تخطى إلى المحتوى

آداب اسلامية لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله 2024.

بسم الله الرحمان الرحيم


الحمد لله الذي وفق من شاء من عباده لمكارم الأخلاق وهداهم لما فيه فلاحهم وسعادتهم في الدنيا ويوم التلاق وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الكريم الخلاق وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أفضل الخلق على الإطلاق صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما
أما بعد
أيها الناس اتقوا الله تعالى وأعملوا أن الله بعث محمداً صلى الله عليه وسلم ليتمم به الدين وليتمم به مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب ولقد تممها صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله وترك الأمة على طريق بيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك إن الآداب التي شرعها الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم آداب شاملة عامة آداب في الأكل والشرب وآداب في اللباس والنوم وآداب في معاملة الناس وآداب في كل شيء شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم شاملة لجميع ما يحتاج الناس إليه في دينهم وديناهم قال الله عز وجل(وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ )(النحل: من الآية89) أما الآداب التي في الأكل والشرب فقد علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته أن يقولوا عند الأكل والشرب باسم الله إذا أراد الإنسان أن يأكل أو يشرب فليقل باسم الله وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من لم يسمي الله شاركه الشيطان في أكله وشربه وأمرهم صلى الله عليه وسلم أن يأكلوا باليمين ويشربوا باليمين ونهاهم عن الأكل بالشمال والشرب بالشمال وقال إن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله فلا يحل لمؤمن بالله واليوم الآخر أن يأكل بشماله أو يشرب بشماله ولقد كثر مع الآسف كثر مع الناس اليوم أن يأكلوا بالشمال ويشربوا بالشمال وهذا من تزيين الشيطان لهم و إلا فخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلم النبي صلى الله عليه وسلم الآكل مع غيره أن يأكل مما يليه ولا يأكل من حوايف الناس لأن ذلك سوء أدبٍ مع جليسه وقال صلى الله عليه وسلم إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها وأما اللباس فإن السنة فيه أن يبدأ الإنسان عند اللبس باليمين فيدخل يده اليمنى في الثوب قبل اليسرى ويدخل رجله اليمنى في النعال والسراويل قبل اليسرى وأما عند الخلع فبالعكس فيخلع اليسرى قبل اليمنى وذلك من أجل تكريم اليمنى على اليسرى وتفضيلها وإذا لبس الإنسان شيئاً جديداً من ثوب أو سروال أو غترة أو مشلح أو نعال أو غيرها فليحمد الله الذي رزقه إياه من غير حول منه ولا قوة وينبغي للمر إذا أنعم الله عليه أن يختار من الثياب أجملها من غير فخر فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله جميل يحب الجمال وحرم النبي صلى الله عليه وسلم على ذكور أمته أن يلبسوا الحرير والذهب وحرّم على الرجل أن ينزل ثوبه أو سرواله عن كعبيه وقال ما أسفل من الكعبين ففي النار فلا يحل لأمري من الرجال أن ينزل ثوبه أو مشلحه أو سرواله عن كعبيه فإن فعل ذلك عذب عليه في النار كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وقال صلى الله عليه وسلم ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب ) وأما النوم فإن السنة فيه أن ينام الإنسان على الجنب الأيمن وأن ينام على طهارة لأن النوم وفاة صغرى قال الله تعالى ( وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمّىً ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (الأنعام:60) وقال سبحانه وتعالى (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً )(الزمر: من الآية42) فناموا على طهارة لاسيما إذا كان الإنسان جنباً فإنه لا ينام إلا بعد أن يغتسل فإن لم يغتسل فليتوضأ لأن الوضوء يخفف الجنابة وينبغي للإنسان عند النوم إذا أوى إلى فراشه أن يقرأ آية الكرسي وهي قوله تعالى ( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) (البقرة:255) فإن من قرأها في ليله لم يزل عليه من الله حافظ في نفسه وماله ولا يقربه شيطان حتى يصبح وكان صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ من منامه يقول الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور وقال صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ أحدكم من نومه فليقل الحمد الذي رد عليّ روحي وعافاني في جسدي وأذن لي بذكره أما الآداب في معاملة الناس فقد جاءت شريعة الله بأكملها فحث رسول الله صلى الله عليه وسلم على حسن الخلق وقال أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وقال لا تحقرنّ من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق وأمر بكل ما يجلب المودة والمحبة بين المؤمنين وجعل في ذلك أجراً وخيراً فقال صلى الله عليه وسلم والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم وقال صلى الله عليه وسلم إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام وأمر بالصدق في كل شيء وقال إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً ولقد شملت الآداب الإسلامية كل شيء حتى الرجل عندما يريد أن يقضي حاجة بول أو غائض فقد جاءت الشريعة بالآداب عند ذلك فإذا أراد أن يدخل محل قضاء الحاجة فليقل بسم الله أعوذ بالله من الخبث و الخبائث ويقدم رجله اليسرى وإذا خرج قدم رجله اليمنى وقال غفرانك الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني ومن الآداب الإسلامية أن يستعمل الإنسان يده اليمنى عند الأخذ والإعطاء فيأخذ بيمينه ويعطي بيمينه ولا يستعمل اليسار إلا من عذر عباد الله اتقوا الله تعالى وتأدبوا بالآداب الإسلامية لترتقوا إلى الكمال الخلقي والتعاملي وتفوزوا بخير الدنيا والآخرة واسمعوا قول الله عز وجل (يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً) وفقني الله وإياكم لصالح الأعمال ومحاسن الآداب وجعلنا هداة مهتدين دعاة مصلحين أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

موقع الشيخ رحمه الله

بارك الله فيكم على النقل الطيب
بارك الله فيك جزاك الله خير.

جزاكم الله خيرا على مروركم الطيب

شكررراااااااااااااااااااا
بوركتم على النقل المميز
و فيكم بارك الله و جزاكم خيرا

جزاكم الله خيرا
بارك الله فيك
القعدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.