الشيخ أحمد الزهراني-حفظه الله-، يقول السائل[1]: ما حكم من يقوم باختراق المنتديات في الإنترنت وأجهزة الكمبيوتر والاطلاع على محتوياتها ونشرها على الملأ بحجة أنه يبحث عن دليل للدفاع عن نفسه؟. وما نصيحتكم لمن يقوم بهذا العمل؟.
فضيلة الشيخ محمد بن عمر بازمول-حفظه الله-: حكم ذلك مما يظهر لي والله أعلم أنه حرام، لأنه من باب التعدي على حقوق الآخرين، وإذا كان الرسول-صلى الله عليه وسلم-يقول فيما أخرجه البخاري: (من تسمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صب في أذنه الآنك يوم القيامة)يعني: الرصاص المذاب، فما بالك بمن يخترق أجهزة أو مواقع أناس يكرهون أن يخترقها أو يتعدى عليها ويطلع على خصوصياتهم؟، فإذا كان مجرد التسمع يعرض الشخص لأن يصب في أذنه الآنك يوم القيامة.
كلمة على الهامش: حديث (من تسمع إلى قينة صب في أذنه الآنك يوم القيامة) هذا حديث ضعيف جدًا أو ضعيف.
لكن حديث: (من تسمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صب في أذنه الآنك يوم القيامة)هذا حديث أخرجه البخاري.
أقول: فإذا كان هذا حكمه في هذا التصرف! فما بالك بمن يدخل جهاز الناس، يخترق الجهاز، يخترق الموقع، يخترق كذا ويتعدى على أمورهم وعلى شؤونهم وهم له كارهون؟، لا شك أنه معرض إلى هذه العقوبة، والرسول-صلى الله عليه وسلم-يقول: (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه)[2]، والعرض يشمل الأهل والزوجة وموضع العورة منه، كل ما يكون محلًا للذم أو العيب فيه، وخصوصيات الإنسان كذلك هي من عورته التي لا يريد أن يطلع عليها وله في ذلك الخيار، فالتعدي عليهم بالاختراق على هذه الصورة فيما يظهر لي والله أعلم بحسب دلالات الأدلة التي ذكرتها أنه حرام لا يجوز والله أعلم[3].
لسماع المادة الصوتية: (حكم من يقوم باختراق المنتديات في الإنترنت وأجهزة الكمبيوتر)
قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد الثلاثاء الموافق: 2/ جمادى الأولى/ 1445 للهجرة النبوية الشريفة.
[1] أبو عبيدة منجد الحداد
[2] أخرجه أحمد (2/277 ، رقم 7713) ، ومسلم (4/1986 ، رقم 2564)
[3] من محاضرة (العلم بالتعلم) 24/ ربيع الثاني/ 1445 للهجرة النبوية الشريفة.
المصدر شبكة سحاب