إن الحياء ليس الخجل الذي يعتبره كثير من الناس ، أو يعتري كثيراً من الناس ، لأن الخجل قد يكون من المعصية ، وقد يكون من الطاعة ، بل إن هناك فئة من الناس يخجلون من الانتساب للإسلام والعياذ بالله .
الحياء الشرعي هو الذي يحفظ العينين من النظر إلى الحرام ، ويحفظ الأذنين من سماع الباطل بكل أنواعه ، ويحفظ اللسان من الكذب والغيبة والنميمة والبهتان ، ويحفظ البطن من أكل الحرام ، ويحفظ اليدين من السرقة والبطش والمس المحرم ، ويحفظ الرجلين من السعي للحرام .. يضبط الجوارح كلها .
فال ابن القيم: والحياء من الحياة ، وعلى حسب حياة القلب يكون فيه قوة خلق الحياء . قلة الحياء من موت القلب والروح.
الحياء سيد الأخلاق فهو مفتاح لكل خير وسعادة، ومغلاق لكل شر وتعاسة، مفتاح لكل الطاعات، مغلاق لكل المعاصي والموبقات، مغلاق للنار، مفتاح للجنات.
تعريف الحياء: قال الحافظ ابن حجر: «خُلق يبعث صاحبه على اجتناب القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق» [فتح الباري:1/68]
من فضائل الحياء:
قال ابن القيم -رحمه الله-: «خُلق الحياء من أفضل الأخلاق وأجلها وأعظمها قدرًا وأكثرها نفعًا بل هو خاصة الإنسانية، فَمَن لا حياء فيه فليس معه من الإنسانية إلا اللحم والدم وصورتهما الظاهرة كما أنه ليس معه من الخير شيء» [مفتاح دار السعادة 227].
والمراد بالحياء في هذه الأحاديث ما يكون شرعياً، والحياء هو خلق يبعث على ترك القبيح .
والحياء الذي ينشأ عنه الإخلال بالحقوق ليس حياءاً بل هو عجز ومهانة ،
وقفات حول الحياء
عَنْ اَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اَشَدَّ حَيَاءً مِنْ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا ،فَإذَا رَأى شَيْئاً يَكْرَهُهُ عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ .
{ قــولــه :
( أشد حياء من العذراء ) أي البكر،
وقوله ” في خدرها ”أي في سترها
وَقَالَ مُجَاهِدٌ
لَا يَتَعَلَّمُ الْعِلْمَ مُسْتَحْيٍ وَلَا مُسْتَكْبِرٌ
وَقَالَتْ عَائِشَةُ نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الْاَنْصَارِ لَمْ يَمْنَعْهُنَّ الْحَيَاءُ اَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِي الدِّينِ .
وأما ما يقع سبباً لترك أمر شرعي فهو مذمــوم،وليس هو بحيــاء وإنما هو ضعــف ومهـانــة ،
وهو المراد بقول مجاهد : لا يتعلم العـلم مستحـي . }
و كان من أم سليم في الحديث المروي ،
عَنْ اُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ جَاءَتْ اُمُّ سُلَيْمٍ اِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنْ الْحَقِّ فَهَلْ عَلَى الْمَرْاَةِ مِنْ غُسْلٍ اِذَا إحْتَلَمَتْ
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا رَاَتْ الْمَاءَ
فَغَطَّتْ اُمُّ سَلَمَةَ تَعْنِي وَجْهَهَا وَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أوَتَحْتَلِمُ الْمَرْاَةُ ؟قَالَ نَعَمْ تَرِبَتْ يَمِينُكِ فَبِمَ يُشْبِهُهَا وَلَدُهَا .
{ قـولــــه :
( إن الله لا يستحيي من الحق )
قدمت هذا القول تمهيداً لعذرها في ذكـر ما يستحيي منه ،
والمراد بالحياء هنا معناه اللغوي، إذ الحياء الشرعي خيـر كلـه.
فيحمل هنا على أن المراد أن الله لا يأمر بالحياء في الحق،
أو لا يمنع من ذكر الحق .}
عَنْ أنَسٍ ،
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ
” اِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا وَخُلُقُ الإسْلاَمِ الْحَيَاءُ ” .
بارك الله فيك أخي على هذه التوضحة
|
الموضوع فعلاااا تحفة
وردك حقا رائع شكرا لكِ
إقرا جيـ ـ دا ما بيـ ن السـ ـطور