخيّل " !!! ؛ فالظواهر تحدث بفعل " كائنات " سامية تختفي وراء الطبيعة المنظورة .
أثّرتْ المعاني اللاهوتية تأثيراً كبيراً في الحياة الخلقية والاجتماعية ، وبدا هذا الدور يتضخم كلما قَوِيَ دور رجال الدين أو رجال السياسة .
• الدور الثاني : هو " الدور الميتافيزيقي " ، وفيه كان العقل يبحث في كنه الأشياء وأصلها ومصيرها ، لكن على غير ما كان عليه في الدور الأول ؛ إذ ارتقى العقل درجةً ، فبدأ يرد الظواهر إلى علل خفية ، غالباً ما تكون " متوهَّمة " ، فما يرضي عنه العقل في طوره هذا سببه " قيمة " خلقية حميدة ، والعكس صحيح .
• الدور الثالث. هو " الدور الواقعي " ، وفيه يُنحّي العقلُ الوسيلتين السابقتين موضوعاً ومنهجاً ؛ فلا يعود يبحث في أصل الكون وعلله الخفية ، بل هو يبحث في الظواهر ليكشف قوانينها لا ليسترضيها بل ليسخّرَها لخدمته . وبالكشف عن قانون هذه الظاهرة أو تلك يكون الإنسان في أحد موضعين : إما أن يستفيد من الظاهرة ، وإما أن يتجنبها . ما يعني أن العقل قد أصبح على طريق وضع القوانين بين الظواهر بعضها وبعض بحسب المشاهدات والتجارب ، لا بحسب الخيال أو الاستدلال . وهذا كله مهّد لاستبدال الإجابة عن السؤال " كيف يحدث الأمر س " بالإجابة عن السؤال " لماذا يحدث الأمر س " .
بهذه النقلة الكبيرة في التفكير البشري نشأ العلم الوضعي الذي أخذ يتقدم في خطوات واسعة ، فأنجز في مدة غير طويلة ما لم يكن يخطر على بال ، ووضعتْ قاعدةٌ ذهبية " كل موضوع يمكن إخضاعه للملاحظة والتجربة يدخل في نطاق العلم ، وما لا يمكن أن يكون كذلك فهو خارج مجال العلم " .
و لكن في وجهة نظري احس انه موضوع فلسفي و يحتاج الى تعمق اكثر و لكن باسلوب او تعبير أبسط حتى نستطيع ان نفهمه جيدا
انا شخصيا لدي مشاكل مع الفلسفة و دائما اتعمد تجنبها