سؤال 67 : ما حكم من أحب عالماً أو داعية، وقال : إني أحبه حبًا كثيرًا، لا أريد أن أسمع أحداً يرد عليه،
وأنا آخذ بكلامه حتى وإن كان مخالفاً للدليل،
لأن هذا الشيخ أعرف منا بالدليل ؟ .
جواب : هذا تعصب ممقوت مذموم، ولا يجوز .
نحن نحب العلماء – و لله الحمد-، ونحب الدعاة في الله عز وجل،
لكن إذا أخطأ واحد منهم في مسألة فنحن نُبَيِّن الحق في هذه المسألة بالدليل،
ولا يُنقص ذلك من محبة المردود عليه، ولا من قدره
يقول الإمام مالك – رحمه الله – :
(( ما مِنَّا إلا رادٌ ومردودٌ عليه؛ إلا صاحب هذا القبر )) .
يعني : رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا رددنا على بعض أهل العلم، وبعض الفضلاء؛ ليس معنى هذا أننا نبغضه أو نتنقصه، وإنما نُبَيِّن الصواب، ولهذا يقول بعض العلماء لما أخطأ بعض زملائه، قال :" فلان حبيبنا، ولكن الحق أحب إلينا منه"، هذا هو الطريق الصحيح.
ولا تفهموا أن الرَّد على بعض العلماء في مسألة أخطأ فيها معناه تَنَقُّص لـه أو بُغض، بل ما زال العلماء يرد بعضهم على بعض، وهم أخوة ومتحابون .
ولا يجوز لنا أن نأخذ كل ما يقوله الشخص أخذاً مسلّماً؛ أصاب أو أخطأ، لأن هذا تعصُّب.
الذي يؤخذ قوله كله ولا يترك منه شيئاً هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأنه مبلِّغ عن ربه، لا ينطق عن الهوى، أما غيره فهم يخطئون ويصيبون، وإن كانوا من أفضل الناس، هم مجتهدون يخطئون ويصيبون .
ليس أحد معصومًا من الخطأ إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
يجب أن نعرف هذا، ولا نتكتّم على الخطأ محاباة لفلان، بل علينا أن نُبَيِّن الخطأ.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم :"الدين النصيحـة" قلنا : لمن ؟ قال : لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم".
وبيان الخطأ من النصيحة للجميع، وأما كتمانه فهو مخالف للنصيحة"
الأجوبة المفيدة على أسئلة المناهج الجديدة : لفضيلة الشيخ الفوزان حفظه الله
|