يقول الكتاب المقدس: (16ثُمَّ رَحَلُوا مِنْ بَيْتِ إِيلَ. وَلَمَّا كَانَ مَسَافَةٌ مِنَ الأَرْضِ بَعْدُ حَتَّى يَأْتُوا إِلَى أَفْرَاتَةَ وَلَدَتْ رَاحِيلُ وَتَعَسَّرَتْ وِلاَدَتُهَا. 17فَقَالَتِ الْقَابِلَةُ لَهَا: «لاَ تَخَافِي لأَنَّ هَذَا أَيْضاً ابْنٌ لَكِ». 18وَكَانَ عِنْدَ خُرُوجِ نَفْسِهَا (لأَنَّهَا مَاتَتْ) أَنَّهَا دَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ أُونِي». وَأَمَّا أَبُوهُ فَدَعَاهُ بِنْيَامِينَ. 19فَمَاتَتْ رَاحِيلُ وَدُفِنَتْ فِي طَرِيقِ أَفْرَاتَةَ (الَّتِي هِيَ بَيْتُ لَحْمٍ).) تكوين 35: 16-19
وهذا يعنى أن راحيل أم يوسف قد ماتت مباشرة عقب ولادتها لبنيامين الأخ الشقيق الأصغر ليوسف.
إلا أن نبوءة نبى الله يوسف فى سفر التكوين تقول: (9ثُمَّ حَلُمَ أَيْضاً حُلْماً آخَرَ وَقَصَّهُ عَلَى إِخْوَتِهِ. فَقَالَ: «إِنِّي قَدْ حَلُمْتُ حُلْماً أَيْضاً وَإِذَا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَأَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً سَاجِدَةٌ لِي». 10وَقَصَّهُ عَلَى أَبِيهِ وَعَلَى إِخْوَتِهِ فَانْتَهَرَهُ أَبُوهُ وَقَالَ لَهُ: «مَا هَذَا الْحُلْمُ الَّذِي حَلُمْتَ! هَلْ نَأْتِي أَنَا وَأُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ لِنَسْجُدَ لَكَ إِلَى الأَرْضِ؟» 11فَحَسَدَهُ إِخْوَتُهُ وَأَمَّا أَبُوهُ فَحَفِظَ الأَمْرَ.) تكوين 37: 9-11
فهل أتت أم يوسف لتسجد له تبعاً لقول يعقوب وحلم يوسف؟ أم هذه رؤيا كاذبة؟ ألم يُمِيتها الرب بعد ولادة بنيامين كما ذُكِرَ من قبل؟ كما توفيت خالته ليئة ودفنت فى مغارة المكفيلة (قبل دخول مصر). فمن هى أمه التى قصدها يعقوب؟ فهى لم تكن بالطبع احدى سريراته ، حيث لا يُطلق على السرارى أم ، بل يُطلق عليهم زوجاته. فمعنى هذا أن أمه راحيل لم تمت وظلت حية حتى يصدق قول يعقوب ويوسف. أو كذبنا يعقوب ويوسف وصدقنا ما قيل فى (تكوين 35: 18-19). وبالطبع فإن نقطة سجود الأم له فى الرؤيا لم تتحقق فى الواقع. فهل أوحى الله هذا التخبط؟
وفى هذه الحالة يجب علينا إذن إنكار رؤية يوسف عليهما السلام، وإنكار نبوته، ويكون جزاؤه القتل! (20وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلاماً لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ. 21وَإِنْ قُلتَ فِي قَلبِكَ: كَيْفَ نَعْرِفُ الكَلامَ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ؟ 22فَمَا تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلمْ يَحْدُثْ وَلمْ يَصِرْ فَهُوَ الكَلامُ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ بَل بِطُغْيَانٍ تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ فَلا تَخَفْ مِنْهُ».) تثنية 18: 20-22
والغريب أن يُصرَّ الكتاب على أن يبلغ يعقوب ابنه يوسف بموت أمه، على الرغم من علم يوسف بهذا. ففارق السن بين يوسف وأخيه بنيامين كان عشر سنوات، وكان موجوداً مع أبيه عند موت أمه ودفنها فى ذلك الوقت ، لأنه ظل مع أبيه حتى بلغ 17 سنة ، قبل أن يبيعه أخوته. فلماذا أخبره أبوه بموت أمه مرة أخرى؟