تخطى إلى المحتوى

أما الليالي والأيام تهدم الآجال 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

أما الليالي والأيام تهدم الآجال

عباد الله أما الليالي والأيام تهدم الآجال..؟

أما مآل المقيم في الدنيا إلى الزوال..؟

أما آخر الصحة يؤول إلى الاعتلال..؟

أما غاية السلامة نقصان الكمال..؟

أما بعد استقرار المنى هجوم الآجال..؟

أما أنبئتم عن الرحيل وقد قرب الانتقال..؟

أما بانت لكم العبر وضربت لكم الأمثال..؟

وعزيز ناعم ذل له كل صعب المرتقى وعر المرام
فكساه بعد لين ملبسا خشنا بالرغم منه في الرغام

ووجوه ناضرات بدلت بعد لون الحسن لونا كالقتام
وشموس طالعات أفلت بعد ذاك النور منها بالظلام
ومنيف شامخ بنيانه لين الأعطاف مهتز القوام
أف للدنيا فما شيمتها غير نقض العقد أو خفر الذمام
فاستعدوا الزاد تنجوا واعملوا صالحا من قبل تقويض الخيام

يا متعلقا بزخرف يروق بقاؤه كلمح البروق…

يا مضيعا في الهوى واجبات الحقوق…

تبارز الخالق وتستحي من المخلوق..؟

يا مؤثرا أعلى العلالي ساترا ذلك الفسوق…

ألا سترى ذلك الفسوق…؟

يا متولها مهاد الهوى وهو في سجن الردى مرموق، إبك على نفسك العليلة فإنك بالبكاء محقوق.

عجبا لمن رأى فعل الموت لصحبه وأيقن بتلفه، وما قضى نحبه وسكن الإيمان بالآخرة في قلبه، ونام غافلا على جنبه، ونسي جزءاه على جرمه وذنبه، وأعرض إلى ريه من الهوى عن ربه، كأني به وقد سقي كأس حمام يستغيث من شربه، وأفرده الموت عن أهله وسربه ونقله إلى قبره ذل فيه بعد عجبه.

فياذا اللب جز على قبره وعج به لقد خرقت المواعظ المسامع، وما أراه انتفع به السامع لقد بدا نور المطالع لكنه أعمى المطالع، ولقد بانت العبر بآثار الغير لمن اغتر بالمصارع، فما بالها لا تسكب المدامع..؟

يا عجبا لقلب عند ذكر الحق غير خاشع لقد نشبت فيه مخالب المطامع.

يا من شيبه قد أتى هل ترى ما مضى من العمر براجع..؟

انتبه لما بقي وانته وراجع، فالهول عظيم والحساب شديد، والطريق شاسع إن عذاب ربك لواقع ماله من دافع.

المصدر:
كتاب الكبائر – للإمام الذهبي – ص: ( 105، 106 )
منقول من شبكة نور اليقين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك على الموضوع الجميل و المفيد
جزاك الله الف خير
ننتظر ابداعاتك الجميلة بفارغ الصبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.