أرسلت السؤال من قبل ولم يرسل إلي رقم السؤال السؤال نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الترجل إلا غبا ما معنى هذا وهل ينافي من كان له شعر فليكرمه مع الدليل ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه مما لا شك فيه أن الإسلام ندب أتباعه إلى النظافة بما في ذلك تسريح شعر الرأس واللحية، قال الله تعالى: يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ [الأعراف:31].
ومن هذا المعنى جاء حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كان له شعر فليكرمه. رواه أبو داود.
إلا أنه من المعلوم في نهج الإسلام أنه يدعو إلى التوسط والاعتدال وعدم المغالاة في كل شيء، ولو كان ذلك في أمور العبادة.
وعليه؛ فإن الحديث الوارد في إكرام الشعر وتسريحه أصل في إباحة هذا الفعل ما دام في حدود التوسط، فإذا خرج عن ذلك إلى المغالاة صار منهياً عنه، وعلى هذا يفسر حديث عبد الله بن مغفل الوارد في النسائي، ولفظه: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الترجل إلا غبا.
قال السندي في شرحه لهذا الحديث قوله: إلا غبا: أن يفعل يوماً ويترك يوماً، والمراد كراهة المداومة عليه، وخصوصية الفعل يوماً والترك غير مراد.
ويشهد لما ذكرناه من طريقة الجمع بين الحديثين ما أخرجه النسائي: أن رجلاً من الصحابة يقال له: عبيد قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن كثير من الإرفاه.
قال ابن حجر في الفتح بعد أن ساق هذا الحديث: فيه إشارة إلى أن الوسط المعتدل منه لا يذم، وبذلك يجمع بين الأخبار.
والله أعلم.
1756 حدثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى بن يونس عن هشام عن الحسن عن عبد الله بن مغفل قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الترجل إلا غبا حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد عن هشام عن الحسن بهذا الإسناد نحوه قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح .
الشرح:
قوله : ( عن هشام ) هو ابن حسان الأزدي الفردوسي ( عن الحسن ) هو البصري .
قوله : ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الترجل ) قال في النهاية : الترجل والترجيل : تسريح الشعر وتنظيفه وتحسينه انتهى ( إلا غبا ) بكسر الغين المعجمة وشدة الموحدة . قال القاضي : الغب أن يفعل يوما ويترك يوما والمراد به النهي عن المواظبة عليه والاهتمام به لأنه مبالغة في التزيين وتهالك في التحسين انتهى . وقال في النهاية : زر غبا تزدد حبا ، الغب من أوراد الإبل أن ترد الماء يوما وتدعه يوما ثم تعود فنقله إلى الزيارة وإن جاء بعد أيام ، يقال غب الرجل إذا جاء زائرا بعد أيام ، وقال الحسن : في كل أسبوع ، ومنه الحديث : أغبوا في عيادة المريض أي لا تعودوه في كل يوم لما يجد من ثقل العواد انتهى . والحديث يدل على كراهة الاشتغال بالترجيل في كل يوم لأنه نوع من الترفه . وقد ثبت عن فضالة بن عبيد عند أبي داود أنه قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهانا عن كثير من الإرفاه .
فإن قلت : ما وجه التوفيق بين حديث الباب وبين ما رواه النسائي عن أبي قتادة أنه كانت له جمة ضخمة فسأل النبي صلى الله عليه وسلم ، فأمره أن يحسن إليها ، وأن يترجل كل يوم ، ورجال إسناده كلهم رجال الصحيح ؟
قلت : قال المناوي : حديث أبي قتادة محمول على أنه كان محتاجا للترجيل كل يوم لغزارة شعره : أو هو لبيان الجواز . وذكر الحافظ السيوطي في حاشية أبي داود قال الشيخ ولي الدين العراقي في حديث أبي داود : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمتشط أحدنا كل يوم . هو نهي تنزيه لا تحريم ، والمعنى فيه أنه من باب الترفه والتنعم فيجتنب ، ولا فرق في ذلك بين الرأس واللحية ، قال : فإن قلت روى الترمذي في الشمائل عن أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر دهن رأسه وتسريح لحيته ، قلت : لا يلزم من الإكثار التسريح كل يوم بل الإكثار قد يصدق على الشيء الذي يفعل بحسب الحاجة .
فإن قلت : نقل أنه كان يسرح لحيته كل يوم مرتين .
قلت : لم أقف على هذا بإسناد ولم أر من ذكره إلا الغزالي في الإحياء ولا يخفى ما فيه من الأحاديث التي لا أصل لها . إنتهى المقصود من النقل عن كتاب تحفة الأحواذي على المكتبة الاسلامية التابعة لموقع اسلام ويب.
المصدر.
الكتب – سنن الترمذي – كتاب اللباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم – باب ما جاء في النهي عن الترجل إلا غبا- الجزء رقم3
جزاك الله خيرا تقبل مرور
أين أنت افتقدتك.