الخلافات الزوجية ظاهرة صحية لا تدعو إلى الطلاق
نهاية الخلافات اليومية ليست بالضرورة أن تكون عند المأذون؛ فالحياة الزوجية لا تخلو من المشكلات البسيطة التي تترك تراكمات لدى الأزواج. فالمشكلات اليومية تختلف وتتعدد مثل الاختلاف على إدارة بيت الزوجية، أو الأمور المالية، هذا الوضع عادي للغاية ومع أنه مثير للأعصاب ويؤدي إلى الشعور بالضيق إلا أنه عادي الحدوث وخصوصاً في السنين الأولى للزواج حيث أن الزوجين يقومان بالتعود على بعضهما في هذه المرحلة. كذلك فالزواج العادي يمر بأوقات من ضعف الاتصال أو عدمه. تكون هذه المرحلة بعد مشكلة كبيرة حيث يتوقف الزوجان عن الحديث مع بعضهما البعض.
يضيف الباحثون أن هذه الحالة أيضا تحدث باستمرار في الزيجات الحديثة وانه في اغلب الأحيان تمر هذه المرحلة ويعود الزوجان إلى الحديث مع بعضهما البعض. كذلك تتعرض الحياة الجنسية للزوجين إلى بعض التغير على امتداد العلاقة الزوجية، فعادة البشر لا يحتاجون إلى ممارسة الجنس كل الوقت. ستمر هناك أوقات خلال العلاقة الزوجية عندما تكون الحياة الجنسية ممتعة ونشطة بينما ستمر أوقات تكون الحياة الجنسية رتيبة وتمر بفترة كسل.
بحسب علماء الاجتماع هذه هي طبيعة الحياة الزوجية لذلك ليس على الأزواج القلق من انخفاض النشاط الجنسي في بعض المراحل من الحياة الزوجية. الأمر الذي توصل إليه الباحثون أن الزواج السعيد ليس بالضرورة أن يكون مثاليا، بل يجزم الباحثون أن الزواج المثالي ليس هو الزواج السعيد حيث انه من النادر وغير الطبيعي أن لا يمر الزوجان بأي مشكلات وصعوبات على امتداد عمر العلاقة الزوجية. هذا كما يؤكد علماء نفس أن الأزواج السعداء أيضا يخوضون مشاجرات من وقت لآخر. ويشير عالم النفس برلين فرانك نايمان أن حدوث شجار يرتبط بعلاقة صحية بين الشريكين مثل الضحك والحلم تماما.
ويحدد أخصائي العلاج النفسي الأميركي ‘’جون جراي’’ مسائل الأموال والجنس واتخاذ القرارات والمواعيد والقيم ورعاية الأطفال وغسيل الصحون على أنها النقاط الرئيسية المسببة للشجار. وتقول عالمة النفس مونيكا راهن في بون، إن الرجال أكثر من النساء ميلا للنأي بأنفسهم عن المواقف غير المريحة من خلال الاختفاء على سبيل المثال في قبو أو خلف جهاز كمبيوتر.
وتقول أستاذة علم النفس نينا هينريكس بجامعة براونشفيج: ‘’إن هذه الاستراتيجية من جانب الرجال لها ميزتها حيث أنها تجعلهم يشعرون أفضل من الناحية الجسمانية’’.
في حين انه يحدث العكس مع النساء، فكلما زادت المشكلات المعلقة والخلافات الخفية ساءت حالتهم الجسمانية والنفسية. لكن بالنسبة للشريكين تكون هناك مشكلة إذا لم يجر التحدث عن المشاعر السلبية. فإذا جرى التعامل مع مسألة مرهفة في أجواء مفعمة بالتوتر فهذا عادة ما يؤدي إلى تصعيد.
وترى عالمة النفس ‘’راهن’’ أنه إذا كان النقد مبررا فيتعين عليهن أن يتفهمن أن الشريك لا يمكن أن يكون مسؤولا عن سعادة الفرد الشخصية في الحياة بمفرده. ويحذر ‘’نايمان’’ من الشجارات النموذجية التي يتبارى فيها كل من الشريكين ضد الآخر بالحجج الأكثر براعة، حيث يمكن أن تؤدي الحجج الجيدة على سبيل المثال إلى انفعال أكثر.
والطريق الوحيد هو البحث عن حل يتماشى مع كل طرف، كما ورد بصحيفة البيان الإماراتية. وتنصح عالمة النفس هينريك الناس بإظهار حل يتماشى مع مشاعرهم في تلك اللحظة وأن يعبروا عن رغباتهم.
تحيــــاتي
و دعواتكــــم
ور الـــروح دة