قناعتي هي التالية: مهما حاولنا, لن يصبح المسيحي مسلماً و لا المسلم مسيحي, و لكن وجب علينا الإصغاء و فهم بعضنا بعضاً مع التمسك بدياناتنا.
أنا أوافق صاحب المقالة بأن الفوارق بين الديانتين صغيرة. و لكن لا أرى أن الإنجيل محرف.
صحيح أنك تستطيع إيجاد نسخات لا تتطابق حرفياً, و لكنك لا تستطيع إيجاد نسختان لا تتطابقان بالمعى و بروح الكلام المكتوب!! نسخات الإنجيل مختلفة لأنها كلها بالأصل ترجمات إلى عدة لغات للنصوص الأصلية للإنجيل و التي هي مكتوبة باللاتينية و اليونانية و المحفوظة في الفاتيكان. على كل حال, فالكلام و معناه في الإنجيل يهمنا أكثر من صف الأحرف. فما الفرق بين جملة "خرجت من البيت" و "أغلقت باب بيتي و مضيت " إلا استعمال كلمات مختلفة؟؟ فالمعنى هو هو.
الإنجيل غير محرف لأنه لا يوجد تناقضات فيه, و إذا كان محرفاً فالذي حرفه هو شخص عبقري للغاية لأنه قد "فبرك" كتاب سماوي خالٍ من التناقضات…
و أما النقطة الثانية التي أختلف فيها مع الكاتب أن الإنجيل قد تنبأ بقدوم النبي محمد!! و قد استشهد الكاتب ببعض الآيات من الإنجيل (المحرف بالنسبة له!!) التي برأيه تشير بوضوح إلى قدوم النبي محمد.صلى الله عليه وسلم
في الحقيقة إن تلك الآيات عامة جداً و يجوز تطبيقها على أي نبي أو رسول و ليست بالضرورة خاصة النبي محمد.
———————————-
( وأعلنوا في الطريق : قد اقترب ملكوت السماوات )
[ هذه وصية يسوع المسيح وتعليماته لتلاميذه الأثنى عشر عندما أرسلهم لهداية الناس في أرض الله الواسعة , فلماذا يعلنوا عن اقتراب ملكوت السماوات إذا لم يكن هذا الأمر هام وآت من وحي إلهي؟ ]
———————————-
هذا تعليق الكاتب على هذه الآية و المعروف في المسيحية أن ملكوت السموات هو يوم القيامة و ليس يوم الذي سيجيئ فيه النبي محمد!!صلى الله عليه وسلم
———————————-
_ في يسوع تتم نبوءة أشعيا : الفصل 12
أوحي إلى النبي أشعيا عن السيد المسيح هذا الكلام :
( سأفيض روحي عليه فيبشر الأمم بالحق )
[ أليس محمد ورسالته هو الحق الذي تشير إليه هذه العبارة ]
———————————-
أولاً الله وحده حق, أما الأنبياء فقد تكلموا بالحق.
ثانياً, أشعيا هو نبي يهودي أتى قبل المسيح و بشر بقدومه. فأين النبي محمدصلى الله عليه وسلم من كل هذا؟؟
———————————-
_ في مثل الكرامين القتلة : الفصل 21
( لذلك أقول لكم : إن ملكوت الله سينزع عنكم , ليسلم إلى أمةٍ تجعله يخرج ثمره )
[ في هذا دلالة واضحة على انتقال ملكوت الله ( خلافة الله ) إلى أمةٍ أخرى ألا وهي أمة محمد صلى الله عليه وسلم والفتوحات الإسلامية العظيمة التي شهدها التاريخ أخرجت ثمره لان السيد المسيح وأتباعه اضطهدوا وقتل أكثرهم من الوثنيين ومن بني اسرائيل ولم يستطيعوا إنشاء دولة قوية قادرة على فتح البلاد أثناء وجود السيد المسيح وتلاميذته الحواريين ]
———————————-
صراحة, ما كتبه كاتب المقالة هذا يضحك كل مسيحي يعرف مثل الكرّامين المجرمين! لأن المسيح كان يخاطب به اليهود و قال لهم " إن ملكوت الله سينزع عنكم" أي عن اليهود و ليس عن المسيحيين لأنه لم يكن هنالك مسيحيين على وقت المسيح!! كانوا كلهم يهود! و أما مثل الكرامين المجرمين, فيتحدث عن كرّام (أو مزارع) غرس زرعه و سلّمه أمانة لكرّامين آخرين كي يعتنوا به و سافر. حين عاد, طلب من الكرّامين إعادة زرعه له فقتلوه لكي يصبح الزرع ملكاً لهم… كما قتل اليهود المسيح فغضب عليهم الله و أخرج أمة أخرى, ألا و هي المسيحيين… فأين النبي محمد من كل هذا؟؟؟
———————————-
_ في يوحنا في البرية : الفصل 3
( وكان يعظ الشعب ويبشره بأشياء أخرى كثيرة )
[ ما هي هذه الأشياء المجهولة التي بشر بها السيد المسيح الشعب ولماذا لم تذكر ؟ ]
———————————-
هذا شيء عام جداً و لا يمتّ للنبي محمدصلى الله عليه وسلم بشيء
———————————-
_ في يسوع وهيرودس : الفصل 13
( ها هو ذا بيتكم يترك لكم , وإني أقول لكم : لا تروني حتى يأتي يومٌ تقولون فيه : تبارك الآتي باسم الرب ! )
[ من هو الآت باسم الرب ؟ أليس محمداً الذي نذكره في كل صلاة بالصلوات الإبراهيمية فنقول اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم . فيا أتباع السيد المسيح أطيعوا نبيكم حتى تروه ثانية وقولوا تبارك الآت باسم الرب ولا يهم من كان فالمسلمون جميعاً لا يفرقون بين أحد من رسل الله وهذا ما يميزهم عن بقية الأديان المتمسكة بنبي واحد أو بعض الأنبياء , والعالم اليوم بأمس الحاجة لنزول السيد المسيح المنقذ والمخلص للمؤمنين المظلومين فيه سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو غيرهم ]
———————————-
عبارة "الآتي باسم الرب" أتت في كثير من الآيات في الإنجيل, و هي تشير إلى السيد المسيح و ليس إلى أي شخص آخر. قد تشير في بعض الأحيان إلى رسل أتوا من قبل, و لكنها ليست خاصة بنبوءة عن نبي سيأتي من بعد المسيح.
ها أنا قد أجبت على هذا الكاتب و وضحت أموراً كان للمسلم أن يصدقها ييساطة بسبب جهله أمور الدين المسيحي.
على كل حال, فإنني أدعو المسيحي أن يتمسك بدينه, و أدعو المسلم بأن يتمسك بدينه و أدعو الجميع بأن لا يجرّح أحد بدين أحد. و التسامح و المحبة من سمات الدينين.
أما عن نظرة المسيحية إلى الإسلام: فالمسيحية لا تعترف بالإسلام (و هذا بديهي… و إلّا أصبح المسيحيون جميعاً مسلمين) و لكنها لا تعتبر الإسلام دين كفر أو شرك. فعلا عكس الإسلام, لا تعتبر المسيحية أن كل من لم يتّبعها لا يدخل الجنة. المسيحية تعلّمنا أن كل من كان صالحاّ و حتى إن لم يكن مسيحياً له الجنة, و كل من كان سيئاً حتى لو كان مسيحياً ذهب إلى النار.
إذن المسيحية تعتبر الإسلام و اليهودية و البوذية حتى ديانات خير و محبة, و البابا يعقد اجتماعاً سنوياً في الفاتيكان مع رجال دين من هذه الديانات الثلاث ليأكد على محبة و احترام المسيحيين لها.
أخي الكريم لبد من الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم في كل ذكر للإسمه و كذالك الأنبياء عليهم السلام