تخطى إلى المحتوى

أول شارح لصحيح البخاري الإمام الداودي 2024.

  • بواسطة
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

نتعرض اليوم الى ترجمة عالم فاضل ، كان مضرب المثل في عصاميتة و الاعتماد – بعد الله سبحانه وتعالى – على جهده وذكائه ، فلم يتتلمذ لعلماء أو ائمة مشهورين ، بل جد و أجتهد حتى اصبح من العلماء الذين يشار لهم بالبنان ، واشتهر خاصة في الحديث الشريف حتى أعتبر شرحه لصحيح البخاري أول ( أو ثاني ) شرح في الاسلام ، وكذلك في الفقه ، فكانت اجتهاداته وآرائه محل عناية و اهتمام، انه الامام الحافظ الفقيه الأديب ابو جعفر احمد بن نصر الداودي .

كنيته و اسمه ونسبه :

شيخ الإسلام أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ الدَّاوُدِيُّ الْأَسَدِي ، الأموي، الطرابلسي، التلمساني المالكي ، من أئمة الحديث الشريف و حفاظه ، وأحد فقهاء المالكية المشهورين ، ويكني بأبي جعفر, [وكناه الزركلي بأبي حفصوهو غير صحيح ، كما ان الحاج خليفة صاحب " كشف الظنون " أخطا في اسم والده حيث سماه بسعيد وهو اسم جده فذكره حين سرده لشراح صحيح البخاري في القعدة ج 1 / ص 546 ) : أبو جعفر : أحمد بن سعيد الداودي ]، إلا أنه قد يقع البعض في الخلط بينه وبين أحمد بن نصر الهواري أبو جعفر (ت319 هـ)؛ وذلك للتشابه الكبير بينهما، إذ أن كنيتهما هي أبو جعفر و لهما نفس اسم الأب أحمد بن نصر، إلا أنهما يختلفان في اسم الجد، إذ أن جد مترجمنا اسمه سعيد ، وجد الثاني اسمه زياد ، وقد نبه إلى هذا التشابه الإمام برهان الدين ابن فرحون أثناء ترجمته للثاني: أبو جعفر أحمد بن نصر بن زياد الهواري في كتابه : " الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب " فقال في 1/46 : " ….وفي المالكيين من يشتبه به وهو أحمد بن نصر الداودي متأخر يأتي ذكره ".

مولده ونشأته:

لم اعثر في جميع المصادر التي ترجمت للدادوي عن سنة ولادته ، إلا أنها أشارت إلى أنه ولد بمدينة المسيلة وقيل ولد بمدينة بسكرة , وهما مدينتان تقعان في الشرق الجزائري، وكل ما نقلته لنا عن نشأته انه كعادة أترابه ولداته في ذلك الوقت حفظ القرآن الكريم و درس علوم العربية من نحو وصرف و بلاغة ، ثم دراسة بعض مختصرات كتب الفقه المالكي، كما هو متعارف عليه عند مدرسي تلك العصور ، ولم تذكر أي شئ عن اسرته أو مجتمعه ، ثم تجدها تنقل لنا سفره لسبب غير معروف – لعله طلب العلم – الى طرابلس الغرب، حيث سكن و استوطن بها.

شيوخه وعصاميته في طلب العلم:

لقد لاحظت في كل المصادر و المراجع التي قرأت فيها عن حياة الداوي، و كذلك لاحظ جميع المترجمين الذين تعرضوا لتتبع حياة الداودي أنه كان عصاميا حيث انه أعتمد في دراساته على مطالعاته، و جهوده وإرادته الشخصية في حب العلم و التعلم ، فكلهم ذكروا انه : " كان درسه وحده لم يتفقه في أكثر علمه على إمام مشهور وإنما وصل بإدراكه "، وليس معنى هذا انه لم يتتلمذ على أي شيخ ، بل انني وجدت أسماء ثلاث شيوخ تلقى عنهم ،وكتب عنهم ، وقد اجازوه بمروياتهم ومؤلفاتهم ، و لعلهم يقصدون ب: " كان درسه وحده " أن هؤلاء الشيوخ لم يكونوا في مرتبة أو منزلة العلماء البارزين المشهورين ، ومما يؤكد صحة ما ذهبت اليه هذه الحادثة التي أوردها القاضي عياض ومفادها: " وبلغني [أحمد بن نصر الداودي] أنه كان ينكر على معاصريه من علماء القيروان سكناهم في مملكة بني عبيد ، وبقاؤهم بين أظهرهم، وأنه كتب إليهم مرة بذلك. فأجابوهالقعدة( أسكت لا شيخ لك)) ، أي لأن درسه كان وحده، ولم يتفقه في أكثر علمه عند إمام مشهور، وإنما وصل الى ما وصل بإدراكه، ويشيرون أنه لو كان له شيخ يفقهه حقيقة الفقه لعلم أن بقاءهم مع من هناك من عامة المسلمين تثبيت لهم على الإسلام، وبقية صالحة للإيمان، وأنهم لو خرج العلماء عن إفريقية لتشرّق من بقي فيها من العامة الألف والآلاف فرجحوا خير الشرين، والله أعلم".

كما نقل الإمام الونشريسي عن القاضي عياض أيضا قوله: "بأن الداودي مقارب المعرفة في العلوم وأن علمه كان بنظره واجتهاده، وغير متلق عن الشيوخ وقد عابه بذلك أهل زمانه" ، ولعله يقصد بذلك أهل القيروان الذين سبق ذكر قصتهم مع الداودي.

على كل حال ها هي ترجمة قصيرة لهؤلاء الشيوخ الثلاثة:

– ابراهيم بن خلف الأندلسي:" سمع أباه ورحل فسمع بكار بن محمد وأبا سعيد بن الأعرابي وغيرهما روى عنه أبو جعفر أحمد بن نصر الداودي ذكر ذلك أبو الوليد هشام بن عبد الرحمن الصابوني في برنامجه وحدث بموطأ مالك رواية أبي المصعب الزهري وعبد الله بن مسلمة القعنبي ويحيى بن يحيى الأندلسي عن الداودي عنه قرأت ذلك بخط محمد بن عياد ".

(ابن الابار البلنسي – التكملة لكتاب الصلة 1/ 116.الترجمة رقم: 336).

– أبو بكر بن عبد الله بن أبي زيد و أخيه عمر بن عبد الله : ولدا الشيخ أبي محمد، كانت له ولأخيه عمر بالقيروان، مكانة جليلة، بأبيهما وتقدمهما. ووليَ قضاء القيروان، قبل الفتنة. ولم يكن فيما بلغني بالمحمود السيرة. وقد رويت عنه كتب أبيه. وكان أدركه صغيراً. وكتب أحمد بن نصر الداودي عنهما.

(القاضي عياض –ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك 7/102-103).

ثناء العلماء ومعاصريه عليه:

رغم ان الداودي لم يدرس على يد علماء و أئمة مشهورين ، الا انه بفضل الله و بعصاميته و جده و اجتهاده ، وبإرادته الفولاذية في التحصيل و الاجتهاد ، وصل إلى مرتبة جعلت علماء عصره يقرون بإمامته في العلم و الفقه ، وببلاغته و حسن بيانه ، وبدقة نظره، وثراء تآليفه، ويثنون عليه في ذلك الثناء العطر ، فها هو مؤرخ الاسلام و بروفيسور الرجال الإمام الذهبي رحمه الله يقول عنه [(تاريخ الاسلام – للذهبي 6/421)]: " أحمد بن نصر: أبو جعفر الأزدي الداودي المالكي الفقيه. كان بأطرابلس المغرب، فأملي بها كتابه في شرح الموطأ، ثم نزل تلمسان. وكان ذا حظ من الفصاحة والجدل".

أما القاضي عياض فقد قال عنه لما ترجم له : "من أئمة المالكية بالمغرب، والمتسعين في العلم المجيدين للتأليف" ، وقال عنه الامام ابن فرحون في ترجمته : " من أئمة المالكية بالمغرب كان فقيها فاضلا متقنا مؤلفا مجيدا له حظ من اللسان والحديث والنظر" ، وقد عده الفقيه أبو العباس أحمد بن محمد أحمد العرفي من " جملة العلماء المحققين، الثقات، الاثبات " ، وقال ابن عبد السلام الهواري في وصفه: "كان فقيهًا فاضلا عالما متيقظًا مجيدًا مؤلفا له حظ في اللسان والجدل" ، ووصفه التسولي فقال: "كان إمامًا متقنا متفننا".

و يكفي للدلالة على مكانته و منزلته خاصة في الحديث الشريف و الفقه المالكي، أن جميع شراح صحيح البخاري ( باستثناء الإمام أبو سليمان الخطابي ) كلهم نقولوا عنه و عن شرحه للصحيح ، فهذا الحافظ ابن حجر العسقلاني قد أورد له – حسب إحصائية قمت بها – في " فتح الباري شرح صحيح البخاري " : 479 بين استشهادا و نقلا لفوائد ، و أورد الكثير من أقواله، مرجحا بها لرأيه مرة ، و مناقشا لها آخرى ، و موهما لها تارة و مصححا لها طورا.
أما بدر الدين العيني الحنفي في " عمدة القاري شرح صحيح البخاري " فقد أورد : 636 بين استشهادا و فائدة.

و الإمام أبو الحسن علي بن خلف ابن بطال في " شرح صحيح البخارى " : فقد أورد 25 بين استشهادا و فائدة.

أما في الفقه بصفة عامة والمالكي منه بصفة خاصة ، فيكفي أن تلقى نظرة على دواوين و أمهات كتب الفقه المالكي و النوازل لتجدها طافحة بالآراء الفقهية و الاجتهادات المبنية على استنباطات من النصوص الشرعية، أو المنبثقة عن نظر دقيق في الوقائع الحادثة مع مراعاة الظروف المحيطة بها، وقرائن الأحوال التي تلتها، التي تبين عن شخصية العالم المميز، المجد الفاهم لروح الشريعة الإسلامية ومقاصدها ، و الملتزم بمراعاة حكمها وأسرارها عند استنباط الأحكام من نصوصها، وتفريع الفروع عليها، وخاصة فيما يتعلق بالضروريات، ولذلك فانه لا يمكن بأي حال إهمال آرائه ولا تغييبها عن مواقع الخلاف الفقهي في المذهب.

و من كتب الفقه والنوازل والقضاء التي احتفظت لنا بهذه الآراء والنوازل والمسائل والفتاوى و الاجتهادات على سبيل المثال فقط:

– " المعيار المعرب عن فتاوى إفريقية والمغرب" للونشريسي.

– " الدرر المكنونة في نوازل مازونة " لأبي زكريا يحي بن موسى المازوني

– " مذاهب الحكام في نوازل الأحكام " للقاضي عياض وولده محمد.

– " درّة عقد الحواشي، على جيد شرحي الزّرقاني والخراشي" و " الأحكام الجوازل، في نُبذ من النّوازل " لأبي راس النّاصري الجزائري.

– " نوازل البرزلي" لأبي القاسم بن احمد بن محمد البرزلي.

– " مواهب الجليل لشرح مختصر الخليل " لشمس الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الطرابلسي المغربي ، المعروف بالحطاب الرُّعيني.

– " الذخيرة في الفقة المالكي " لشهاب الدين أحمد بن إدريس القرافي.

– " الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني" لأحمَد بن غنيمِ بن سالم النفراوي ، الازهري المالكي.

– " جامع الأمهات" لابن الحاجب.

– " تعليق علي المدونة " و" شرح التلقين " و " فتاوى " الإمام محمد بن علي بن عمر بن محمد التميمي المازري.

– فتاوى ابن رشد.

– "الموافقات" لإبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي ، الشهير بالشاطبي.

وغيرها من مصادر الفقه المالكي.

تلامذته:

لقد تخرج على يد هذا العالم خلق كثير، حيث انه أملى مؤلفاته في مجالس التدريس وشرحها و أجاز بها الكثير من علماء و مشايخ عصره ، وطلبته النجباء الذين صار لهم شأن و أي شأن ، و نذكر منهم:

1- أبو عبد الملك مروان بن علي – أبو محمد – الأسدي القطان البوني، نسبة إلى بونة ( مدينة عنابة بالشرق الجزائري ت حوالي سنة 440هـ ): " روى عنه أبو القاسم حاتم بن محمد وقال: لقيته بالقيروان وشهد معنا المجالس عند أهل العلم بها، وكان رجلاً حافظاً نافذاً في الفقه والحديث…. ولازم أبا جعفر الداودي لمدة خمس سنوات فأخذ عنه معظم تآليفه وأخذ عنه حاتم الطرابلسي، أبو عمر بن الحذاء قال عنه حاتم: كان رجلا فاضلا حافظًا نافا في الفقه والحديث، وألف في شرح الموطأ كتاباً مشهورا حسنًا رواه عنه الناس." ((الصلة في الرواة لابن بشكوالالقعدة1/200).

2 – أبو بكر أحمد أبي عمر أبي محمد بن أبي زيد (ت بعد سنة 460هـ) : " الفقيه الإمام الفاضل، العارف بالأحكام والنوازل القاضي العادل، روى التهذيب عن مؤلفه البراذعى، وكان البراذعى يثني عليه كثيرًا، أخذ عن أبي جعفر الداودي وغيره".

3 – هشام بن عبد الرحمن بن عبد الله، يعرف بابن الصابوني: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الوليد( ت 423 هـ ) : " …رحل إلى المشرق فأدى الفريضة وروى هنالك عن أبي الحسن القابسي، وأبي الفضل الهروي، وعن أبي القاسم علي بن إبراهيم التميمي الدهكي البغدادي، وعن أبي جعفر أحمد بن نصر الداودي وغيرهم. وكان خيراً فاضلاً، عفيفاً طيب الطعمة. مخزون اللسان، جيد المعرفة، حسن الشروع في الفقه والحديث. دؤباً على النسخ، جماعاً للكتب، جيد الخط. وله كتاب في تفسير البخاري على حروف المعجم كثير الفائدة".

4 – أحمد بن سعيد بن علي الأنصاري القناطري، المعروف: بابن الحجال، من أهل قادس، يكنى: أبا عمر.( ت سنة 428 هـ): " سمع بقرطبة، ورحل إلى المشرق ولقي أبا محمد بن أبي زيد، وأبا جعفر الداودي، وأكثر عنه وعن غيره".

5 – أحمد بن محمد بن ملاس الفزاري. من أهل إشبيلية، يكنى: أبا القاسم ( ت سنة 435 هـ ): " له رحلةٌ إلى المشرق لقي فيها أبا الحسن بن جهضم، وأبا جعفر الداودي وأخذ عنهما وعن غيرهما. وسمع بقرطبة: من أبي محمد الأصيلي، وأبي عمر بن المكوي، وابن السندي، وابن العطار وغيرهم،

وكان: متفننا في العلم، بصيراً بالوثائق مع الفضل والتقدم في الخبر. ذكره ابن خزرج وقال: توفي سنة خمسٍ وثلاثين وأربع مائة، ومولده سنة سبعين وثلاث مائة."

6 – أحمد بن محمد بن يحيى القرشي الأموي الزاهد، يعرف: بابن الصقلي سكن القيروان.( ت 431 هـ): " …ذكره ابن خزرج وقال: كان منقطعاً في الصلاح والفضل. قديم العناية بطلب العلم بالأندلس وغيرها. من شيوخه أبو محمد بن أبي زيد، وأبو جعفر الداودي، وأبو الحسن ابن القابسي، أبو عبد الله محمد بن خراسان النحوي، وعتيق بن إبراهيم وجماعة سواهم."

7 – عبد الرحمن بن عبد الله بن خالص الأموي: من أهل طليطلة، يكنى أبا محمد ( ت ؟؟): " …له رحلةٌ إلى المشرق روى فيها عن أبي جعفر الداودي وغيره."

هل الداودي هو أول شارح لصحيح البخاري؟:

ذكر الشيخ عبد الرحمن الجيلالي – حفظه الله – أن شرحه هذا هو أول شرح لصحيح البخاري ، وتبعه في ذلك عادل نويهض في معجمه وغيره من المهتمين ، وهذا غير صحيح في نظري ، وإن كان فيها من نفسي شئ – و الله أعلم – لأن أول من وضع شرحا على صحيح البخاري هو أبو سليمان حمد بن محمد الخطاب البستي (ت 388 ) في كتابه ( أعلام الحديث أو أعلام السنن) ، يأتي بعده شرح مترجمنا الداودي، وان كان بعض الاخوة يشكك في هذه المعلومة ولا يحملها على إطلاقها وذلك لأن أبا جعفر الداودي معاصر للخطابي وتوفي عام 402 ( بين وفاتهما 4 سنوات ) ،فما الذي يجزم أن الخطابي هو صاحب الأولية ؟ فما المانع بأن يكون الداودي قد ألفه في نفس الفترة أو قبل تأليف الخطابي ؟ زيادة على ذلك فإن علماء السنة عندما تحدثوا عن أول من صنف في السنة ذكروا كوكبة من العلماء منهم الربيع بن صبيح وشعبة ومالك وقالوا إنهم في عصر واحد ولم يجزموا بأولية أحد ؟ ومما يزيد في الشك ان الخطابي ألف شرحه للجامع الصحيح في أخريات حياته أي بعد تصنيفه لمعالم السنن لشرح سنن أبي داود ، فجعل أعلام الحديث أو أعلام السننمكملاً لما ذكره في معالم السنن، يقول في المقدمة: "وقد تأملت المشكل من أحاديث هذا الكتاب فوجدت بعضها قد وقع ذكره في معالم السنن مع الشرح له والإشباع في تفسيره " وقد يكون بعض العلماء اعتبروه أول شرح للصحيح لشهرة الكتاب و تعدد طبعاته ، وشهرة مؤلفه واهتمام العلماء به مقارنة بالداودي رحمهما الله و جزاهما الله خيرا، والسؤال يبقى مطروحا، وقابل للمناقشة.

وما يمكنني الجزم به هو أن الداودي يعتبر أول شارح للجامع الصحيح في الجزائر و المغرب العربي ( الغرب الإسلامي).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.