تخطى إلى المحتوى

الاعجاز العلمي في القران 2024.

  • بواسطة
بسم الله الرحمن الرحيم

حوار: علي عليوه

18/7/1428هـ الموافق له 1/8/2017م

الإسلام اليوم / دعا الدكتور زغلول النجار أستاذ علم الجيولوجيا، ورائد علوم الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية؛ إلى اعتماد التفسير العلمي للقرآن والسنة ضمن علوم التفسير المعتمدة في كليات الدراسات الشرعية، لافتاً النظر إلى أن هذا التفسير العلمي يشكّل إضافة مهمة، وينبغي أن يكون من ضمن مناهج إعداد وتأهيل الدعاة بصفته يمثل لغة العصر القادرة على إقناع الغربيين وغيرهم بالإسلام.

ودلل في مقابلة مع شبكة (الإسلام اليوم) على أهمية هذا التفسير العلمي لآيات القرآن الكريم وأحاديث النبي – صلى الله عليه وسلم – باعتناق آلاف الجنود والضباط الأمريكيين للإسلام عقب محاضرة ألقاها عليهم حول الإعجاز العلمي في أحد معسكراتهم بدولة الكويت.

وفيما يلي تفاصيل الحوار:

* ما هي أهم مؤلفاتكم في مجال الإعجاز العلمي للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة؟

هناك الكثير من المؤلفات منها (السماء في القرآن الكريم) في ستمائة وعشرين صفحة، و(النبات في القرآن الكريم) في أربعة أجزاء، و(الحيوان في القرآن الكريم) في أربعمائة وخمسين صفحة عن مخلوقات الله في عالم الحيوان، وبه أكثر من خمس وعشرين آية مصوغة صياغة علمية دقيقة للغاية، تشهد لهذا الكتاب أنه لا يمكن أن يكون صناعة بشرية، بل هو من لدن حكيم خبير، و(الأرض في القرآن الكريم) في ثمانمائة صفحة، و(مشاهد الآخرة في القرآن) في مجلد، و(بعض جوانب الإعجاز التاريخي في القرآن الكريم) في مجلد، وثلاثة أجزاء عن الإعجاز العلمي في السنة النبوية المطهرة بالعربي وبالإنجليزي، وهذه المجلدات جارٍ ترجمتُها إلى اللغات الأجنبية.

* ما هو الجديد الذي تناولتموه بالنسبة للإعجاز العلمي في السنة النبوية المطهرة؟

صح عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: (أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ)، ويقول ربنا – سبحانه وتعالى – في وصفه: ((وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى))[سورة النجم:3-4]، فإذا قال الرسول – صلى الله عليه وسلم – فعلينا أن ننظر في قوله من الناحية العلمية، فكثير من أحاديثه – صلى الله عليه وسلم – تحوي حقائق علمية لم يصل إليها إنسان هذا العصر إلاّ بعد جهود آلاف العلماء على مدى مئات السنين، ولا يمكن أن يقول عاقل بأن إنساناً أمياً يستطيع أن يتوصل إلى هذه الحقائق العلمية من نفسه، بل لا بد أن هذا الإنسان يوحى إليه من الله – سبحانه وتعالى -.

ضوابط التفسير العلمي:

* من وجهة نظركم ما أهمية الحديث عن الإعجاز العلمي في السنة النبوية الآن؟

نحن في أمس الحاجة هذه الأيام للحديث عن الإعجاز العلمي في السنة المطهرة؛ لأن الهجمة من جانب المستشرقين والعلمانيين الكارهين للإسلام شرسة، وهم يوجهون سهامهم للسّنة بصفتها المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم، فإذا ما تم هدم المصدر الثاني أصبح من السهل في مرحلة لاحقة هدم المصدر الأول، ونحن نرى الآن من يقول عن نفسه بأنه "قرآني" ولا يعترف بالسنة.

* البعض يتساءل عن الضوابط التي تحول دون تفسير القرآن بنظريات قد تتغير في المستقبل مما ينعكس بالسلب على كتاب الله – تعالى- فما قولكم؟

نحن في ذلك لنا ضوابط عديدة؛ لأن الذي يدخل هذا المجال بغير هذه الضوابط يضر أكثر مما ينفع، ومن هذه الضوابط: ألاّ يوظف في تفسير الآية القرآنية إلاّ الحقيقة العلمية القاطعة التي حسمها العلم؛ لأنه من المتفق عليه بين العلماء أن العلم إذا وصل إلى مقام الحقيقة أو القانون في فرع من فروع العلم لا يرتد على ذاته، وهو قد يتوسع ويُضاف إليه، لكنه لا ينقلب على ذاته.

والإشارات الكونية في القرآن الكريم تحتاج إلى مجاهدة في الفهم، فلا بد أن يبرز من أهل كل عصر من يتأهل للتعريف بكتاب الله بإتقان اللغة العربية وقواعدها، وفهم لأسباب النزول، وفهم للناسخ والمنسوخ، وفهم للمأثور من فقه الرسول الكريم، وجهود المفسرين السابقين، ثم يُضاف البُعد العلمي حتى تُفهم دلالة هذه الآية فهماً صحيحاً.

ومن أعظم جوانب الإعجاز في كتاب الله أن الآية الكريمة تأتي بألفاظ محددة يفهم منها أهل كل عصر معنًى من المعاني، وتظل هذه المعرفة تتسع باستمرار مع اتساع دائرة المعرفة الإنسانية في تكامل لا يعرف التضاد.

* وهل يمكن الاستفادة من النظريات التي لم تتحول بعد إلى حقيقة علمية ثابتة في تفسير الآيات التي تتضمن إشارات علمية؟

العلم لم يصل للحقيقة في كل أمر من الأمور، ولا شيء يمنع من توظيف النظرية السائدة إلاّ في حالة الآيات المتعلقة بالخلق والإفناء والبعث؛ لكونها غيبية لم يرَها أي بشر، ولكن ينبغي عندئذ التأكيد على أن هذا التفسير يظل تفسيراً مرحلياً، حتى يصل العلم إلى نتيجة دقيقة أي حقيقة ثابتة فينفي التفسير السابق أو يغيّره، وهذا لا يسيء للقرآن الكريم أبداً؛ لأن الخطأ يعود على المفسر ولا يمس كتاب الله أبداً، وعندما أفهم الآية القرآنية جيداً أستطيع إثبات سبْق القرآن الكريم، وهذا السّبْق أُطلق عليه "الإعجاز العلمي للقرآن الكريم"، وأنه لم يكن بمقدور أي إنسان، ولم يكن ممكناً لأحد من الخلق في زمن الوحي أو بعده أن يصل إلى هذه الحقيقة أبداً.

وليس من المنطق أن يكون كل شيء يتناوله العلم موجوداً في القرآن الكريم، ولو كان الأمر هكذا لكان القرآن الكريم في مجلدات، ولا يستطيع الإنسان طوال حياته أن يقرأه فضلاً عن حفظه، إنما هو فيه كل شيء من أمر الدين، لكن باقي القضايا جاءت على شكل نماذج وإشارات ومنها الآيات الكونية، ورسائل السابقين، فليس بالضرورة أن أجد في القرآن كل قضية كونية.

ضرورة ملء الفراغ:

* ما رأيكم فيمن ينكرون السنة ويطالبون بالاكتفاء بالقرآن الكريم، والحملة التي تشنها بعض الدوائر الإعلامية الغربية من خلال الرسومات للسخرية من النبي – صلى الله عليه وسلم -؟

الذين يطالبون بالاكتفاء بالقرآن الكريم يناقضون القرآن ذاته الذي يأمرنا باتباع الرسول – صلى الله عليه وسلم – في كل ما أمر به ونهى عنه، وهذا الأمر والنهي موجود وثابت في سنته – صلى الله عليه وسلم -، أما الحملة على النبي – صلى الله عليه وسلم – في بعض الصحف الأوروبية فهذا يرجع إلى كراهيّتهم للإسلام، ونبيه – صلى الله عليه وسلم -، ولأننا تركنا الساحة الإعلامية لغُلاة اليهود والنصارى، ولم تفعل الحكومات العربية والإسلامية وسفاراتها ووسائل إعلامها شيئاً للرد على هذه الحملات المغرضة، وما فعله الدنمركيون؛ كان نتيجة لهذا الفراغ الذي تركناه في هذه الدول.

* ما هو في رأيكم سبب كراهية الغرب للإسلام؟ وكيف يتعامل الدعاة مع هذه الإشكالية؟

سبب كراهية الغرب للإسلام والمسلمين هو جهلهم بهذا الدين، وما من عاقل من أهل الغرب سمع بالقرآن الكريم وما به من آيات معجزات سبقت العلم في كثير من الحقائق الكونية إلاّ وأعلن إسلامه على الفور، والدليل على ذلك واقعة عايشتها عندما استدعاني أحد الأمراء العرب على عجل إلى قصر الإمارة، حيث كان لديه ضيوف غربيون تربطه بهم علاقات سياسية، يكيلون الانتقادات والاتهامات للإسلام والمسلمين، ومن هذه الاتهامات؛ أن الإسلام هو السبب في تخلف المسلمين عن ركب الحضارة المعاصرة، وأثاروا أمامه عدداً من الشبهات حول القرآن الكريم، فجلست مع هؤلاء المشككين في حضرة ذلك الأمير، وعرضت عليهم بعضاً مما احتواه كتاب الله من دلائل وإعجاز وحقائق علمية، وكانوا ستة أشخاص، وبعد سماعهم لهذه الأمثلة من الإعجاز العلمي للقرآن الكريم أعلن ثلاثة منهم الإسلام في نفس المجلس، والثلاثة الآخرون أخبروا الأمير عقب عودتهم إلى بلادهم أنهم بصدد التفكير في اعتناقه.

الأمريكيون يعلنون إسلامهم:

هل لديكم مثال آخر لأهمية إلمام الدعاة بالتفسير العلمي لكتاب الله – تعالى-، وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم -؟

خلال عملي بكلية البترول والمعادن بالظهران بالمملكة العربية السعودية كان للقوات الأمريكية الموجودة في الكويت معسكرات قريبة من الحدود السعودية، وسألني بعض طلاب الكلية عما ينبغي فعله مع هؤلاء الأمريكان هل يقاومونهم؟ فرددت عليهم بأن ميزان القوة ليس في صالحهم، وعرضت عليهم أن يبلغوا أحد هذه المعسكرات رغبتي في إلقاء محاضرة عليهم حول الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وتم ذلك بحمد الله، فما كان من معظم الضباط والجنود إلاّ أن أعلنوا إسلامهم بعد المحاضرة مباشرة، وكان عددهم يزيد عن عدة آلاف.

وهذا المثال يؤكد على أهمية أن يتسلح الدعاة لهذا الدين بما توصل إليه العلماء في مجال الإعجاز العلمي في القرآن والسنة؛ لأن لغة الإعجاز العلمي هي اللغة التي يفهمها الغربيون، وهي لغة هذا العصر الذي يهيمن عليه العلم والعلماء، وأن يتم إدخال التفسير العلمي إلى كليات الدعوة والعلوم الشرعية كأحد مناهج التفسير إلى جانب كتب ومناهج التفسير المعتمدة الأخرى.

* نريد بعض النماذج للإعجاز العلمي في القرآن الكريم؟

في سورة يوسف – عليه السلام – على سبيل المثال نجد العديد من الإشارات الكونية، منها: أن يكون عدد إخوة يوسف – عليه السلام – أحد عشر، ويكون مجموع الكواكب في مجموعتنا الشمسية بالعدد نفسه، وليس من قبيل المصادفة أن يرى يوسف في رؤياه أحد عشر كوكباً والشمس والقمر له ساجدين، وأن تتحقق هذه الرؤيا بسجود إخوته وأبويه له يوم أن جمَعهم الله – عز وجل – جميعاً على أرض مصر، وفي ذلك يقول ربنا – تبارك وتعالى – على لسان يوسف – عليه السلام -: ((يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ))[سورة يوسف:4].

كذلك الإشارة إلى واقعة تاريخية وقعت بمصر من قبل بعثة المصطفى – صلى الله عليه وسلم – بأكثر من اثني عشر قرناً مؤداها مرور سبع سنين من الخصب العام، تليها سبع سنين عجاف من القحط والجفاف والجدب، يليها عام زالت فيه تلك الشدة، ونزل الغيث، وعمّ الرخاء، وقد أكدت الدراسات الأثرية صدْق ذلك، إلى جانب التوصية الإلهية التي ألهمها ربنا – تبارك وتعالى – لعبده يوسف – عليه السلام – بترك القمح المخزون من أعوام الرخاء لأعوام الشدة في سنابله، وقد أثبتت التجارب في خزن المحاصيل الزراعية أنها الطريقة المثلى لحفظ المحاصيل ذات السنابل لمدة طويلة دون فساد أو تسويس أو نقص في محتواها الغذائي.

من هنا يتضح اتفاق العلم الحديث الذي أكد أن عدد كواكب المجموعة الشمسية هو أحد عشر كوكباً مع ما جاء في رؤيا نبي الله يوسف – عليه السلام -، والكوكب هو كل جسم كروي من أجرام السماء يدور حول ذاته، ويجري في مدار محدد له حول الشمس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.