أنه في الوقت الذي تظهر فيه الأعراض عند المريض يكون المرض في معظم الأحيان قد وصل إلى مرحلة متقدمة وتكون الأعراض ناتجة عن مضاعفات الضغط المرتفع على القلب والأوعية الدموية والعيون والكلى والجهاز العصبي. ومن المهم ملاحظة كثرة المفاهيم الخاطئة وانتشارها بين الناس حول هذا المرض، ومن أبرز هذه المفاهيم الخاطئة:
أولا: الاعتقاد السائد بأن ارتفاع ضغط الدم يعني بالضرورة مصاحبته لأعراض مرضية مثل الصداع وضيق في الصدر، علما بأن عددا قليلا من المرضى الذين يشكون من مثل هذه الأعراض يوجد عندهم ارتفاع في ضغط الدم. وعلى الرغم من صحة أن ارتفاع ضغط الدم الشديد يسبب صداعا، إلا أنه من الملاحظ أن المرضى يشكون من الصداع بعد أن يعرفوا أنهم يعانون من ارتفاع ضغط الدم. إن الضغط المرتفع لعدة سنوات بدون علاج والذي يؤدي لمضاعفات في القلب والأوعية الدموية نادرا ما تصاحبه أية أعراض في مراحله المبكرة، وهنا تأتي أهمية العناية الأولية في المراكز الصحية وعيادة الطبيب العام في قياس ضغط كل مريض يراجع لأي سبب كان وبخاصة من تجاوز الأربعين وعلى الأقل مرة كل ستة أشهر.
ثانيا: هناك اعتقاد بأن ضغط الدم هو مرض عابر يتم علاجه لفترة معينة، وبمجرد الانتهاء من علبة الدواء تنتهي فترة العلاج، أو عندما يصبح الضغط طبيعيا يوقف المريض العلاج بنفسه أو بناء على نصيحة طبية مغلوطة بعد قياس ضغطه دون الرجوع إلى حقيقة أن الضغط أصبح طبيعيا بفعل العلاج وسوف يرتفع ثانية بعد فترة من إيقاف العلاج. من المهم معرفة أن ضغط الدم مرض مزمن ويحتاج لعلاج يمتد في معظم الأحيان مدى الحياة ولا يجوز وقف العلاج إلا بناء على رأي الطبيب المعالج ويفضل نفس الطبيب الذي شخص المرض وتابع المعالجة مع ضرورة قياس الضغط بشكل دوري ومنتظم.
ثالثا: نرى في بعض الأحيان أن المريض يتابع العلاج بنفسه دون قياس ضغطه ولفترة طويلة، وهذه ممارسة خاطئة، فالضغط حالة متغيرة وبحاجة إلى متابعة وتحديد كمية العلاج وتعتمد على آخر قراءة، ويحتاج مريض الضغط إلى إجراء فحوصات مخبرية وصور شعاعية بين فترة وأخرى لمراقبة مضاعفات الضغط في وقت مبكر لتلافيها، لذا ينصح مرضى الضغط بمراجعة العيادات الطبية بانتظام ومدى الحياة
جزيت كل الخير
موضوع غني بالنصآئح
جزآك الله خيرآآ