ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
.. ومن سيئات أعمالنا ..
.. من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ..
.. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ..
.. صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ..
.. ومن تبعهم بالإحسان الى يوم الدين ..
.. ربنا لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الخبير ..
.. ربنا لا فهم لنا إلا ما أفهمتنا إنك أنت الجواد الكريــم ..
.. ربي اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل ..
.. عقدة من لساني يفقهوا قولي..
.. أما بعد،،
مهد الحضارت وعماد الأمم
تاريخ إنسانية وأساس كل الأجيال
من هنا سأنطلق بكم إن شاء الله في رحاب الحضارة الإسلامية
واقدم لكم أهم الأحداث المختصرة
بصورة تستوعبها العقول ولا يمل منها القاريء
إن شاء الله
في هذا الموضوع المتجدد
(سنقارن بين مسلمين زمان وحضارتهم – ومسلمين الان وحضارتهم)
جدد وطور وابني حضارتك وثقافتك معنا
وفقنا الله واياكم إلى ما فيه خير
للحضارة الإسلامية أسس قامت عليها، وخصائص تميزت بها عن الحضارات الأخرى، أهمها:
أولاً: العقيدة
جاء الإسلام بعقيدة التوحيد التي تُفرِد الله سبحانه بالعبادة والطاعة، وحرص على تثبيت تلك العقيدة وتأكيدها، وبهذا نفى كل تحريف سابق لتلك الحقيقة الأزلية، قال الله تعالى:{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } [الإخلاص: 1-4].
فأنهي الإسلام بذلك الجدل الدائر حول وحدانية الله تعالى،
وناقش افتراءات اليهود والنصارى، وردَّ عليها؛
في مثل قوله تعالى:{ وَقَالَتْ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ
ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ
قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ
وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } [التوبة: 30-31].
وقطع القرآن الطريق بالحجة والمنطق على كل من جعل مع الله إلهًا آخر، قال الله تعالى:{ أَمِ اتَّخَذُوا آَلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ،
لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ } [الأنبياء: 21-22].
ثانيًا: شمولية الإسلام وعالميته
الإسلام دين شامل، وقد ظهرت هذه الشمولية واضحة جليَّة في عطاء الإسلام الحضاري، فهو يشمل كل جوانب الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والفكرية، كما أن الإسلام يشمل كل متطلبات الإنسان الروحية والعقلية والبدنية؛ فالحضارة الإسلامية تشمل الأرض ومن عليها إلى يوم القيامة؛ لأنها حضارة القرآن الذي تعهَّد الله بحفظه إلى يوم القيامة، وليست جامدة متحجرة، وترعى كل فكرة أو وسيلة تساعد على النهوض بالبشر، وتيسر لهم أمور حياتهم، ما دامت تلك الوسيلة لا تخالف قواعد الإسلام وأسسه التي قام عليها، فهي حضارة ذات أسس ثابتة، مع مرونة توافق طبيعة كل عصر، من حيث تنفيذ هذه الأسس بما يحقق النفع للناس.
ثالثًا: الحث على العلم
حثت الحضارة الإسلامية على العلم، وشجَّع القرآن الكريم والسنة النبوية على طلب العلم، ففرق الإسلام بين أمة تقدمت علميًّا، وأمة لم تأخذ نصيبها من العلم، فقال تعالى:{ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ } [الزمر: 9]. وبين القرآن فضل العلماء، فقال تعالى:{ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } [المجادلة: 11].
وقال رسول الله مبيِّنًا فضل السعي في طلب العلم:".. من سلك طريقًا يبتغي فيه علمًا؛ سهل الله له به طريقًا إلى الجنة " [رواه البخاري وأبو داود والترمذي وابن ماجه]، وقال:" طلب العلم فريضة على كل مسلم " [البخاري وأبوداود والترمذي وابن ماجه].
وهناك أشياء من العلم يكون تعلمها فرضًا على كل مسلم ومسلمة، لا يجوز له أن يجهلها، وهي الأمور الأساسية في التشريع الإسلامي؛ كتعلم أمور الوضوء والطهارة والصلاة، التي تجعل المسلم يعبد الله عبادة صحيحة، وهناك أشياء أخرى يكون تعلمها فرضًا على جماعة من الأمة دون غيرهم، مثل بعض العلوم التجريبية كالكيمياء والفيزياء وغيرهما، ومثل بعض علوم الدين التي يتخصص فيها بعض الناس بالدراسة والبحث كأصول الفقه، ومصطلح الحديث وغيرهما.
مظاهر الحضارة الإسلامية
لم تغفل الحضارة الإسلامية الجانبين الروحي والمادي في حياة الإنسان، لذلك نجد أن الحضارة الإسلامية برزت في مجالات متعددة؛ بحيث ترقى بالإنسان في كل مستويات حياته، ومظاهر هذه الحضارة هي:
أولاً: الجانب السياسي.
ثانيًا: الجانب الاقتصادي.
ثالثًا: الجانب الاجتماعي.
رابعًا: الجانب العلمي.
خامسًا: العلاقات الدولية.
سادسًا: النظام التشريعي.
سابعًا: النظام القضائي.
ثامنًا: الجانب العسكري.
تاسعًا: الجانب المعماري.
المصدر: اسلاميات
لا نبكي ماضي حضارتنا بقدر ما نفخر به،
فمن لا يملك تاريخ مُشرّف لن يملك مستقبل مُشرق،
شعارنا
" أمة لا تعرف تاريخها … لا تحسن صياغة مستقبلها".
ﺣﻀﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﻣﻢ
ﻻ ﺗﻘﺎﺱ ﺑﻄﻮﻝﺑﻨﻴﺎﻧﻬﺎ ﻭﻻ ﺑﻘﻮﺓ ﺟﻴﻮﺷﻬﺎ
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﻘﺎﺱ ﺑﻌﻘﻮﻝ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ،
ﻓﺒﺎﻟﻌﻘﻞ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻥ ﺗﺒﻨﻰ
ﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﻭﺗﺪﻣﺮﻫﺎ،ﻭﺗﺘﻄﺎﻭﻝ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﺗﻬﺪﻣﻪ
ﻭﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺘﺮﻙ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﻋﻠﻮﻡ ﻗﺪ ﺗﺘﻄﻮﺭ ﺑﻌﺪ ﻣﺌﺎﺕ
ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﻟﺘﻐﻴﺮ ﺷﻜﻞ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﺗﺆﺛﺮ ﻓﻴﻪ
لقد أسهمت الحضارة الإسلامية إسهاما كبيرا في تطوير مختلف العلوم بحيث شملت جميع نواحي الحياة كنظام الحكم والإدارة العامة والخلافة والوزارة والقضاء والمظالم والحسبة والشرطة والولايات والبريد والدواوين. كما نالت النواحي العسكرية نصيبها من هذا التطور.
وأبدع المسلمون في علوم الفقه الإسلامي وعلوم اللغة العربية والرياضيات والعلوم الاجتماعية والطبيعية والطب والصيدلة والفلك والترجمة. وحظيت فنون العمارة والزخرفة والصناعة بنصيب وافر منها. وتطورت الزراعة والصناعة وازدهرت التجارة والنقود في ظل هذه الحضارة العريقة التي سادت معظم أرجاء المعمورة لفترة من الزمن امتدت من القرن السابع وحتى القرن الخامس عشر الميلادي فنعمت بالترف الاجتماعي والرخاء الاقتصادي.
أمتنا الإسلامية تاريخها حي, إلا أن حاضرها ميت, لا تكاد تمر بها عاصفة حتى نلوذ إلى الماضي نستلهم منه ومن بعض رموزه الحلول,
———
من مقال لـ سيد يوسف
كيف كان التسامح في حضارتنا .. ؟!
تتردد على مسامعنا اليوم مصطلحات كصراع الحضارات وتصادمها، ويدعي الغرب أنه يسعى جاهدا لإحداث تقارب بينها وحوار…
إنّه كمن كذب كذبة وصدقها!!
فالحضارة الإسلامية كانت رحبة الصدر؛ متسامحة مع غيرها، وضربت الأمثلة الرائعة على ذلك، ففي بغداد كان أشهر المترجمين في بيت الحكمة: "حنين بن إسحاق" و "يوحنا بن ماسويه" و"ابن نويخت"، وهم من غير المسلمين.
وفي بلاد الشام كان التقارب بين المسلمين والمسيحيين مستمرا حتى زمن الحروب الصليبية وهو مااستغرب له الرحالة "ابن جبير" فوصفه قائلا ومن العجب أن النصارى المجاورين لجبل لبنان إذا رأوا به بعض المنقطعين من المسلمين جلبوا لهم القوت وأحسنوا إليهم…فأهل الحرب مشتغلون بحربهم والناس في عافية والدنيا لمن غلب).
والأندلس كغيرها من الأقطار الإسلامية جوها يعبق بالتسامح والتلاقح الحضاري، فهذا الفقيه طالوت عندما فرّ من بطش "الحكم الربضي" اختبأ في دار يهودي لمدة سنة، و"عبد الرحمن الناصر" عندما أراد أن يرسل سفارة إلى مملكة نفار أوكلها إلى طبيبه ووزيره اليهودي حسداي بن شبروت،فقمة التسامح أن يكون يهودي سفير لدولة إسلامية.
والأكثر من ذلك أن المسلمين كانوا يشاركون أهل الذمة في مختلف أعيادهم، وأوجه التقارب والتمازج أكبر من أن تحصى أو يحاط بها.
فمن الذي أوجد الصراع الحضاري ومتى تم ّذلك؟!!
—————————–
– توفيق الطويل: في تراثنا العربي الاسلامي.
– ابن جبير: رحلة ابن جبير.