اخترت لكم مقتطفات مما راق لي في كتاب الرائعة الجزائرية احلام مستغانمي ”نسيان.كوم” لاهم اقلق و اخبث و….و …. ظاهرة تعاني منها حواء انه:
الصمت الرجالي
لا امراة تستطيع تفسير صمت رجل. و لا الجزم بأنها تعرف تماما محتوى الرسالة التي أراد ايصالها اليها. خاصة ان كانت تحبه او كان هو ممن يعاني ازدواجية المشاعر فيغدو الصمت عنده سوطا يريد به جلدك فيجلد به نفسه.
تكمن قوة الصمت الرجالي في كونه سلاح تضليلي. انه حالة التباس كتلك البدلة المرقطة التي يرتديها الجنود كي يتسنى لهم التلاشي في اي ساحة للقتال. انهم ياخذون لون اي فضاء يتواجدون فيه. انه صمت الحرباء لو كان للحرباء صوت. تقف امامه المراة حائرة . تتناوب على ذهنها احتمالات تفسيره بحكم خدعة الصمت المتدرج في الوانه من احساس الى نقيضه.
صمت العشق.. صمت التحدي.. صمت الالم.. صمت الكرامة.. صمت الاهانة.. صمت اللامبالاة.. صمت التشفي.. صمت من شفيّ.. صمت الداء العشقي.. صمت من يريد ان يبقيك مريضا به.. صمت من يثق انه وحده يملك دواؤك.. صمت من يراهن انك اول من سيكسر الصمت.. صمت من يريد كسرك.. صمت عاشقين احبا بعضهما حد الانكسار.. صمت الانتقام.. صمت المكر.. صمت الكيد.. صمت الهجر.. صمت الخذلان.. صمت النسيان.. صمت الحزن الاكبر من كل حزن.. صمت التعالي.. صمت من خانك.. صمت من يعتقد انك خنته و يريد ان يقتلك بصمته.. الصمت الوقائي.. الصمت الجنائي.. الصمت العاصف.. و الصمت السابق للعاصفة.. صمت الانصهار.. و صمت الاعصار.. الصمت الذي ليس بعده شيء.. و الصمت الذي ينقذ ذلك الشيء ومنه تولد الاشياء مجددا جميلة و نقية و ابدية بعد ان طهرها الصمت من شوائب الحب.
الصمت اختبار فطوبى لمن نجح فيه مهما طال. انه يفوز اذن بالتاج الابدي للحب… او باكليل الحرية.