تقاليد عريقة وحفاوة ترحيب
ثم يرحب بالضيوف ببعض الحلويات ”كالمبرم” وهو خليط من رقائق الفطير والعسل والزبيب والمكسرات كالجوز واللوز، إضافة إلى الحليب والقهوة تم تأتي العروسة لتجلس مع الضيوف مرتدية جبة نايلي بيضاء اللون مزينة بالحلي التقليدي ، ثم تدخل السيدة جميلة وهي كنة الحاجة سعدية لتخبرنا عن كرم وحسن ضيافة أهل بوسعادة، ففي الليل يقدم الاكل من طعام كسكس ولحم وبعض الفواكه الموسمية كالعنب والبطيخ، بعدها يذهب البعض إلى الرقص تحت موسيقى الغايطة فتدخل بعض النسوة بالزغاريد إلي وسط الساحة للرقص، وبعد ساعات قلائل يبدأ بعض الضيوف بالانصراف إلى منازلهم ويبقى الاقارب ، وبعدها تذهب العروسة إلى غرفتها منتظرة عريسها. ثم ذكرت السيدة جميلة أنه في صبيحة العرس يقوم أهل العريس بتقديم القهوة والحلويات على الضيوف الذين حضروا مع العروسة، والجلوس معهم تم تأتي العروسة بالزغاريد لتجلس معهم ثم يأتي أهل العروسة بقصعة مملوءة بالرفيس والسفنج والقهوة والحليب، لتوزع على الضيوف وتبدأ النسوة بتحضير غداء العروسة مع أهلها بمأكولات شتى، وفي الليل بعدما يوزع الشاي على الضيوف تأتي العروسة فيقوم حماها بوضع ربطة على خاصرها ، ثم يضع لها النقود تعبيرا عن فرحته بقدومها إلى البيت العائلي. ثم تضيف الحاجة سعدية أنه بعد سبعة أيام وليالي من العروس يقوم أهل العروسة بذبح شاة فتطهي مع الكسكس لتنقل في قصعة كبيرة جدا مزينة بحبات البيض والزبيب والسكر وأنواع الحلوى ثم توزع عى أهل العريس والجيران. وبعدها تبدأ العروسة بالعيش في وسط عائلة لم تألفها من قبل، ولكن مع مرور الزمن وبالمحبة والالفة تسمو في الحياة معهم فتصبح فردا من أفراد تلك الاسرة. وبهذا فإن سر الجمال في جزائرنا الحبيبة يكمن في هذا التنوع الجميل في العادات والتقاليد بين منطقة وأخرى، والاختلاف فيها يؤكد الثراء الكبير الذي تحمله الجزائر بثراء تاريخنا المجيد. والاجمل من هذا أن المجتمع الجزائري في مختلف مناطقة أصبح يحمل العادات والتقاليد الجيدة والحميدة أكثر من السلبية بهدف واحد وهو التباهي أمام الدول الاخرى ، فمثلا لو إبتعدنا قليلا ببضع كيلومترات عن منطقة بوسعادة سنجد عادات مختلفة بلباسها وحليها وأكلاتها الشعبية..إلخ ولو انتقلنا إلى منطقة القبائل سنجد الجبة القبائلية والكسكس القبائلي بأنواعه المختلفة ولو ذهبنا إلى منطقة تلمسان سنجد القفطان التلمساني بحلية المذهبي، وفي قسنطينة الجبة الفرقانية والاكل القسنطيني اللذيذ، وإذا قمنا بالانتقال إلى أقصى الجنوب فنجد ذلك الكرم والترحيب فيقدم أشهى وأطيب المأكولات وبهذا فإن العادات والتقاليد غالبا هي التي تسيطر على هذه الأعراس من نواحي عديدة، كاللباس التقليدي والحلي والطعام والشراب حتى الاماكن التي تقام فيها وحتى الزمان.
الختان عند أهل بوسعادة
وللتعمق أكثر في الاعراس والافراح التي تقام عند أهل بوسعادة إنتقلنا إلى أسرة عريقة ومحافظة ومازالت تحافظ على عاداتها وتقاليدها البوسعادية، بالرغم من أنها تعيش في ضواحي العاصمة حيث إستقبلنا السيد بشير وزوجته فاطمة الزهراء وعندما جلسنا في غرفة الضيوف عرفتنا بابنيهما عمر 14 سنة وفاتح 12 سنة وابنتها التي تبلغ من العمر 8 سنوات، وبعد احتساء للمشروبات الباردة، أردنا التحدث عن الاستعدادت التي تقام للاحتفال بالطفل الذي يختتن فوضحت السيدة فاطمة الزهراء أنه بالمناسبة قمت بختان إبني في منطقة بوسعادة عند أهلي، حيث نقوم في أول الامر بالإعلان عن وجود ختان في بيتنا ،وذلك بوضع قصبة طويلة جدا وفي قمتها قطعة قماش حمراء حيث توضع القصبة في أعلى البيت، والسبب في ذلك هو علم كل الاقارب والجيران بوجود فرح في ذلك البيت، بعدها يأتي ولي الابن حاملا قصعة كبيرة وهي فارغة، تم يحضر معه الاهل والاقارب فيمشون بها مع سماع المدائح الدينية تحت أنغام الغايطة، إلى مكان يكثر فيها الرمل فيملؤون القصعة بالرمل ويحملها الرجال إلى بيت الطفل المراد ختانه برفقة الغايطة، وفي الليلة الموالية يرتدي الطفل زي الختان تم تتلى عليه بعض الايات القرآنية من طرف إمام أو راقي لتقيه من العين والحسد وحتى الخوف.
الفرحة تغمر أهل البيت لختان إبنهم
تضيف السيدة فاطمة الزهراء أن إبنها اـختتن تجمع أقارب إبني عمر لمساعدة الختان في الامساك برجليه لطهارته وبعدها تجلب تلك القصة التي سبق وأن وضع الاب فيها الرمل وتوضع أمام الختان الذي قام بنزع قطعة من عضو الطفل تم توضع تلك القطعة وسط الرمل الموجود في القصعة، وفي حين تكون الام خائفة ومضطربة على إبنها فمن عاداتنا أن نضع في فمها قطعة حديدية ملساء، ونضع رجليها في ماء بارد حتى نهدئ من روعها، وعندما تنتهي عملية الختان تقوم النسوة بملئ أرجاء البيت بالزغاريد، ثم تقمن بطهي القهوة والحليب وتوزيعها على الضيوف ومعها الخفاف والتي سبق وأن قامت الام بطهيه مسبقا، وبعدها يقوم الاب بذبح شاة أو شاتين على حسب الامكانات المادية المتوفرة له .
المشوي والمصور الاكلة الرسمية في عرس الختان.
ويضيف السيد بشير أن هذه الوليمة لا يمكن الاستغناء عنها أو إسبتدالها بأطباق أخرى، فهي عادة تعود إلى أجدادنا الاولين، ونحن مازلنا محافظين عليها، ثم أشار إلى التضامن الموجود في منطقة بوسعادة، فحتى الاسر الفقيرة كالايتام مثلا فإن الجيران يتكفلون بشراء كل لوازم العرس كاللباس الذي يرتديه الطفل المختن، والاجمل من كل هذا ذلك التنافس الكبير عند الاسر البوسعادية لتقديم مبالغ مالية، وجمعها لشراء شاة أو شاتين حتى لا يشعر الطفل بيته أو فقره فيأكل الجميع من ذلك المشوي أو المصور برفقة المشروبات المتنوعة، تم يختتم السهر بوضع الابن الذي ختن فوق كرسي منمق بوسادات جميلة حريرية، ثم يقوم البعض بالرقص والبعض الاخر بالغناء، وبعضهم يستغلون جلوسهم باحتساء الشاي اللذيذ الذي يعرف عند أهل بوسعادة ثم يأخد اليعض الصور مع الاهل والاقارب والجيران لتبقى ذكرى يحتفظ بها الابن حتى يكبر، ويضيف السيد”بشير” أنه قبل مغادرة الضيوف يضع الابن قبعته التي تزين رأسه في حجره فقبل خروجهم يضعون النقود في قبعته، ثم يسلمون عليهم معبرين عن فرحتهم كقولهم”العاقبة للزواج إن شاء الله” ثم ينصرفون منبسطين كل البسط لما قضوه من بهجة وفرحة في هذا اليوم المبارك.
/
بآرك الله فيك على هذه النمآذج في الافرآح البوسعادية المسيلية
و حقيقة اعجبتني اكثر هذه الصورة :
|
شكرآآآ لك اخي
سلامي & ودي ~
نموووووووووووووووووووووووووووو وووت عليك
شكرا لك