ما حكم رفع اليدين في الدعاء؟
المفتي: عبدالعزيز بن باز
الإجابة:
رفع اليدين في الدعاء سنة، ومن أسباب الإجابة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صِفراً " (أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجة وصححه الحاكم)، ولقوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى طيب ولا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: { كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ}، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً} ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك " (أخرجه مسلم في صحيحه).
فذكر عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث أن مد اليدين إلى السماء من أسباب الإجابة لولا المانع المذكور في الحديث، وهو أكل الحرام.
ولأنه صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه في الدعاء، كما في الاستسقاء ودعائه على الصفا والمروة في حجه وعمره، وفي مواضع أخرى.
لكن المواضع التي لم يرفع فيها النبي صلى الله عليه وسلم لا يجوز الرفع فيها لأن فعله سنة وتركه سنة عليه الصلاة والسلام، وذلك مثل الدعاء بين السجدتين والدعاء في آخر الصلاة قبل السلام فإنه لا يشرع الرفع فيه لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرفع في ذلك، وهكذا الدعاء بعد الصلوات الخمس بعد الفراغ من الذكر فإنه لا مانع من الدعاء بينه وبين نفسه بعد الذكر لوجود أحاديث تدل على ذلك ولكن لا يشرع في ذلك رفع اليدين، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك والواجب على المسلمين جميعاً التقيد بالكتاب والسنة في كل شيء والحذر من مخالفتهما، والله ولي التوفيق.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
مجموع فتاوى و رسائل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – المجلد الحادي عشر.
وايضا حكم رفع الايادي للدعاء بعد خطبة الجمعة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
ثم إنه من السنة أن تشتمل خطبة الإمام على دعاء للمسلمين بما فيه خير الدنيا والآخرة اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وكان أئمة المسلمين بعده يفعلون ذلك، ففي المسند وصحيح مسلم عن حصين بن عبد الرحمن السلمي قال: كنت إلى جنب عمارة بن رويبة السلمي وبشر يخطب، فلما دعا رفع يديه، فقال عمارة: يعني قبح الله هاتين اليدين رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب إذا دعا يقول هكذا ورفع السبابة وحدها.
فعمارة أثبت الدعاء وأقره، وأنكر رفع اليدين فيه أثناء الخطبة، ويستحب للمأمومين أن يؤمنوا على دعائه ويكون ذلك سراً لئلا يحصل تشويش إذا رفعوا أصواتهم بالتأمين، هذا مذهب المالكية وغيرهم.
والله أعلم.
من شبكة اسلام ويب
بارك الله فيك أخي صهيب
رزقكم الله الشهادة في سبيله