رجل وامرأة، أصبحا زوجا وزوجة، هذا كل ما في الأمر !.
نظن نحن الرجال والنساء، بأننا حينما نتزوج سنتحول لمخلوقات أخرى، أكثر رقة وحنانا وعطفا، نظن بأننا سنكون أكثر رفقاء عند خطأ شريكنا، وأكثر رومانسية حينما نراه يتهادى أمامنا في دلال، ونبدا في نسج أحلام جميلة عن الكلام الذي لن يتخطى الهمس، والعتاب الذي لن يتعدى إنكسار الحاجب، ونبني من وعود الحب آمالا كبيرة .
وللأسف حينما يصطدم المرء منا بعكس ما عاش يحلم به، يتألم كثيرا، وينعي تحطم الصورة الجميلة التي حلم بها أياما وليال طوال .
وهنا يكون للمعتقد الخاطئ السبب في ذهاب الحب فعلا، وبدء مرحلة من العتاب، والغضب، والحنق .. وربما الفشل في إيجاد مساحة ولو صغيرة من التفاهم .
إن الرجل العاقل والمرأة العاقلة يجب أن يتعاملا مع الحب بذكاء، ولا يفترضا أنه سيردم عيوبنا ونقائصنا، وإنما سيجعلنا أكثر عقلا ونضجا في التعامل معها .
سيجعلنا نتفكر عندما نرى عيبا وخللا، عن الطريقة المثلى للتعامل معه، ولن يدفعنا إلى الذهول ومحاولة رفض أن الزواج المثالي هو زواج خالي من النقائص والعيوب، وبأن الشريك المحب هو الذي لا يقترف خطأ، ولا تزل له قدما .
المرء ابن بيئته كما يقول علم النفس، وشخصيته رسمت معالمها تجاربه الحياتيه، وصاغت حدودها تعاليم بيئته وميراثها التربوي، وعندما يلتقي الرجل والمرأة فهذا يعني التقاء بيئتين وثقافتين مختلفتين .
كل منهما محمل برؤى، وأفكار، وأطروحات تختلف عن الآخر، وربما تعارضها .
ولذا كان الأمر النبوي بوضع شرطي ( الدين والخلق) عند اختيار شريك الحياة، أمرا بديعا من نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، وفي ظني أن هاذان الشرطان ليس كما تعلمنا من أنهما يعنيان أن يكون دين المرء وخلقه جيدين وحسب، وإنما يقصد به عليه الصلاة والسلام أن يتوافق مع دين وخلق الشريك الآخر .
النبي عليه الصلاة والسلام، كان يدفعنا إلى أن نصل إلى دائرة معقولة من التوافق الفكري والسلوكي، يؤهلنا لفهم دوافع وأفكار وسلوك شريك الحياة فيما بعد.
أعود للتأكيد على أننا إذا ما أحببنا أن نعيد الروح إلى حياتنا الزوجية مرة أخرى أن نتخلص من خرافة أن الزواج سيغير من طبائعنا، وسيجعلنا مثاليين .
ولا تفهم من كلامي أني لا أثبت للحب قدراته في رقي سلوك المرء منا، كلا فكثيرا ما كان الحب محركا لتعديل المرء لسلوك سيء داوم على فعله شهورا وسنينا، من أجل أن ينال رضا محبوبة، لكنني هنا أريد التأكيد وبشدة على أن الدور الرئيسي للحب والزواج أن يجعلنا أكثرا وعيا في التعامل مع نقائصنا، لكنه أبدا لا يخفيها، ولن يمحيها .
موضوع رائع
ننتظر جديدك
تحياتي
وبارك الله فيك
دمت متميزا في المنتدى
شكرا
زهرة العرب