يختصر ردي على بعض اقتباسات والمتمثلة في .. نية المسلم عند التدخل للإصلاح 1 – طلب الأجر والثواب من الله تعالى قال تعالى : ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً)النساء: 114. 2- تحقيق مفهوم الأخوة قال تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا …. ) آل عمران: 103 . 3 – الحرص على تماسك المجتمع ، وبث الألفة ، والرحمة ، و التسامح بين أفراد المجتمع المسلم • 4 – الدعاء الجميل، والثناء الكبير، حيث ارتفعت أيدي الناس بالدعاء، ولاسيما من حُلّت له قضية، أو نفست عنه كربة، أو قدمت له مساعدة، فما أحسن أن ينام الإنسان ملء عينيه والأكف ترتفع في جنح الليل تدعو له، وتترضى عنه، وتثني عليه • آداب وصفات المصلح • أن يستشعر أنها عبادة يقوم بها استجابة لأمر الله • أن يكون ذا خلق ودين متصفاً بالأخلاق الكريمة مبتعدا عن الأخلاق السيئة لا يغتاب ولا ينم لأن الغيبة والنميمة إفساد والإفساد والإصلاح لا يجتمعان .
• أن يتصف بروح المبادرة والحرص على نشر الخير من تلقاء نفسه • أن يتحلى بالحلم وسعة البال والصبر والتأني وعدم العجلة. • أن يكون ذا علم شرعي عالم بما يحل ويحرم والشروط والأحكام خاصة في مجال الخصومة. • أن يكون خبيرا في مجال النزاع عالما بالوقائع محيطا بالقضية وملابساتها باحثا عن مسبباتها عارفا بطرق معالجة المشكلات ووضع الحلول والتسويات العادلة المقترحة سواء كانت في مجال المشاكل الزوجية أو العقار أو الديون . • أن يكون لطيفاً مع الناس وأن يحرص على استعمال الأسلوب الحسن والحكمة والبصيرة. والبعد عن العبارات الجارحة. • أن يكون محايدا فيحرص على أن ينظر إليه الطرفان بوصفه شخص محايد لا يميل مع أيهما . • أن يتحرى العدل قال تعالى : ( فأصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا إن الله يحب المقسطين ) الحجرات: 9 قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في رسالة صغيرة اسمها: رسالة المظالم: (الملك يدوم مع العدل ولو لكافر، ولا يدوم مع الظلم ولو لمسلم) لأن الظلم كما نعلم يولد حقداً في المجتمعات والأفراد إذا كانوا يتظالمون في حقوقهم وأعراضهم؛ فكل ينصب للثاني العداء، أما إذا كانت الأمانة والعدالة، وكان الناس آمنون على الدين والنفس والعقل والنسب والعرض والمال، حينها الأمة تكون في خير وعلى خير. • المحافظة على أسرار المتخاصمين يقول الفضيل بن عياض في أهمية الستر : « المؤمن يستر وينصح والفاجر يهتك ويفضح » • جواز الكذب لأجل الإصلاح :
أذن الشارع للمصلح بنوع من الكذب في العبارات وفي الأمور التي توفق وتقرب وتخفف من شدة العداوة وتحببهم إلى بعض قال صلى الله عليه وسلم ( ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا ) رواه البخاري . ومن أمثلة ذلك أن يحاول المصلح تبرير أعمال كل من المتخاصمين وأقوالهما بما يحقق التقارب ، ويزيل أسباب الشقاق والخلاف ، وأحيانا ينفي بعض أقوالهما السيئة فيما بينهما ، وينسب إلى كل منهما من الأقوال الحسنة في حق صاحبه مما لم يقله مثل أن يقول : فلان يسلم عليك ويحبك ، وما يقول فيك إلا خيرا ونحو ذلك . في كل الخطوات على المصلح دائما بالوعظ والنصيحة وتذكير الخصوم بالعاقبة : فيذكرهم بعاقبة الخصومة , وما تجلبه من الشقاق , وتوارث العداوات , واشتغال القلوب , وغفلتها عن مصالحها . ويذكرهم كذلك بالعاقبة الحميدة للصلح في الدنيا والآخرة , ويسوق لهم الآثار الواردة في ذلك كقوله تعالى – : ( وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ) [البقرة: 237]وكقوله : ( وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ ) [آل عمران: 134] وكقوله : ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ )[الشورى: 40] • وعلي المصلح أن يحسن الاستماع : لأن كلَّ طرف من الأطراف يزعم أنه على حق ، وأن صاحبه على باطل ؛ فيحتاج كلُّ واحد منهما إلى مَنْ يَستمع إليه ، ويرفق به ، ويأخذ ويعطي معه . بل إن بعض الخصوم يكفيه أن يفرغ ما في نفسه من غيظ ، أو كلام ؛ فيشعر بعد ذلك بالراحة ، ويكون مستعداً لما يُراد منه . ضرورة معرفة الأسباب الحقيقية للخصام : فان استطاع أن يعرفها ويعالجها بشكل يرضي الطرفين كان ما بقي سهل وتضمن بذلك أن يدوم الصلح بينهما . ومما يجدر التنبيه إليه أن أطراف النزاع قد يجدون صعوبة في تقديم المعلومات أو إيضاح الأسباب الحقيقية التي ليست في صالحهم. فعلى المصلح اكتشافها بنفسه واختبار المعلومات المقدمة له بطريقته. الاستعانة بمن يفيد ويرغب في إنهاء النزاع : سواء من أقارب الأطراف، أو من أصدقائهم، أو معارفهم ، أو من له تأثير عليهم . ويُراعى في ذلك أن يكون أولئك من ذوي الرأي والبصيرة والحكمة خاصة من عرف حرصه ورغبته في الإصلاح وحسنت نيتهم وصدق حالهم. ينبغي استقبال الخصوم بالبشاشة واللين :
ومحاولة التخفيف من حدة غضبهم ، والتغاضي عن الإساءات التي قد تحصل من بعضهم وإتباع الطرق الصحيحة في مناقشتهم وذلك باختيار الآيات والأحاديث المناسبة ،والكلمات التوجيهية . الخصم المتعنت : من أساليب مفاوضة الخصوم المتعنتين ومساومتهم للتخفيف من حدة مواقفهم أو التوسط في مطالبهم وشروطهم : 1. الاعتماد والتوكل على الله والصبر والتحمل . 2. الوعظ والنصيحة وتذكيره بفضيلة العفو والتسامح والصلح وبيان أجره عند الله عز وجل وذكر الآيات والأحاديث التي تحث على ذلك . 3. الجلسات الانفرادية مع الخصم المتعنت والتدرج في عرض الصلح عليه . 4. الاستعانة بالأقارب ممن يرغبون في الإصلاح وخاصة ممن لهم مكانة عند هذا الخصم. 5. الرفع من قيمة الخصم ، أنت من عائلة كريمة وما نسمع عنكم إلا كل خير …أنت رجل تحفظ القرآن ، أنت رجل حججت بيت الله ….الخ 6. أيضا كذلك مناقشة الطلبات والشروط والمطالبة بترتيبها من حيث الأهمية 7. ومناقشة صحة وقوة ما يستند إليه ومدى قوة موقفه وهل من صالحه التعنت أم الصلح وبيان مزايا الصلح على القضاء وبيان موقفه لو رفع الأمر من القضاء
8. مطالبته بطرح الاقتراحات والحلول وعروض التسوية .
بعد الاتفاق والتصالح : توثيق عقد الصلح بالكتابة والإشهاد عليه : وإذا وقع الصلح بشروطه من شأنه أن يسقط الحقوق والدعاوى التي جرت من أجلها المصالحة وأن يتم تنفيذ ما أتفق عليه :فلابد من الصلح المبرم بين طرفين أو أكثر من إلزام بما اتفق عليه التأكيد على أطراف الخصومة بعدم التحدث : بما حصل من الخصومة وألا يذكراه لكائن من كان وان يحتسب كل منها ذلك عند الله تعالى وكذلك ألا يغتاب خصمه أو يسبه أو يشتمه في حضوره أو غيابه. نسأل الله أن يصلح ذات بيننا، وأن يؤلف بين قلوبنا ، والا يجعل للشيطان حظا بيننا ، اللهم آمين |