استر اخاك يسترك الله ( الستر مفهومه ’ انواعه) 2024.

((اللهم أسترني وأستر كل المسلمين فوق الأرض..وتحت الأرض..ويوم العرض))

يُحكى أن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- كان له كاتب، وكان جيران هذا الكاتب يشربون الخمر؛
فقال يومًا لعقبة: إنَّ لنا جيرانًا يشربون الخمر، وسأبلغ الشرطة ليأخذوهم، فقال له عقبة: لا تفعل وعِظْهُمْ.
فقال الكاتب: إني نهيتهم فلم ينتهوا، وأنا داعٍ لهم الشرطة ليأخذوهم، فهذا أفضل عقاب لهم.
فقال له عقبة: ويحك. لا تفعل؛ فإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من رأىعورة فسترها كان كمن أحياموءودة) [أبو داود].*يحكى أن عمر بن الخطاب -رضي اللهعنه- جلس بين مجموعة من أصحابه، وفيهم جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- وبينما همجالسون أخرج أحد الحاضرين ريحًا، وأراد عمر أن يأمر صاحب ذلك الريح أن يقوم فيتوضأ،
فقال جرير لعمر: يا أمير المؤمنين، أو يتوضأ القوم جميعًا. فسُرَّ عمر بن الخطاب من رأيه
وقال له: رحمك الله. نِعْمَ السيد كنت في الجاهلية، ونعم السيد أنت في الإسلام.*
ما هوالستر؟الستر هو إخفاء ما يظهر من زلات الناسوعيوبهم.
ستر الله لعباده:الله -سبحانه-سِتِّير يحب الستر، ويستر عباده في الدنيا والآخرة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(يدنو أحدكم من ربه، فيقول: أعملتَ كذا وكذا؟ فيقول: نعم. ويقول: عملت كذا وكذا؟ فيقول:نعم. فيقرره، ثم يقول: إني سترتُ عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم) [البخاري].
وقالصلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله -عز وجل- حَيِي ستِّير، يحب الحياء والستر) [أبوداود والنسائي وأحمد].
أنواع الستر:الستر له أنواع كثيرة، منها:
1ستر العورات: المسلم يستر عورته، ولا يكشفها لأحد
لا يحل له أن يراها.قال الله -تعالى: {والذين هم لفروجهم حافظون . إلا على أزواجهم أو ماملكت أيمانهم فإنهم غيرملومين} [المؤمنون: 5-6].
وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم:
يا رسول الله، عوراتنا ما نأتي وما نذر؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (احفظ عورتك إلا من
زوجك أو ما ملكت يمينك).فقال السائل: يا نبي الله، إذا كان القوم بعضهم في بعض؟فقالالنبي صلى الله عليه وسلم: (إن استطعتَ أن لا يراها أحد، فلا يرينَّها).قال السائل: إذا كانأحدنا خاليًا؟فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (فالله أحق أن يستحيا منه منالناس)[أبوداودوالترمذي وابن ماجه].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا ينظر الرجل إلى عورةالرجل، ولاالمرأة إلى عورة المرأة) [مسلم].أما ما تفعله كثير من النساء اليوم من كشفٍ لعوراتهن،وعدم إخفاء زينتهن، وخروج بلا أدب ولا حشمة، بكل سفور وتبرج، فإنما ذلك إثم كبير،وذنب عظيم، والمسلمة الملتزمة أبعد ما تكون عن ذلك؛ لأنها تصون جسدها وتلتزمبحجابها.الستر عند الاغتسال: يجب على المسلم إذا أراد أن يغتسل أو يستحم أن يستتر؛ حتىلا يطَّلع على عورته أحد لا يحق له الاطلاع عليها، ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذاأراد أن يغتسل استتر عن الناس، ثماغتسل.وقد قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله -عز وجل-
حيي ستير يحب الحياء والستر، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر) [أبوداود والنسائي وأحمد].
2الستر عند قضاء الحاجة:إذا أراد المسلم أن يقضي حاجته من بول أو غائط (براز)،فعليه أن يقضيها في مكان لا يراه فيه أحد من البشر؛ حتى لا يكون عرضة لأنظارالناس.وليس من الأدب ما يفعله بعض الصبية من التبول في الطريق، فقد مر النبي صلى اللهعليه وسلم بالقبور فسمع صوت اثنين يعذبان في قبريهما، فقال صلى الله عليه وسلم: (إنهماليعذبان، وما يعذبان في كبير؛ أما أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر فكان يمشيبالنميمة) [متفق عليه].ستر أسرار الزوجية: المسلم يستر ما يدور بينه وبين أهله، فلا يتحدث بما يحدث بينه وبين زوجته من أمور خاصة، أمرنا الدين الحنيف بكتمانها، وعدَّهاالرسول صلى الله عليه وسلم أمانة لا يجوز للمرء أن يخونها بكشفها، وإنما عليه أنيسترها.قال صلى الله عليه وسلم: (إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يُفْضِيإلى امرأته، وتُفْضِي إليه ثم يَنْشُرُ سرها) [مسلم وأبوداود].

3-ستر الصدقة: المسلم لا يبتغيبصدقته إلا وجه الله -سبحانه-، لذا فهو يسترها ويخفيها حتى لا يراها أحد سوى الله -عزوجل-، وقد قال الله -تعالى-: {الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرًّا وعلانية فلهم أجرهمعند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون} [البقرة: 274].
كما أخبرنا النبي صلى الله عليهوسلم أن أَحَدَ السبعة الذين يظلُّهم الله في ظله يوم القيامة رجُلٌ تصدق بصدقة فأخفاها حتى لاتعلم شماله ما تنفق يمينه. وقال صلى الله عليه وسلم: (صدقة السر تطفئ غضب الرب)[الطبراني].
4-ستر الرؤيا السيئة: إذا رأى المؤمن في نومه رؤيا حسنة فليستبشر بها، وليعلمأنها من الله، وليذكرها لمن أحب من إخوانه الصالحين، أما إذا رأى رؤيا سيئة يكرهها فليتفلعن يساره ثلاث مرات، ويتعوذ بالله من شر هذه الرؤيا، ولا يذكرها لأحد، وليعلم أنها منالشيطان، ولا تضره.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الرؤيا الصالحة من الله، والحلم منالشيطان؛ فإذا رأى أحدكم شيئًا يكرهه فلينفث عن يساره ثلاث مرات إذا استيقظ، وليتعوذ باللهمن شرها فإنها لن تضره إن شاء الله) [متفق عليه].
ستر وساوس الشيطان: إذا تحدثالمؤمن في نفسه بشَرٍّ، أو نوى أن يقوم بمعصية، لكنه عاد إلى رشده؛ فإن عليه ألا يذكر ما
جال بخاطره وما حدثتْه به نفسه من الشر. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله -عزوجل- تجاوز لأمتي عما حدثتْ به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم به) [متفق عليه].
شروطالستر:إذا أراد المسلم أن يستر أخاه، فإن هناك شروطًا لابد أن يراعيها عند ستره؛ حتى يحققالستر الغرض المقصود منه، وأهم هذه الشروط:* أن يكون الستر في موعده المحدد له؛
فيستر المسلم أخاه عند فعله للمعصية وبعدها، بألا يتحدث للناس بأن فلانًا يرتكب المعاصي.*
أن تكون المعصية التي فعلها المسلم لا تتعلق بغيره ولا تضر أحدًا سواه، أما إذا وصل الضررإلى الناس فهنا يجب التنبيه على تلك المعصية لإزالة ما يحدث من ضرر.* أن يكون الستر
وسيلة لإصلاح حال المستور بأن يرجع عن معصيته ويتوب إلى الله -تعالى-، أما إذا كانالمستور ممن يُصِرُّ على الوقوع في المعصية، وممن يفسد في الأرض، فهنا يجب عدم ستره
حتى لا يترتب على الستر ضرر يجعل العاصي يتمادى في المعصية.*
ألا يكون الستر وسيلةلإذلال المستور واستغلاله وتعييره بذنوبه.*
ألا يمنع الستر من أداء الشهادة إذا طلبت،{ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه} [البقرة: 283].*
الستر مرهون برد المظالم، فإذالم ترد فالساتر شريك للمستور عليه في ضياع حق الغير.فضل الستر:حثَّ النبي صلى الله عليه
وسلم على ستر العورات؛ فقال: (لا يستر عبدٌ عبدًا في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة) [مسلم].
وقال صلى الله عليه وسلم: (من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة) [ابن ماجه].
فهكذا يكون الستر في الآخرة نتيجة لما يقوم به المسلم من ستر لأخيه في الدنيا.

الستر أن تستر أخوك في السر و العلن بارك الله فيك
شكرا اختي وصال موضوع مهم تحية خاصةالقعدة
موضوع حقا قمة في الروعة بارك الله فيكي وجعله في ميزان حسناتك

من ستر مسلما ستره الله الدنيا والاخره

فعلا استفدنا من طرحك أختاه

بارك الله فيكي وجعله في ميزان حسناتك

شكرا ع المجهود الطيب..!
كلمات مفيدة و قيمة ومذكرة
شكرا وصال وفقكم الله
امين شكرا موضوع رائع جعل الله في ميزان حسناتك
موضوع مهم بارك الله فيك

احفظوا اسرار بيوتكم فالله أمر بالستر . 2024.

امتلأت البيوت باﻷمراض والمشاكل ..
زوجي مريض ..
زوجتي مريضه ..
أبنائي مرضى ..
طلاق
مشاكل
أمراض
وفيات
فوضى تملأ حياتنا .. والسبب .. نحن … !
و بـــأيــديــنا وضعنا كاميرات وميكروفونات في بيوتنا
نعرضها على الملأ … لم يعد لبيوتنا حرمة وﻻ خصوصية ..
ليس من الضروري ان يعرف الناس ..
هل انا سعيد في حياتي الزوجيه أم لا ..
ليس من الضروري ان نصور طعامنا وشرابنا
ونضعه صورة عرض او نرسله للبشر ..
ليس من الضروري ..
أن تعرض صور أطفالك .. فكم من محروم يتمناهم..
أو عين شيطانيه لاتذكر الله !
ثم تكتب في الحاله [ الله يحفظ أطفالي ]
الحاله ليست مكان للدعاء .. بل أنت تستعرض بهم
ليس من الضروري …
أن يرى الناس صورتك و صورة زوجك
فأنتي تستعرضين بنعمة حرم منها الكثيرات
فاتقي الله وخافي على نفسك وعلى زوجك
ليس من الضروري ان يعلم الناس .. اين ذهبت ومن اين أتيت
حياتنا اصبحت مكشوفه …
لماذا نفضح أسرار بيوتنا ..
الحذر
ليس كل .. زوج يهدي زوجته فاحذري ..
ليست كل .. أم ابناؤها متفوقين فاحذري . .
ليس كل .. الناس يملكون ماتملك فاحذر
ليس كل .. امراة سعيده مع زوجها فاحذري…
ليس كل الناس .. لديهم الاستطاعه للسفر فاحذر..
ليس كل امرأة .. تستطيع الذهاب الى المطاعم والاسواق.. فاحذري …
نحن لاننفي التوكل على الله ..
لكن احفظوا اسرار بيوتكم .. فالله أمر بالستر …

فلنحافظ على ما ستره علينا ..
حفظنا الله وإياكم .. وكفانا شر كل ذي شر .

بارك الله فيك أختي على الموضوع القيم
والذي شاع كثيرا في مجتمعنا
فالفرد دون قصد يذكر اسرار بيته في الملئ
دون الانتباه الى ان هناك دخلاء ومتطفلين
ينتظرون الثغرة للنهش غي لحم أخيه

عفانا الله واياكم
شكرااااااااااا

السلام عليكم

كلامك صحيح اختي

الانسان عليه ان يحفظ اسراره واسرار اهله

موضوع حقا قيم

نسال الله ان يحفظنا ويحفظ اهلينا أجمعين ان شاء الله

لولا نعمه الستر كيف كان حالنا 2024.

لولا نعمه الستر كيف كان حالنا

*عجزت عن تخيل العالم*

*(دون سترالله لنا)*
*مـــــآ ذا لو كان للذنوب(روائح)*
*تـخـرج منـآ على قدر معاصينا…!*
*مـاذا لو (كتب على جبآهنا المعصية التي ارتكبناها..!*
*مـآذا لـو "وجد على باب بيوتنا شرحآ لما فعلناه"*
*مـاذا لو "علم الناس"*بما ستره الله علينا..!*
*مـــــــاذآ*لـو*ومـــــــاذآ ومـــــــاذآ؟؟!!*
*~الحمدلله على نعمة الستر~*
*اللهم ﻻ‌تنزع عنآ سترك..*
*واسترنا فوق اﻷ‌رض*
*وأرحمنا تحت اﻷ‌رض*
*وأغفرلنا يوم العرض*

**وقال احد الصاحين**
*والله لو كان للذنوب رائحة لما استطاع احد أن يجالسنا..*
*فإذا رايتهم يمدحونك فهم في الحقيقية يمدحون ستر الله عليك~~*
*الحمدلله ع نعمة الستر*

اللهم استرنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض عليك
بارك الله فيك اختي

اميييييييييييييييييييييييييييي ن يارب العالمين

امين يا رب
بارك الله فيك على الموضوع
اللهم استرنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض
شكرااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااا
شكرا ع المجهود الطيب..!

فضل الستر على النفس والغير: 2024.

فضل الستر على النفس والغير:
يستحب لمن أتى ذنباً أن يستر نفسه ويتوب إلى الله، ويستحب لمن علم به أن يستر عليه ما لم يعلن بفجوره حتى لا تشيع الفاحشة في الأمة.

1- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كل أمتي مُعافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه)).

متفق عليه أخرجه البخاري ومسلم

.بارك الله فيك أخي الكريم و لما كان الموضوع ذو اهمية فقد إرتأيت إلى نقل موضوع المجاهرة بالمعاصي لتعم الفائدة

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسوله.
وبعد:
فإنَّ الذنوب والمعاصي عاقبتُها وخيمة في الدنيا والآخرة، قال – تعالى – مبيِّنًا أضرارَها على العباد: ﴿ فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 40].

وأعظمُ هذه الذنوب المجاهَرَةُ بها، ومعناها أن يرتكبَ الشخص الإثمَ علانية، أو يرتكبه سرًّا فيستره الله – عزَّ وجلَّ – ولكنَّه يخبر به بعدَ ذلك مستهينًا بسِتْر الله له، قال – تعالى -: ﴿ لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا ﴾ [النساء: 148]، جاء في تفسيرها: لا يُحب الله أن يَجهرَ أحدٌ بالسوء من القول، إلا مَن ظُلِم، فلا يُكره له الجهر به[1].

روى البخاري ومسلم من حديث سالم بن عبدالله، قال: سمعت رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – يقول: ((كلُّ أُمَّتي معافًى إلا المجاهرين، وإنَّ من المجاهرة أن يعمل الرَّجلُ بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان، عملتُ البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربُّه، ويُصبِح يكشف سترَ الله عنه))[2].

قال ابن حجر:
والمجاهِر هو الذي أظهر معصيتَه، وكشف ما ستَر الله عليه، فيحدِّث بها، أما (المجاهرون) في الحديث الشريف فيحتمل أن يكون بمعنى مَن جَهَر بالمعصية وأظهرها، ويحتمل أن يكون المراد الذين يُجاهِر بعضهم بعضًا بالتحدُّث بالمعاصي، وبقية الحديث تؤكِّد المعنى الأول[3].

ومما سبَق يتضح أنَّ المجاهرة على أنواع ثلاثة:
1- المجاهَرة بمعنى إظهار المعصية، وذلك كما يفعل المُجَّان والمستهترون بحُدود الله، والذي يفعل المعصية جهارًا يرتكب محذورين:
الأول: إظهار المعصية.
الثاني: تلبُّسه بفعْل المجَّان؛ أي: (أهل المجون)، وهو مذموم شرعًا وعُرفًا.

2- المجاهرة بمعنى إظهار ما سَتَر الله على العبد مِن فعْله المعصية؛ كأنْ يُحدِّث بها تفاخرًا أو استهتارًا بسِتر الله تعالى، وهؤلاء هم الذين لا يتمتَّعون بمعافاة الله – عزَّ وجلَّ – كحالِ الشباب الذين يُسافرون إلى خارج البلاد، ويرتكب الواحدُ منهم الفواحشَ وشُرْب الخمور، ثم يُخبر بهذا أصدقاءَ السُّوء؛ تفاخرًا واستهتارًا بستر الله له.

3- المجاهرة بمعنى أن يُجاهِر بعض الفسَّاق بعضًا بالتحدُّث بالمعاصي[4]، قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: إنَّ المُظهِر للمنكَر يجب الإنكارُ عليه علانيةً، ولا تبقى له غِيبة، ويجب أن يُعاقَب علانية بما يردعه عن ذلك، وينبغي لأهل الخير أن يهجروه ميتًا إذا كان فيه رَدْعٌ لأمثاله، فيتركون تشييعَ جنازته[5].

وقال النووي – رحمه الله -: "إنَّ مَن جاهر بفسقه أو بِدعته، جاز ذِكرُه بما جاهر به دون ما لم يجاهرْ به"[6]، وقال ابن حجر – رحمه الله -: "مَن قصد إظهار المعصية والمجاهرةَ، أغضبَ ربَّه فلم يستره، ومَن قصد التستُّرَ بها حياءً من ربه ومِن الناس، منَّ الله عليه بسِتره إياه"[7].ا هـ.

قال ابن بطال: "في الجهرِ بالمعصية استخفافٌ بحقِّ الله ورسوله، وبصالحي المؤمنين، وفيه ضرْبٌ مِن العناد لهم، وفي الستر بها السلامة من الاستخفاف"[8].

وأخبر النبيُّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – أنَّ المجاهرة بالمعاصي لها عقوباتٌ في الدنيا قبلَ الآخرة، روى ابن ماجه في سُننه من حديث ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: أقبل علينا رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – فقال: ((يا معشرَ المهاجرين، خمسٌ إذا ابتُليتم بهنَّ – وأعوذ بالله أن تدركوهنَّ -: لم تظهرِ الفاحشة في قوم قطُّ حتى يُعلنوا بها، إلا فَشَا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مَضتْ في أسلافهم الذين مضَوْا، ولم ينقصوا المكيالَ والميزان، إلا أُخِذوا بالسِّنين وشدَّة المؤونة وجورِ السلطان عليهم، ولم يَمنعوا زكاة أموالهم، إلا مُنِعوا القطر من السَّماء، ولولا البهائم لم يُمطَرُوا، ولم يَنقضوا عهدَ الله وعهدَ رسوله، إلا سلَّط الله عليهم عدوًّا من غيرهم، فأخذوا بعضَ ما في أيديهم، وما لم تحكُم أئمتُهم بكتاب الله ويتخيَّروا مما أَنزل الله، إلا جَعَل الله بأسَهم بينهم))[9] الحديث.

روى الترمذيُّ في سننه من حديث عمران بن حصين – رضي الله عنه -: أنَّ النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: ((في هذه الأمَّة خَسْفٌ ومَسْخ وقذف))، فقال رجل من المسلمين: يا رسولَ الله، متى ذاك؟ قال: ((إذا ظهرتِ القَيْنات، والمعازف، وشُرِبت الخمور))[10].

ومِن الأمثلة على الجهر بالمعاصي في وقتنا المعاصر:
انتشارُ الصحون الفضائية، أو ما يُسمَّى بالدش على السُّطوح في بيوت كثيرٍ من الناس.

ومنها: انتشارُ البنوك الرِّبويَّة في كثير من بلاد المسلمين؛ بل والإعلان عبرَ الصحف ووسائل الإعلام الأخرى أنَّ القروض منها، أو المساهمة فيها مُيسَّر وسهل.

ومنها: تبرُّج النساء بشكل سافِرٍ في الأسواق والأماكن العامَّة.

ومنها: بيع المحرَّمات؛ كالمجلاَّت الهابطة، والدُّخَان، وأشرطة الفيديو، والأقراص التي تحتوي على أفلامٍ هابطة، ومحلاَّت بيع أشرطة الغناء.

ومنها: انتشارُ النوادي التي تعرض فيها السينما والألْعاب الرياضية المختلطة، والمسرحيات، ومحلاَّت عرْض الإنترنت.

ومنها: خروج المغنياتِ والممثلاَّت سافراتٍ على شاشات القنوات الفضائية؛ ليُهيجنَ الغرائزَ ويفتِنَّ الناس.

لذا؛ ينبغي الإنكارُ على هؤلاء المجاهرين، وإخبارهم بعظيم جُرْمهم، وأنهم يُعرِّضون أنفسهم لعقوبة الله – تعالى – في الدُّنيا والآخرة، قال – تعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ﴾ [النور: 19]، فإذا كان مجرَّد الحبِّ صاحبُه مهدَّدٌ بالعذاب، فكيف بمَن يجهر وينشر، ويساعد على هذه الفواحش والمنكرات؟!

ولذلك؛ ينبغي على المسلِم إذا ابتُلي بالمعصية أن يستترَ بستر الله، وأن يبادرَ بالتوبة النَّصوح.

والحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
[1] "تفسير القرطبي" (7/199).

[2] ص 1173، برقم 6069، و"صحيح مسلم" ص 1197- 1198، برقم 2990.

[3] "فتح الباري" (10/487) بتصرف.

[4] "فتح الباري" (10/487).

[5] "غذاء الألباب" (1/261-260).

[6] "فتح الباري" (10/487).

[7] "فتح الباري" (10/488).

[8] "فتح الباري" (10/487).

[9] ص 432، برقم 4019، وصححه الشيخ الألباني – رحمه الله – في "صحيح الجامع الصغير" (2/1321)، برقم (7978).

[10] ص 367 برقم 2212، وصححه الشيخ الألباني – رحمه الله – في "صحيح الجامع الصغير" (2/786) برقم 4273.

جزاكم الله خيرا

من تحب الستر تدخل 2024.

القعدة


الحجاب يعني الستر

ستر كل ما يلفت النظر إليكي

القعدة

أي : ولا يُظهرن زينتهن للرجال، بل يجتهدن في إخفائها إلا الثياب الظاهرة التي جرت العادة بلُبْسها، إذا لم يكن في ذلك ما يدعو إلى الفتنة بها، وليلقين بأغطية رؤوسهن على فتحات صدورهن مغطيات وجوههن؛ ليكمل سترهن


وللحجاب الشرعي شروط

القعدة

فهل أنتي محجبة فعلا ؟!؟

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

القعدة

شكرا على هذه الالتفاتة الطيبة اختي جعلها الله في ميزان حسنااااااااتك
شكرا اختي علي مورورك الجميل
بارك الله فيك

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شكرا عزيزتي على الموضوع .
يؤسفنا أن ينزل المستوى ببناتنا إلى هذا اللباس الذي لا يمد للحجاب بصلة .
نسأل الله أن يهدينا أجمعين لما يحب و يرضى .
أما عن سؤالك فأنا و لله الحمد محجبة حقا حجابي شرعي أسأله عز وجل الثبات .
:001_wub:دعواتي و تحياتي لك :001_wub:
الله ,,,الله,,,على موضوعك .

ربي يجعلها في ميزان حسناتك ….اللهم آآآآمين

– بخصوص سؤالك ؟؟…نعم الحمد لله …أنا محجبة بجلبابي

و نقابي و ماخذة كل راحتي

بارك الله فيكي

القعدة

بارك الله فيك اختي على الموضوع

مفهوم الستر من حجاب المرأة المسلمة 2024.

مفهوم الستر من حجاب المرأة المسلمة

السؤال:
يقول بعضُ من تصدَّر لإرشاد الناس في هذه الأيَّام: «إنَّ مفهوم الحجاب راجعٌ إلى العرف، والمقصودُ منه تحقيق الستر، وعلى هذا، فإنَّ الجلباب أو الثوب الذي يستوعب جميعَ البدن ليس نموذجَ الحجاب الواجب في هذا الزمان، وإنما فَرَضه عُرْفُ الصحابة، ولسنا مُلْزَمين باتِّباع أعرافهم، فلو لَبِسَتِ المرأةُ تَنُّورَةً وقميصًا أو فستانًا أو غيرَ ذلك ممَّا يُعَدُّ ساترًا فإنها تكون مرتديةً للحجاب الذي أوجبه اللهُ».
فما مدى صحَّة هذا الكلام؟
الجواب:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فقد اعتمد صاحب المقالة في تأسيسِ مفهوم الحجاب على الستر المطلق، ورَبَطه بعُرْف الصحابة رضي الله عنهم، وهذه النظرةُ التأسيسية لا تنتهض للاستدلال من جهتين:
الأولى: أنَّ المفهوم الشرعيَّ للستر المتوخَّى من وراءِ فرضِ الحجاب إنما هو السترُ المقيَّدُ بجملةٍ من الشروط اللازمة له، مستوحاةً من نصوص الكتاب والسنَّة، حتى تُضْفِيَ على لباس المرأة المسلمة الصفةَ الشرعية المطلوبة، فمِنَ الشروط الشرعية التي ينبغي مراعاتُها في لباس المرأة ما يأتي:
– أن يستوعبَ اللباسُ جميعَ ما هو عورةٌ من بدنِها فتسترُه عن الأجانب، ولذلك سُمِّيَ حجابًا لأنه يحجب شخْصَه أو عيْنَه عن الأجانب(1)، وأمَّا محارمُها فلا تكشف المرأةُ لهم سوى مواضع الزينة. والاستيعابُ يشمَل:
* الخمارَ الذي تُغَطِّي به رأسَها وعُنُقَهَا وأُذُنيها وصدْرَها سَدْلاً وإرخاءً وَلَيًّا لقوله تعالى: ﴿وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ﴾ [النور: 31].
* الجلبابَ أو الرداءَ أو المِلْحفةَ وهو المُلاءة التي تشتمل بها المرأةُ فتلبَسُها فوق خمارها ودِرْعِها أو قميصها لتغطِّيَ بها جميعَ ما هو عورةٌ من بدنِها من رأسها إلى قدميها، ويدلُّ عليه قولُه تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأََزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الأحزاب: 59].
وتفريعًا عليه، فإنَّ المقدار الشرعيَّ لطول ثوب المرأة يُرَاعى فيه حالان: حالُ استحبابٍ وهو يزيد على الكعبين بقدرِ شِبْرٍ، وحالُ جوازٍ بقدرِ ذراعٍ(2)، ويدلُّ عليه حديثُ أمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أنها قالت لرسول الله صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم حين ذكر الإزارَ: «فَالْمَرْأَةُ يَا رَسُولَ اللهِ؟»، قال: «تُرْخِي شِبْرًا»، قالت أمُّ سلمة: «إِذًا يَنْكَشِفُ عَنْهَا»، قال: «فَذِرَاعًا لاَ تزِيدُ عَلَيْهِ»(3).
– أن يكون اللباسُ واسعًا فضفاضًا لئلاًّ يَصِفَ شيئًا من بدنِها، ذلك لأنَّ اللباس الضيِّقَ المحجِّمَ لا يحقِّق السَّتْرَ المطلوبَ شرعًا، فهو يحدِّد تفاصيلَ الجسم ويُبرزه للناظرين، وقد ورد النهيُ الشرعيُّ عن اللباس الضيِّق في حديث أسامة بنِ زيدٍ رضي الله عنهما، قال: «كَسَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُبْطِيَّةً كَثِيفَةً كَانَتْ مِمَّا أَهْدَاهَا دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ فَكَسَوْتُهَا امْرَأَتِي، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا لَكَ لَمْ تَلْبَسِ الْقُبْطِيَّةَ؟» قُلْتُ: «يَا رَسُولَ اللهِ، كَسَوْتُهَا امْرَأَتِي»، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مُرْهَا فَلْتَجْعَلْ تَحْتَهَا غِلاَلَةً(4)، إِنِّي أَخَافُ أَنْ تَصِفَ حَجْمَ عِظَامِهَا»»(5).
– أن يكون اللباس كثيفًا غيرَ شفَّافٍ لئلاَّ يصِفَ لونَ بَشَرة المرأة، فقَدْ ورد النهيُ عنه في حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: «صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا: قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلاَتٌ مَائِلاَتٌ رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا»(6).
ففي الحديث دلالةٌ ظاهرةٌ على تحريمِ لُبْسِ الثوب الرقيق الذي يَشِفُّ ويَصِفُ لونَ بدن المرأة، قال ابن عبد البرِّ -رحمه الله-: «أراد (النساءَ) اللَّواتي يَلْبَسْنَ مِنَ الثياب الشيءَ الخفيفَ الذي يصِفُ ولا يستر، فهنَّ كاسياتٌ بالاسم عارياتٌ في الحقيقة»(7). وقال ابن تيمية -رحمه الله-: «وقد فُسِّرَ قوله: «كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ» بأنْ تكتسِيَ ما لا يسترها، فهي كاسيةٌ وهي في الحقيقةِ عاريةٌ، مثلَ مَنْ تكتسي الثوبَ الرقيقَ الذي يصِفُ بَشَرَتَها، أو الثوبَ الضيِّقَ الذي يُبْدي تقاطيعَ خَلْقِها مثلَ عَجِيزَتِها وساعدِها ونحوِ ذلك، وإنما كسوةُ المرأة ما يسترها فلا يُبْدي جسمها ولا حجم أعضائها لكونه كثيفًا واسعًا»(8).
– وأن لا يكون لباسُ المرأة لباسَ شهرةٍ، سواءٌ بالنفيس أو الخسيس لقوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ أَلْبَسَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ ثَوْبًا مِثْلَهُ، ثُمَّ تُلْهَبُ فِيهِ النَّارُ»(9). قال ابن تيمية -رحمه الله-: «وتُكْرَهُ الشُّهرةُ من الثياب، وهو المترفِّعُ الخارجُ عن العادة والمتخفِّضُ الخارجُ عن العادة، فإنَّ السلف كانوا يكرهون الشهرتين: المترفِّعَ والمتخفِّض، وفي الحديث: «مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ أَلْبَسَهُ اللهُ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ»(10)، وخيارُ الأمورِ أوساطُها»(11).
– ومن هذا القبيل -أيضًا- ألاَّ يكون لباسُ المرأة زينةً تَلْفِتُ الأنظارَ وتَجْلِبُ الانتباهَ، سواءٌ في هيئة لباسها أو الألوانِ الفاتحة أو البرَّاقة اللامعة، أو المادَّة المصنوع منها، أو النقوش والوشيِ التي عليه، تفاديًا أن تكون من المتبرِّجات بزينةٍ. قال الألوسيُّ -رحمه الله- : «ثمَّ اعلمْ أنَّ عندي ممَّا يُلْحَقُ بالزينة المنهيِّ عن إبدائها ما يلبَسه أكثرُ مُتْرَفَات النساء في زماننا فوق ثيابهنَّ ويتستَّرن به إذا خرجن من بيوتهنَّ، وهو غطاءٌ منسوجٌ من حريرٍ ذي عدَّة ألوانٍ، وفيه من النقوش الذهبية أو الفضِّية ما يبهر العيونَ، وأرى أنَّ تمكين أزواجهنَّ ونحوِهم لهنَّ من الخروج بذلك ومَشْيِهنَّ به بين الأجانب من قلَّة الغَيْرَةِ، وقد عمَّتْ البلوى بذلك»(12).
– أن لا يكون اللباسُ شبيهًا بلباس الرجل، فقَدْ: «لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ»(13)، كما «لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلَ يَلْبَسُ لِبْسَةَ المَرْأَةِ وَالمَرْأَةَ تَلْبَسَ لِبْسَةَ الرَّجُلِ»(14)، و«لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلَةَ مِنَ النِّسَاءِ»(15). والمقصودُ بالتشبُّه المنهيِّ عنه بين الرجال والنساء التشبُّهُ في اللباس والزينة والكلام والمشي، وهو حرامٌ للقاصد المختار قولاً واحدًا. قال ابنُ حجرٍ -رحمه الله-: «وتَشَبُّهُ النساء بالرجال والرجال بالنساء مِنْ قاصدٍ مختارٍ حرامٌ اتِّفاقًا»(16).
– أن لا يكون اللباس شبيهًا بلباس أهل الكفر وأزيائهم وعاداتهم لقوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ»(17).
ولا يخفى أنَّ جملة شروطِ لباس المرأة وضوابطِه أُخِذَ من نصوصٍ شرعيةٍ صحيحةٍ تُفْصِحُ عن حقيقة الستر المطلوب شرعًا، وإطلاقُ مفهوم الستر من غيرِ ملاحظةٍ لهذه الشروط خطأٌ بيِّنٌ ظاهرُ الفساد.
الثانية: أنَّ ربْطَ صاحب المقالة مفهومَ الحجاب بعُرْف الصحابة رضي الله عنهم يحتاج إلى تفصيلٍ: فإنْ كان مقصودُه أنَّ هذا اللباس -ممَّا اعتاده الصحابةُ رضي الله عنهم في ألبستهم وأزيائهم وعادتهم- لا يُوجَدُ في نفيه ولا في إثباته دليلٌ شرعيٌّ كما هو شأنُ العرف في الاصطلاح فلا شكَّ في بطلان هذا القول، يردُّه ما تقدَّم بيانُه من النصوص الشرعية والإجماع وعمل الصحابة رضي الله عنهم، فقَدْ ذكرتْ أمُّ سلمة رضي الله عنها أنه: «لَمَّا نَزَلَتْ ﴿يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ﴾ [الأحزاب: 59]، خَرَجَ نِسَاءُ الأَنْصَارِ كَأَنَّ عَلَى رُؤُوسِهِنَّ الْغِرْبَانَ مِنَ الأَكْسِيَةِ»(18)، وقالتْ عائشةُ رضي الله عنها: «يَرْحَمُ اللهُ نِسَاءَ الْمُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ، لَمَّا أنزل اللهُ: ﴿وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ﴾ [النور: 31]، شَقَقْنَ مُرُوطَهُنَّ فَاخْتَمَرْنَ بها»(19)، وهذا وغيرُه يدلُّ على أنهم كانوا في عوائدَ جاريةٍ فانقلبوا -استجابةً لنداء الشرع- إلى عوائدَ شرعيةٍ.
أمَّا إنْ كان مقصودُه أنَّ مفهوم الحجاب فَرَضَه عُرْفُ الصحابة رضي الله عنهم مِنْ مُنْطَلَقِ عوائدَ شرعيةٍ أقرَّها الدليلُ الشرعيُّ الصحيحُ فهذا حقٌّ، لكنْ يجب اتِّباعُه في وصْفِه وشرطه.
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 12 ربيع الثاني 1445ه
الموافق ل: 28 مارس 2024م

السلام عليكم

بارك الله فيك اخي ابو ليث

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
و فيكم بارك الله.
وفقك الله و على سبيل الحق و الهدى سلك بك و ثبتك.