إنها تعني الأنوثة في المقام الأول (والأنوثة تعني بدورها الرقة والجاذبية والدلال… وإن كل امرأة تعني بمظهرها الخارجي، وتسلك سلوك الأنثى فتحرص على إبراز رقتها، وإظهار جاذبيتها، وتتحلى بدلالها… مثل هذه المرأة تعطي الدليل على تقديرها لأنوثتها وتبرهن على رغبتها المشروعة في أن تجذب زوجها وترضي زوجها) [فن العلاقات الزوجية، مخن الخشت، ص (72-73)].
ولا يخفى ما لأنوثة المرأة ورقتها من تأثير على قلب الرجل، إذ يجعله يجد فيها النصف الآخر والمكمل والمحلي لرجولته، وذلك لاشك يشعره بالإعفاف.
زوجك على سفر:
لقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على أن تتزين الزوجة لزوجها؛ وألا يرى منها إلا ما يسره؛ فنهى أن يطرق الرجل أهله ليلًا حتى تمتشط الشعثاء وتستحد المغيبة.
وفي ذلك أهمية الاستعداد لمقابلة الزوج الغائب أو القادم من سفر، بإزالة الشعر الزائد من مواضعه وغسل الشعر وتمشيطه.
وأنا اعتقد الآن في ظل الأوضاع الاقتصادية والأزمة العالمية، أن الأزواج دائمًا على سفر، فالزوج يخرج من الصباح حتى المساء وهو يعمل ويتنقل من عمل إلى آخر إلى دورة تدريبية إلى دراسة، فضلًا عن المسافر حقيقة خارج بلده.
فعلى الزوجة التنسيق مع زوجها بالاتصال بالمحمول ـ مثلًا ـ قبل حضوره إلى البيت لتكون جاهزة لاستقباله بعد هذا الغياب.
حداد موقوت من أجله:
لقد كان من هدي هذا الدين للمرأة أن تتزين لزوجها وتتجمل بحيث لا يرى منها إلا ما يحب، لذلك حرَّم عليها أن تظهر بملابس الحداد فوق ثلاثة أيام، إلا إذا كان هذا الحداد على زوجها، والحداد على الزوج أربعة أشهر وعشرًا، قال صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث ليال إلا زوج فإنها تحد عليه أربعة أشهر وعشرًا) [متفق عليه][نقلًا عن شخصية المرأة المسلمة د/ محمد علي الهاشمي، ص (197)].
والحداد: هو ترك الزينة وعدم الخروج من المنزل إلا لضرورة وهذا عند وفاة الزوج.
لطيفة:
تأملي معي هذا الموقف، عند الموت تُغسل المرأة ويُضفر شعرها ثلاث ضفائر، يعني تُسرح لها تسريحة، حتى وهي ميتة، لماذا؟ أليست ستُدفن في التراب؟ فما قيمة أن تسـرح لها شعرها من تغسلها وأيضًا تضفره لها؟
قد تكون إجابة هذه الأسئلة أن هذا جمال من أجل الجمال، حتى لو كانت ستُدفن تحت التراب وتلقى وجه ربها العزيز الوهاب حقًا: (إن الله تعالى جميل يحب الجمال) [رواه مسلم]، فهو جمال حتى عند الموت.
لا للانقطاع:
من السهل جدًا أن تحافظ الزوجة على زينتها وجمالها في أول الزواج، ولكن عليها أن تعرف أن الزواج حياة، وستمر بمحكات ومواقف كثيرة… حمل ثم أولاد ومسئوليات فهل تضمن الاستمرار مع هذه الظروف والأحداث؟ ماذا ستفعل وهي عندها طفل، أو اثنان، أو ثلاثة، أو خمسة مثلًا؟ هل ستحافظ على زينتها وجمالها؟
ماذا ستفعل عندما تبلغ الثلاثين عامًا، أو الأربعين أو حتى الخمسين؟ هل ستظل متجددة في زينتها وجمالها؟ هذا هو المحك الذي أتحدث عنه.
وغالبًا معظم النساء بعد الزواج تتصور ـ خطأ ـ أنها قد فازت بكل شيء…. فها هي تزوجت…. وزوجها إنسان متدين ولا ينظر للنساء، فمع الوقت وظهور الأحداث والمتغيرات في الحياة تهمل في نفسها وفي زينتها اعتقادًا منها أنه لا ينظر لغيرها وهذا خطأ، لأن هذا المتدين الملتزم إنسان قبل كل شيء، يخطئء ويصيب، وله أحاسيس ومشاعر، وله أيضًا احتياجات عاطفية وجسدية، ولذا عليها أن تعين زوجها على غض بصره عن الأجنبيات، ولا يكون ذلك إلا بشعوره أن زوجته أجمل امرأة فهي نظيفة وجميلة ومتجددة في ملبسها وفي مسكنها وفي أولادها.
دائرة التبريد:
(ما زال مظهر المرأة لدى معظم الرجال واحدًا من أعظم مصادر أرصدة الحب في البيت، وقد خلق الله جسد المرأة وجعله مصدرًا لإثارة الرجل، وتتفنن النساء في إبراز مناظق الإثارة في أجسادهن سواء بالملابس أو بالحركات، فإذا توقفت الزوجة عن ذلك أو تجاهلت أو فعلت العكس، فما مصير رصيد الحب في بنك الحب؟ بل ما الرسالة التي تصل للزوج من هذا السلوك؟ هل هي رسالة حب أم كره؟
إن هذا السلوك من الزوجة أشعة غضب حارة حتى في الظل، ولن تجدي معها أي ظلال حب، ويشعر الزوج دائمًا بالرغبة في الهروب، أو على الأقل الرغبة في عدم اللجوء إلى ظل هذا البيت، وتنهار أرصدة الحب فيقل مدح الزوج، ويقل الغزل منه لزوجته، فتستشعر البرود، ويزيد إهمالها في إبراز جاذبيتها، وهكذا يسير الأمر في دائرة تصل إلى الانهيار، إهمال الزينة… إعراض… قلة الغزل… برود….. (دائرة التبريد)) [بالمعروف د/ أكرم رضا، ص (205 – 206)، باختصار].
زينة تصنع الزينة:
هناك حد أدنى من التجمل والتزين لا يمكن التنازل عنه لتحقيق العفة والإحصان للزوج، فهو واجب شرعي تأثم الزوجة إذا لم تفعله، لأنها قد تعرض زوجها للزنا الذي عقوبته الرجم حتى الموت للمحصن، وهي بذلك تزعزع استقرار الأسرة بالتهاون في هذا الأمر.
والعكس طبعًا إذا اهتمت المرأة بالتزين والتجمل فإن ذلك له أثره الإيجابي على استقرار البيت، ودعم علاقتها بزوجها.
قال البرقوقي: (جمال المرأة وتجملها طريق ميل الرجل وافتتانه بها….) [صورة البيت المسلم، عصام بن محمد الشريف، ص(131)].
إن الاهتمام بالتزين أمام الزوج يعني (الاهتمام به، وهو من أهم عوامل ترسيخ المحبة والاستحواذ على قلب الرجل، وهو بمثابة إعادة بناء صرح الزوجية يوميًا.. إن الزوجة المسلمة عليها الاهتمام بأناقتها ورقتها حتى وإن مر على زواجها عشرات السنين، فإن الرجل وإن كبر سنه؛ لا يزال يأنس بالكلمة الحلوة، ويستمتع برؤية الجمال الذي يقيه على الأقل النظر إلى غيرها من النساء، وفي ذلك اعفاف لزوجها) [دروس تربوية للمرأة المسلمة، عصام بن محمد الشريف، ص (64)].
التجمل والتزين من الأشياء التي تسعد الزوج……..
فاحذري أن يراك الزوج بثياب بالية، وشعر (منكوش)، ورائحة كريهة، ووجه عبوس، وفم برائحة مقززة، وأسنان علقت بها بقايا الطعام، حتى إذا أراد العناق أصيب بالاختناق، وأراد الافتراق، ونادى بالطلاق…… فاحذري أيتها الزوجة قبل استفحال المشاكل أو وصول الأمر للطلاق)) [من أحاديث النساء، عصام بن محمد الشريف، ص (123)، بتصرف واختصار].
أما إذا اهتمت المرأة بجمالها وشكلها سوف يتغافل الزوج عن أخطاء زوجته، يقول الشاعر:
عين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا
والزوجة الذكية هي التي تعرف كيف تكسب قلب زوجها، وأن تكون دائمًا زوجة جديدة في حياته (فالكلمة الحلوة زينة، والبسمة المشرقة جمال، والرائحة الطيبة بهجة، والفستان الأنيق، واللمسات اللطيفة للشعر، والاختيار الموفق لبعض الحلي البسيط المنسجم مع لون البشرة والثوب، والنظافة المستمرة طهارة وعبادة… فأنت حورية الدنيا وسيدة القصور في جنات النعيم بإذن الله) [هذه هي زوجتي، عصام بن محمد الشريف، ص (65)].
إن الزوجة التي تجدد في مظهرها (ليراها زوجها متعطرة، متزينة من أجله بما يجذب إليها الزوج ويغض به بصره عن التطلع إلى الحرام أقدر على إيجاد جو المحبة والسعادة في بيتها، ولأن سرور الرجل راجع إلى مظهر الزوجة واعتنائها بنفسها، لذلك فإنه على المرأة أن تواظب على النظافة والتزين لزوجها، فذلك أدعى لشهوة الرجل وأملأ لعينه، وأظهر لمحاسن المرأة، وأدوم للألفة والمودة، لأن الزينة متعة للعين ومتعة للشم، والإنسان يسعد برؤية الشيء المتزين وشم الروائح الطيبة) [متعة الحياة الزوجية، إسماعيل عبد القادر ص(63-66) بتصرف يسير].
وماذا بعد الكلام؟
1- عليك الاهتمام بالتزين للزوج، وهناك حد أدنى من الزينة لا يمكن التنازل عنه لأن أقل من ذلك تقع المرأة في الإثم الشرعي، ويتعرض استقرار الأسرة للاهتزاز.
2- اختيار الملابس، وشكل الشعر والمكياج والصحة الشخصية والنظافة كلها نقاط هامة لجذب الزوج وسعادته وإلا كان هناك خطرًا على العلاقة الزوجية.
3- لوني لوحتك بفرشاتك فكل امرأة عليها أن تختار ما يناسبها من حيث اللون والطول والقصر والنحافة والبدانة، فالمرأة البدينة مثلًا لا تلبس ما يظهر بدانتها، وكذلك المرأة النحيفة فتختار كل منهن الملابس التي تتناسب مع حجم الجسم والتي تظهر ما فيه من أنوثة وجمال.
4- المرأة التي لم توهب قسطًا من الجمال الشكلي تستطيع بالتزين أن تبرز معالم أنوثتها إن معنى (كونسيلر) وهو من أدوات التجميل معناه إخفاء العيوب وإظهار المحاسن، وهذا ما نريده بالتجمل والتزين تظهر الزوجة مفاتنها وجمالها وتخفي العيوب.
5- تذكري أن حرصك على التزين إنما هو لتحقيق العفة للزوج، فاحرصي على الجمال والجاذبية والأنوثة لتنالي رضا الله ورضا الزوج وتحققي العفة والسعادة والاستقرار للأسرة ولزوجك.
|
شكرا أخي حميد
والله عادة ما ألاحظ أنك تمر على مواضيعيع كثيرا وهذا شرف لي كبير
عندما أجد التشجيع أستمر في الكتابة رغم أني لا أحظى بشعبية في التعليقات
بارك الله فيك وكرا مرة ثانية
bon continuation
je vous souhaite bonne courage
votre frère toujours