يبقي وقوف العبودية في حضرة الألوهية
المكان: سدرة المنتهي, كان النبي صلي الله عليه وسلم يقف عند سدرة المنتهي, عندها جنة المأوي, كان الرسول يقف في الجنة إذن, ثم أذن الله لعبده أن يقترب ليقف في حضرة الجلال الخالق. وقف محمد بن عبدالله في حضرة الله
كانت هذه هي الآية الكبري التي أشار إليها النص القرآني بقوله: لقد رأي من آيات ربه الكبري هذه هي خارقة الخوارق وآية الآيات في معجزة المعراج.. وفي هذا الموقف وقع حدثان, حدث أشار إليه القرآن بغموض مقصود, وحدث آخر.
أما الإشارة التي وردت في سورة النجم إذ يغشي السدرة ما يغشي, ما زاغ البصر وما طغي, لقد رأي من آيات ربه الكبري.
حيرتني عبارة إذ يغشي السدرة ما يغشي, إن التعبير يشير ويلمح ولا يقول ما حدث.
هل ما حدث أكبر من قدرة الكلمات علي التعبير, أو قدرة العقول علي الاستيعاب.
مرة أخري.. ماذا غشي السدرة؟
حيرني هذا السؤال الإنساني طويلا, ورحت أقلب في ذهني احتمالات لما يمكن أن يغشي السدرة, ورأيت نفسي أذكر موقف موسي حين جاء لميقات ربه وكلمه ربه فسأل رب أرني أنظر إليك, قال لن تراني ولكن انظر إلي الجبل, فإن استقر مكانه فسوف تراني, فلما تجلي ربه للجبل جعله دكا وخر موسي صعقاساءلت نفسي لماذا يتمثل في قلبي هذا المشهد, كما تساءلت عما غشي سدرة المنتهي.
أيكون الله تبارك وتعالي قد تجلي علي سدرة المنتهي فغشيها.. ما غشيها..؟
هذا اللقاء الذي وقع بين الرب الرحيم والعبد الإنساني هو قمة التشريف الإلهي للرسول, وبهذا الموقف يصل النبي إلي مقام لا نعرف أحدا من البشر قد وصل إليه.