فكيف تتوقفين عن حبك العميق له؟ ومن أين لك بجهاز تحكم عن بعد يتيح لك الضغط على زر صغير فيغلق قلبك أبوابه وتتوقف مشاعرك نحو هذا الشخص؟
ويصبح الأمر أكثر سوءا وصعوبة إن كان من تحبين زميل دراستك أو جارك، وعليك أن تريه وتتعاملي معه كل يوم رغم انفصالكما، فماذا عليك أن تفعلي لتتماسكي وتتغلبي على أعراض الحنين والرغبة في العودة؟ اقرئي النصائح التالية لعلها تساعدك:
عليك أن تبدئي بالحد قدر الإمكان من التعامل مع هذا الإنسان، ولتجعلي الأمر يقتصر فقط على تبادل التحية بشكل عابر وسريع إذا حتمت الأمور أن تلتقيا في مكان الدراسة أو بحكم الجيرة. لا مكالمات تليفونية ولا تبادل نظرات ولا محاولة عتاب وإلقاء عبارات رقيقة. قاومي نفسك وامنعيها كلما نما فيها الحنين إليه. توقفي عن الأوهام لأنه ليس مقدرا لكما أن تكونا معا (فقد يكون متزوجا مثلا). كوني قاسية على نفسك وعليه لمصلحة كليكما.
إذا نجحت في السيطرة على حنينك واشتياقك إليه ومنعت أي تواصل جديد بينكما، سيبدأ فيضان مشاعرك في الانحسار تدريجيا. أخطأت في البداية عندما تركت مشاعرك تتعلق بكل هذه القوة بمن هو ليس مقدرا لك الارتباط به، لكن نعود ونقول أن القلوب ليس لأحد عليها سلطان والمشاعر لا تعرف أي فوارق أو حواجز ولا تعترف بمبررات العقل والمنطق التي تستوجب الفراق. المهم الآن هو تدارك الأمر وتجاوز هذا الواقع المؤلم حتى لا تضيع حياتك كلها بسببه.
بمجرد إدراكك لهدوء مشاعرك نسبيا بعد الابتعاد عنه تماما لفترة وقطع كل أنواع الاتصال والتواصل، انتقلي للخطوة التالية – مهما كانت مشقتها على نفسك- وهي التخلص من كل الذكريات والأشياء التي تذكرك بهذا الشخص كلما وقعت عيناك عليها… أي صور تجمعكما معا أو له وحده… أي رسائل منه على هاتفك الجوال أو بريدك الإلكتروني… أي هدايا سبق وقدمها لك… أي أغان مفضلة اعتدتما الاستماع إليها معا… إلخ. هذا الأمر سيصاحبه بالطبع فيضان من دموعك وشعور بالانقباض في صدرك أو حتى صعوبة في التنفس، لكنه ضروري ويستلزم منك الكثير من القسوة على نفسك حتى تجدي الراحة فيما بعد.
بالطبع الأمور ستكون أصعب إذا لم يكن هو على نفس الدرجة من القوة والوعي بحيث يلتقط مبادرتك بالابتعاد ويساعدك عليها، فبالتأكيد محاولاته لإعادة الاتصال بك أو إشعال حنينك إليه من جديد ستستلزم منك جهدا إضافيا لمقاومته هو أيضا وليس مقاومة ضعفك فقط. لكن طالما أنت مقتنعة تماما بعقلك أنه لا سبيل أمامكما للارتباط في أحد الأيام لظروف قهرية لا يمكن التغلب عليها، فذلك سيمنحك بالتأكيد دفعة تساعدك على الصمود.
استعيني كذلك بالصلاة والتضرع إلى الله حتى يرحمك من العذاب والألم ويثبتك على اختيارك بالابتعاد عن علاقة ليس لها مستقبل. لكن الغريب أنك ستجدين نفسك تلقائيا تخصصين جزءا من دعائك له هو أيضا!
مارسي حياتك بشكل طبيعي… ذاكري وأنهي دراستك ثم اعملي واجتهدي في عملك حتى تلتقي حبا جديدا وستكونين على ما يرام. قد لا ينتهي حبك له تماما، لكنه سينزوي تدريجيا في ركن من أركان قلبك طالما لم تنخرطي مجددا في استدعاء الذكريات ومعايشة أجمل اللحظات الماضية، لكن انتبهي لأن حبك له سيظل دائما كالفيروس الكامن الذي يمكن أن ينشط مجددا وينتشر في كل كيانك في لحظة لو عاد التواصل بينكما في وقت ما، خاصة لو كان هو حبك الأول.
ومزيدا من التالق والتميز في مواضيعك القيمة