تخطى إلى المحتوى

الخلافات الزوجية تتشعب لكن الحل في يد كل منكما 2024.

  • بواسطة
القعدة

تحقيق: ميسون فؤاد

هل ان حدوث خلاف بين زوجين يعد أمرا طبيعيا أم أنه في جميع الحالات يشكل خطرا حقيقيا على استمرار الحياة الزوجية؟
هناك من يرى ان المشكلة ليست في وجود خلافات من عدمه، وانما في طبيعتها وحجمها ومدى تكرارها، وكيف يستقبلها كل طرف فالتباينات العادية القليلة التكرار تضيف حلاوة ونكهة للحياة الزوجية وتعطيها طعما مستساغا لأنها تشير الى طبيعة البشر وهي انهم مختلفون. من هنا السؤال لماذا تحصل المشاكسات بين الأزواج، وكيف يتعاملون مع اختلافاتهم في الرأي والمشاعر والسلوك؟ هذا ما سيناقشه راشد السهلي الدكتور في كلية التربية في جامعة الكويت والمستشار في العلاقات الأسرية في وزارة العدل، والمحامي خالد عبدالجليل.
يقول د. السهلي ان المشاكل الزوجية هي مجموعة متناقضة او غير منسجمة من الأفكار والتصرفات المزعجة التي تثير الطرف الآخر، ولكن ما هي اكثر اسباب هذه الظاهرة في الكويت؟
من خلال تجربة ميدانية في الارشاد الزواجي والأسري، ومن خلال احصائيات ادارة الاستشارات الأسري بوزارة العدل لعام 2024 يمكننا التأكيد ان معظم الخلافات الزواجية الحادة في الكويت تنحصر فيما يلي:
أولا: اسباب اجتماعية ونسبتها في احداث التوترات الحادة تمثل 30% ومن اهمها الاهمال وتدخل الاهل وعدم وجود سكن خاص… الخ. ثانيا: اسباب نفسية وشخصية 60% وتشمل عدم التقبل وانعدام القبول والمودة وضعف الحوار، والعنف، وعدم تحمل المسؤولية، الخ. ثالثا: اسباب مادية 10% ويمكننا ان نفصل اكثر في اسباب الخلافات الزوجية في دولة الكويت كما يلي:
عدم التقبل
ضعف القبول والمودة: الغريب في الأمر ان عدم التقبل وضعف القبول المتبادل والمودة، نالت النسبة الاكبر في اسباب المشكلة في الكويت: اكثر من 46% بحسب رأي الأزواج واكثر من 32% بحسب رأي الزوجات..
فالشريكان يستعجلان قبولهما بعضهما لبعض ولا يسمحان للوقت والتفاعل في احداث القبول بينهما.
وهذا لا يرجع بالضرورة الى سوء الاختيار للطرف الآخر كما يعتقد الكثيرون، وانما الى الافكار التي يحملها كل طرف عن الزواج وعن الآخر. فقد يأتي الزوج وهو يقول ليست هذه هي الزوجة التي كان يحلم بها، وهي لا تنطبق تماما على افكاره وطموحاته، كما انها لا تشبه والدته او أخته، فيحدث النفور.. والأمر كذلك بالنسبة للزوجة. كما ان الزوجين يستعجلان قبولهما بعضها لبعض ولا يسمحان للوقت والتفاعل في احداث القبول بينهما.
القبول والمودة هي مشاعر حميمة تصدر عن كل طرف تجاه الطرف الآخر بهدف اشعاره بأنه محبوب ومرغوب لديه، ولكن احيانا لسبب أو لآخر يجد احد الزوجين او كلاهما صدا من الطرف الآخر او انه نفسه غير قادر على التقبل.
وفي غالب الاحيان يكون السبب وجود صورة او فكرة سلبية تدفعه الى التفكير باستحالة استمرار الحياة المشتركة، مما يدفع الى مفاجأة الاخر باسلوب النفور والكراهية، او الى الشعور بأنه ارتكب خطأ او معصية في حق الشريك.
ضعف ‘لغة الحوار’
عندما نسأل الزوجين او احدهما عن فرص الحوار بينهما، تكون الاجابة في الغالب بالنفي. وفي حالة عدم وجود حوار، او وجود حوار فاشل فهذا يؤدي الى تفاقم المشكلات.
فالزوجان اللذان لا يملكان مهارات واسس الحوار تكون علاقتهما مرضية متوترة ومشدودة.
وهذه الحالة يمكن معالجتها بالعمل على تأمين التوافق بينهما لتحديد وقت الحوار ومكانه والموضوع الذي سوف يناقشانه، كما يجب عدم مقاطعة المتكلم، وعدم اثارة او تجريح المستمع.
لقد اشار اكثر من 16% من الزوجات الى ان من اهم اسباب الخلافات افتقادهن للحوار. في حين اشار اكثر من 24% من الرجال الى هذا السبب بالذات. وبطبيعة الحال فاننا نتفق مع هؤلاء اذ كيف يمكن التواصل مع بعضهما البعض بدون حوار أو مع وجود حوار ضعيف؟!
سرعة الغضب.. والعنف
الكثير من الزوجات يشتكين من تعرضهن للعنف سوآء في صورة سخرية او استخدام الفاظ بذيئة او الضرب، وهي كلها في النهاية تشعر الزوجة بالاهانة والاضطهاد وعدم الاحترام من قبل الزوج، وفي المقابل نجد بعض الازواج يشتكون من زوجاتهم ولو كان الامر بدرجة اقل، الا ان تعرض بعض الازواج لعدم الاحترام كنتيجة للجوء زوجاتهم الى استخدام الفاظ بذيئة والسب، اصبح موجودا في حياة بعض الازواج.
وهناك حوالي 20% من الزوجات في الكويت ذكرن ان سرعة الغضب واستخدام العنف هو وراء الكثير من المشكلات مع ازواجهن، في المقابل 10% تقريبا من الازواج ادلوا بهذا الرأي.
وثمة فارق كبير بين نسبة اللاتي يعانين من هذه المشكلة مقارنة مع نسبة الأزواج، وهذا يدل على ان الزوجات يتعرضن ويعانين من سرعة الغضب والعنف أكثر من الأزواج، لأنهن في الغالب الطرف الأضعف، في حين نجد الزوج في الغالب يغطي على ضعف قدرته على التعامل مع زوجته بعقلانية أو وجود سلبيات في شخصيته، مما يدفعه الى استخدام العنف معها.
والعديد من الأزواج يقولون انهم سريعو الغضب ولا يستطيعون التحكم في تصرفاتهم.. وكأنهم بذلك يبررون هذه الأفعال العنيفة المؤذية.
عدم الإنفاق على الزوجة
يعتبر الانفاق أو عدمه من المشكلات المنتشرة بين الكثير من الأسر، حيث نجد الزوجة تشتكي من عدم أو ضعف انفاق زوجها، وفي المقابل نجد ان بعض الأزواج يشتكون من تبذير الزوجة أو عدم مشاركتها في الانفاق على الأسرة.
واشارت احصائية وزارة العدل الى ان أكثر من 13% من الزوجات في الكويت يشتكين من عدم أو سوء انفاق أزواجهن في مقابل 5% من الأزواج تقريبا يعانون من هذه المشكلة مع زوجاتهم.
وفي كثير من الحالات نجد ان هذه التصرفات تتولد عنها مشكلات اجتماعية وأسرية كثيرة، لذلك فعلى الزوجين ترتيب ميزانية الأسرة وجعلها عملية مشتركة.
واللافت، ان الخلاف في معظمه لا يحدث نتيجة لنقص المدخول المادي للأسرة، بل نتيجة لسوء توزيع دخل الأسرة على احتياجاتها طوال مدة الشهر.
وما يزيد الأمر سوءا لجوء الزوجين أو أحدهما وبشكل مستمر الى الاقتراض.
عدم تحمل المسؤولية
المسؤولية الأسرية مشتركة بين الزوجين، وكلما تقاعس احدهما وحدث خلط في الأدوار تقع الأسرة في مشكلة، فليس من واجب الزوجة ان تقوم بمسؤوليات الزوج، والعكس صحيح أيضا، فإذا عرف كل منهما دوره فهذا خير لأن ‘خلط الأوراق’ سوف تترتب عليه نتائج سلبية للغاية.
لقد أشار أكثر من 13% من الزوجات الى ان الشريك لا يتحمل المسؤولية، في حين أشار 19% تقريبا من الأزواج الى مشكلة كهذه وهذه النسب تشير الى الأسباب الحقيقية وراء كثرة الطلاق في الكويت، حيث ان الطرفين يدخلان بيت الزوجية وهما لم يصلا بعد الى مرحلة من النضج الانفعالي والاجتماعي، وتسيطر عليهم المزاجية والاستهتار والأنانية وكثرة التذمر، وعدم الالتزام بالواجبات، والاهمال طبعا.
تدخل أهل الزوجين
مما يزيد في التعقيد والارباك، في بعض الحالات، تدخل الاهل، سواء من طرف الزوج او الزوجة، خاصة اذا كانا حديثي الزواج. ونحن هنا لا نرفض تدخل الاهل، لكننا نؤكد على أن التدخل يجب ان يكون ضمن ضوابط. فلا يجب ان ينصب الاهل انفسهم اوصياء او محامين للزوج او الزوجة، فالانحياز الى احدهما يزيد من حدة المشكلة.
المشاكل الجنسية من العوامل الرئيسية
لعلنا لن ننسى ايضا ذكر الاسباب الجنسية في حدوث الخلافات الزوجية، حيث اصبحت من العوامل الرئيسية لهذه الظاهرة في الآونة الاخيرة، وهو ما تشير اليه احصائية وزارة العدل، حيث تضاعفت نسبة القضايا المتعلقة بالامور الجنسية.. لذا كان لا بد لنا من وقفة مع المحامي خالد العبدالجليل ليفسر لنا الاسباب وخلفياتها، وكيفية العلاج.
المحامي العبدالجليل يرى انه عندما تستمر حياة الزوج مع شريكة حياته لمدد طويلة ولا يعاشرها معاشرة الازواج، فهذا امر توضع حوله علامات استفهام كثيرة، فما بالنا بالذين مضت السنون بهم مع زوجاتهم ولا تزال الزوجة بكرا، فنجدها وبعدما يئست من أن تنال منه التسريح بالاحسان، تلجأ الى القضاء لان حدود تفكير ذلك الزوج قد توقفت عند حالة نفسية لا تقبل غير العناد سبيلا وهو يتناسى أن العناد سيوصله الى ان يشرح للمحامي وللهيئة القضائية وللطب الشرعي كيف هي حياته الخاصة من الممارسة الجنسية مع زوجته، وصولا الى اخضاع الزوجة الى فحص الطب الشرعي. فيكشف انها لا تزال عذراء وليثبت مما يثبت ان الشريك عاجز عن اداء واجبه الزوجي لاسباب نفسية او عضوية.. فيما تقف المرأة المؤمنة الحريصة على ذاتها امام القاضي ولا خجل يواريها من ان تحمي نفسها.تصارح القاضي بانها وامام كل ذلك، وباعتبارها شابة في مقتبل العمر ولم يسبق لها الزواج، تخاف على نفسها من الفتنة لقد صبرت على حرمانها من متعة الحياة الزوجية بما يكفي ليترسخ معه اليقين بأن دعواها ليست وليدة لحظتها. لذلك فعلى الازواج ان يعوا خطورة ما يكابرون به من باطل، فهذا يسيء اليهم ولا يضر غيرهم.
نفسية وعضوية
واشار المحامي العبدالجليل الى ان هناك ازواجا يعيشون مشكلات نفسية واخرين مشكلات عضوية وفي كلا الامرين، لا بد من السعي لمعالجتها سعيا حثيثا، فان لم تنجح تلك الجهود يجرب تخيير الزوجة بين ان تسمر معه وبين ان يسرحها ويطلقها من ذمته، وان طلاقها تم من دون الدخول بها، وللزوجة في ذلك ان تختار دونما حرج عليها.
المجيء إلى الفراش مرهقا!
ويضيف ان بعض الازواج لا مشاكل لهم في المعاشرة الجنسية مع زوجاتهم لكنهم لا يأتون زوجاتهم بحجة العمل المستمر او السفر المتواصل والانشغال بأمور اخرى ترهقهم، وهذا من اهم العناصر التي تهدم الحياة الزوجية.
ومثال على ذلك ـ يقول ـ جاءتني احدى السيدات تريد ان ترفع قضية طلاق لان زوجها هجرها ولم يعاشرها منذ ثلاث سنوات، وعند سؤال الزوج قال انه دائما مشغول بالعمل ويعود الى البيت وهو تعبان ومنهك ويحتاج الى الراحة، ويقضي الليل في الصلاة والتعبد وقيام الليل!

في المقابل، لا يلام بعض الازواج من الحالة التي يشاهدون فيها زوجاتهم من اهمال لانفسهن ولرعاية ازواجهن فالمرأة الحريصة على كسر الحاجز النفسي مع زوجها في اتيانها المعاشرة الزوجية لا بد ان تكون اكثر حرصا على لفت انتباهه، وجذبه اليها، اذ لا يعقل ان تنشغل بعض النساء عن ازواجهن بتبادل الزيارات وحضور الافراح وحفلات الاستقبال وعندها تتزين بأجمل الحلي والملابس وتذهب لارقى الصالونات.. ولكن حينما يكون الامر في لقائها الزوجي مع زوجها تكون عاجزة حتى عن التعطر او ارتداء الملابس التي تعج بها خزائن غرفة النوم!

ولابد يكون هناك خلاف في اي علاقة زوجية او غيرها حتى في العلاقات الاجتماعية

على العموم جزاك الله خير على اهتمامك ومزيدا من التالق

تحياتي واحتراماتي

شكرااااااااااااااعلى مروركم الجميل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.