السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال:
هذا سؤال يقول: الذي يلعن عائشة – رضي الله عنها- على الإذاعات المرئية، ويقول إنها وأبا بكر، وعمر، وعثمان في النار خالدين فيها، ويُكفِّر من لا يعتقد ذلك؛ هل نشهد عليه بأنه كافرٌ بعينه؟
الجواب:
نعم، إيه والله، وذلك لأنه مُكَذِّبٌ للقرآن، ومُكذِّبٌ لرسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -، إِذْ صَحَّت الأحاديث في فضل هؤلاء – رضي الله عنهم-، النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – يقول: أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وهذا يقول في النار!
تذكر لَهُ هذا الحديث؛ إذا أَبَى فهو فاجرٌ كاذب، مُكَذِّبٌ لرسول الله، وهو الكاذب، الله – جلَّ وعلا- مَدَحَ أبا بكرٍ – رضي الله عنه-، وقد زَكَّاه في كتابه – جلَّ وعلا- فقال – سبحانه وتعالى-: ﴿وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَىٰ ﴿١٩﴾ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَىٰ ﴿٢٠﴾ وَلَسَوْفَ يَرْضَىٰ﴾ وهذه في أبي بكر، والنبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – يقول: ((إِنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبُو بَكْرٍ))، وقال: ((مَا نَفَعَنِي مَالٌ، ما نفعني مال أبي بكر، والله يُكَافِئه)) وقال: ((فَهَلْ أَنْتُمْ تَارِكُوا لِي صَاحِبِي))، والله – جلَّ وعلا- يقول في قصة الهجرة: ﴿إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّـهَ مَعَنَا﴾، فهذا صاحب من؟ صاحب رسولنا – صلَّى الله عليه وسلَّم -، فَنَسَبَهُ إليه، وبيَّن هذا الموقف العظيم في خوفه على رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم- قال له: ﴿لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّـهَ مَعَنَا﴾ فمن كانَ اللهُ معه يكونُ كافِرًا؟! اللهُ أكبر، قبَّحهم الله، وهكذا عمر، وهكذا عثمان – رضي الله عنهم -.
وأمَّا من آذى عائشة – رضي الله عنها- فذلك لن يضرها، إن شاء الله زيادةٌ في أجرها وثوابها – رضي الله عنها-، أرادَ الله – سبحانه وتعالى- أن لا ينقطع عنها الأجر، فأقامَ هؤلاء الأشرار الفُجَّار الذين يطعنون فيها، وقد ثَبَتَ في الأحاديث الصحيحة أَنَّها – رضي الله عنها- زوجة رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم- في الدُّنيا والآخرة، وقد بيَّن النبي – صلَّى الله ليه وسلَّم- فضلها، وأنَّ فضلها على سائر النساء كفضل الثَّريدِ على سائر الطعام، وأَنَّها أحبُّ النساء إليه، كما أنَّ أباها أبا بكر –رضي الله عنه- أحبُّ الرجالِ إليه – صلَّى الله عليه وسلَّم- فمن أبغَضَ من أحبَّه الله ورسوله فهذا شيطانٌ مريد، ومن طَعَنَ فيها – رضي الله تعالى عنها- فهو المطعونُ فيه عندنا.
الشيخ: محمد بن هادي المدخلي