قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ((من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)) رواه البخاري
تعريف الحكم التكليفي
هو خطاب الشارع الحكيم المتعلق بافعال المكلفين .طلبا او تخييرا.فالله تعالى يكلف الانسان .حيث يطلب منه فعل شيء او تركه.او اباحة الفعل او الترك حيث يستطيع المكلف القيام بذلك كله فالتكليف يكون في حدود قدرته و استطاعته و الغرض من التكليف ((الامتثال لله))
شرح التعريف
خطاب الشارع الحكيم : هو كلام الله عز و جل و كلام الرسول صلى الله عليه و سلم
المتعلق بافعال المكلفين: فالنصوص الشرعية كثيرة و متنوعة تتناول شتى المواضيع و القضايا و الحكم الشرعي خاص بما يتناول تصرفات و اعمال و اقوال الانسان فقط و بالتالي ما يتناول عالم الملائكة و خلق الكون و القصص القراني ……لا يدخل في الحكم الشرعي
المكلف : المكلف هو المسؤول المطالب بتنفيذ ما جاء به الوحي و هو الانسان البالغ .العاقل.فالصبي غير مكلف.و المجنون غير مكلف
الطلب: قد يكون طلب فعل .كقوله تعالى :
﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ العلق
او طلب ترك (كف) كقوله تعالى :
﴿ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ﴾ الضحى
التخيير : يخيرنا بين الفعل و الكف عنه (الترك) كقوله تعالى :
﴿ فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ سورة الجمعة
اقسام الحكم التكليفي
ينقسم الى خمسة اقسام و هي :
الواجب-المستحب-الحرام-المكروه-المباح
الواجب (او الفرض)
و هو ما طلب الشارع الحكيم من المكلف فعله على سبيل الحتم و الالزام بحيث :
يذم تاركه و يعاقب .و يمدح فاعله و يثاب
مثل قوله تعالى :
﴿وَأَقِمْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾
سورة العنكبوت
قوله تعالى :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ ﴾
سورة المائدة
المندوب (المستحب)
هو ما طلب الشارع الحكيم من المكلف فعله من غير حتم او الزام بحيث يمدح فاعله و يثاب و لا يذم تاركه و لا يعاقب
مثال قوله صلى الله عليه و سلم : ﴿ لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك عند كل صلاة ﴾ رواه الترمذي
المحرم
و هو ما طلب الشارع الحكيم من المكلف الكف عن فعله على سبيل الحتم و الالزام
فيكون تاركه ماجورا مطيعا و فاعله اثما عاصيا
قوله تعالى
﴿ وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً ﴾
الاسراء
قال تعالى
﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ المائدة
و قال تعالى
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾
المائدة
المكروه
ماطلب الشارع الحكيم من المكلف الكف عنه من غير حتم او الزام فيكون تاركه ماجورا مثال :
قال تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴾
المائدة
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ﴿ان الله يكره لكم قيل و قال و كثرة السؤال …. ﴾
و قوله صلى الله عليه و سلم : ﴿ ابغض الحلال الى الله عز و جل الطلاق ﴾ رواه ابو داود و الحاكم
المباح (الحلال)
هو ما خيرالله تعالى المكلف بين فعله و تركه فلم يطلب ان يفعل المكلف هذا الفعل و لم يطلب منه ان يكف عنه اي : دون ترجيح لاحدهما على الاخر لا مدح و لاذم على الفعل او الترك
مثال قوله تعالى
﴿ الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ ….. ﴾ المائدة
و قال تعالى
﴿ ... وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ … ﴾ المائدة
فائدة
المطلوب من المكلف فعله نوعان : الواجب و المندوب
المطلوب من المكلف تركه نوعان ايضا: المحرم و المكروه
مايكون المكلف فيه مخيرا بين فعله و تركه نوع واحد:
المباح
وفقكم الله
جزاكم الله خيرا