تخطى إلى المحتوى

الحب في ميزان الإسلام : 2024.

بسم الله
الحب بين الرجال والنساء في ميزان الإسلام
إنشاء : عبد الحميد رميته , من الجزائر
1-هل ميل الرجل نحو المرأة الأجنبية عنه مشروع في الدين أم لا ؟
ألا يحس كل رجل(إلا من كان مريضا نفسيا أو مصابا بسحر أو عين أو جن)من بعد البلوغ وحتى يموت,بالميل نحو المرأة عموما أو نحو نساء معينات؟وألا تحس كل امرأة(إلا من كانت مريضة نفسيا أو مصابة بسحر أو عين أو جن)من بعد البلوغ وحتى وقت متأخر من عمرها,بالميل نحو الرجال عموما أو نحو رجال معينين؟والجواب حتما هو"بلى".وإذا كان الجواب ب"نعم"فمعنى ذلك أن هذا الميل وهذا الإحساس وهذا الشعور فطري وواقعي,ولما كان الإسلام دين الفطرة ولما كان دينا من خصائصه الأساسية: الواقعية,فالميل إذن يصبح فطريا وواقعيا ومشروعا بكل تأكيد.
2-لكن لماذا يُقال بأن أعظم الحب والأصل في كل حب هو حب الله؟
الواقع هو أن حب الله هو الأساس لا لحب الرجل للمرأة ولحب المرأة للرجل فحسب,بل لكل حب آخر مثل حب الوالدين وحب الإخوة والأخوات وحب الأقارب والجيران وحب المعلمين و..وحب الخير للناس كل الناس وللعالمين جميعا.وذلك لأن الحب إذا كان لذاته أو لدنيا فإنه يكون حبا جافا باردا لا طعم ولا لون ولا رائحة له فضلا عن أنه حب ثمرته لحظية ومؤقتة,بخلاف الحب الذي ينبع من حب الله ورسوله-ص-فإنه يكون طيبا مباركا ,كما يكون له امتداد يشمل الدنيا والآخرة.وكذلك الحب بين الرجال والنساء إذا كان أساسه حب الله والإيمان به والطمع في رحمته والخوف من عذابه فإنه يجعل المُحب سيدا لشهوته لا عبدا لها ويطلب الجنس بالحلال وبالحلال فقط ويُشبع شهوته ويكون له على ذلك أجر بإذن الله "في بضع أحدكم صدقة",أما إذا كان الحب لإشباع شهوة جنسية ليس إلا ولاستمتاع لحظة فقط فإنه يجعل المُحب عبدا ذليلا بين يدي شهوته الرخيصة ويجعله يطلب الجنس بالحلال وبالحرام وبالجائز والممنوع ويبيع دينه من أجل لحظة اتصال واستمتاع بالمرأة.
3-هل الأصل هو هذا الحب والميل من كل جنس اتجاه الآخر أم الأصل هو انعدامه؟
هناك في الحقيقة فرق بين الميل والحب.أما الميل الذي يُحس به عموما كل جنس اتجاه الآخر فهو فطري فُطر عليه الإنسان والجن وكذا الحيوان كما قلت من قبل,وهو مظهر صحة وعافية.إن الرجل الذي يرى امرأة جميلة – خاصة إذا رأى بدون قصد منه شيئا من جسدها الذي لا يجوز لها أن تكشفه لأجنبي عنها -فتُعجبه وتميل نفسه إليها ويتمنى لو أنها كانت حلالا له أو لو كان يجوز له شرعا الاستمتاع بها,إن هذا الرجل طبيعي وعادي وفي كامل صحته وعافيته,ولا لوم عليه ولا عتاب عليه ولا بأس عليه شرعا وعقلا ومنطقا.أما الرجل الذي يقول بأن المرأة مهما كانت جميلة ومهما رأى منها أو من جسدها ومهما استمع إلى صوتها فإنه لا يميل إليها,وقال بأن المرأة لا تعني بالنسبة إليه شيئا ولا تحرك منه ساكنا,وقال بأن المرأة وقطعة الخشب عنده سواء.إن هذا الرجل إما كاذب لسبب أو آخر وإما مريض مهما كانت طبيعة وسبب مرضه.
وواضح أن أجر الصحيح المعافى عند الله عندما تميل نفسه إلى المرأة ولكنه يمنعها عنها لوجه الله,أي لأنها حرام عليه ولا تحل له,إن أجره أعظم بإذن الله بكثير من أجر الرجل المريض الذي لا حاجة له إلى النساء ولا رغبة له فيهن ولا ميل عنده إليهن,وذلك لأن الله يعطي الأجر على قدر الجهد المبذول.وفي المقابل فإن الله يعاقب على فعل المعاصي غير المحببة للنفس أكثر مما يُعاقب على المعاصي المحببة للنفس.
هذا عن الميل أما عن الحب الذي هو أعمق من الميل,وهو عبارة عن تعلق للرجل بامرأة معينة أو تعلق المرأة برجل معين قد يشتدُّ أو يخِف وقد يبقى حبا عاديا وقد يتحول إلى عشق وصبابة في القليل من الأحيان,فإنه يوجد عند الكثير من الرجال والنساء.وقد لا يوجد هذا الحب عند البعض من الجنسين بدون أن يكون غير المُحب مريضا يحتاج إلى علاج.أما المحبون فقد يحبون قبل الزواج وقد يحبون بلا زواج وقد لا يُحبون إلا بعد الزواج.
4-هل العشق الذي نقرأ عنه في كتب السير والتراجم وفي القصص والروايات وفي كتب التاريخ وفي الشعر والقصائد,هل هو موجود بالفعل أم هو محض خيال؟
العشق بمعنى الحب المبالغ فيه من الرجل للمرأة أو من المرأة للرجل,حقيقة موجودة في عالم الناس في كل زمان ومكان وإن كانت حقيقة نادرة الوجود أو قليلة جدا,ولا ينكر وجوده إلا جاهل.والعشق بلاء كبير لا يتمناه لنفسه عاقل لأن الغالب أن شره أكبر بكثير من خيره.والعاشق إذا وجد طريقا إلى معشوقه بالزواج أو بالزنا فقد حُلت المشكلة,أما إذا سُد الطريق أمامه بسبب أو بآخر (سبب راجع إلى الطرف الآخر أو إلى أهل الرجل أو أهل المرأة أو ..)فليس له إلا أن يعمل من أجل نسيان الآخر وإلا فقد يموت هما وغما أو قد يُجن أو..
ومما يساعده على النسيان صيام التطوع والنوافل من الصلوات والصدقة والإنفاق في سبيل الله والذكر والدعاء والتضرع إلى الله وزيارة المقابر ومحاسبة النفس والمطالعة الدينية وسماع الدروس الدينية,كما تساعد الرياضةُ الرجل كثيرا على النسيان.هذا وإذا كان العاشق رجلا فإن من أهم ما يسليه ويساعده على النسيان السعي من أجل التزوج من امرأة أخرى,وحتى ولو بدا له بأنه لن يحبها وبأنها لن تُنسيه معشوقته فإنه بإذن الله واهم.
5-ما العيب في أن يحب الرجل امرأة وتحبه بدون أن يكون التفكير في الزواج شرطا في هذا الحب؟.
أما إذا كان القصد من السؤال هو:لماذا لا يستمتع الرجل بالمرأة وتستمتع به هي استمتاعا بدون أن يفكر أحدهما في الزواج؟فالجواب هو:لا جواب!,لأن هذا السؤال قد يطرحه كافر لكن لا يجوز أبدا أن يطرحه مؤمن بالله,لأن الحرام حرام لا يجوز اقترافه سواء لغرض طيب مثل الزواج,أو من أجل لا غرض,أو لغرض خبيث أي طلبا لإشباع رغبة جنسية محرمة ليس إلا.أما إذا كان القصد هو لماذا لا يحب الرجل المرأة وتحبه ويلتقيان ويتحدثان ويتجولان و…من خلال علاقة بريئة لا يفعلان معها حراما وليس شرطا أن يفكر أحدهما في الزواج من الآخر؟إذا كان هذا هو القصد من السؤال,فإن الجواب هو أن الرجل لا يُلام على الميل في حد ذاته لجنس النساء عموما ولا يُلام كذلك حتى على الحب والتعلق القليل أو المتوسط أو الزائد لامرأة معينة,لكن الأفضل له أن يبقى بعيدا عن المرأة ما استطاع إلى ذلك سبيلا,وذلك لأسباب عدة يمكن أن نذكر منها:
ا-إذا كانت نية المرأة حسنة من وراء الحب والصداقة بينها وبين رجل معين,فمن يضمن أن تكون نية الرجل حسنة,أي من يضمن أن لا يكون غرض الرجل هو في النهاية النيل من شرف المرأة ليس إلا؟!

ب-إن الإحصائيات الكثيرة والكثيرة جدا,القديمة جدا والمعاصرة,والتي قام بها مسلمون أو كفار تؤكد كلها على أنه إن سلمت علاقة الاختلاط والصداقة والحب بين الرجل والمرأة وبقيت نظيفة في حالتين أو ثلاثة من عشر حالات فإنها تُلطخ ولا تسلم في ال 7 أو 8 حالات الأخرى.وما يُقال بأن الشاب إذا تعود على مخالطة الشابة من الصغر فإنه يزهد في الطمع فيها وتصبح علاقته بها بريئة تماما,هو أكذوبة مفضوحة يكذبها الواقع في كل زمان ومكان وتكذبها الجامعات المختلطة في أمريكا وغيرها وتكذبها علاقة الرجل بزوجته التي مهما طالت فإن الزوج لا يشبع ولا يزهد ولا يمل من زوجته جنسيا.إذن كلما ابتعد الرجل عن المرأة كلما سكنت وهدأت شهوته, وبالعكس كلما اقترب منها وخالطها ورآها وسمع منها وتحدث إليها ازدادت الشهوة(المشتعلة أصلا) تأججا واشتعالا.
ج-إن التجربة تؤكد دوما على أن كثرة الجلوس مع المرأة الأجنبية والحديث معها يُقسي القلب ويُبعد عن الله.وأنا أجزم أنك إذا بحثت ستجد الكثيرين الذين يؤكد لك الواحد منهم أنه خالط النساء (أو صاحب امرأة معينة بعينها أحبها حبا شديدا) فقسا قلبه وأحس بالجفاء وبضعف الإيمان وبالبعد عن الله وبالوحشة,فلما ابتعد عن النساء (أو عن محبوبته)أحس بأن قلبه خشع وأحس بقوة الإيمان وبالقرب من الله وبالأنس.وأجزم في المقابل بأنك لن تجدا شخصا واحدا في الدنيا كلها يقول لك بأنني كنت ضعيف الإيمان فلما أحببت امرأة معينة وأصبحت ألتقي بها باستمرار وأتحدث إليها في كل حين وأملأ سمعي وبصري منها ومن جمالها,زاد إيماني بالله وقويت معنوياتي ونفسيتي وأحسست بالقرب من الله أكثر!.ويجب أن يعلم الرجل أنه إن قالت له نفسه بأنه لن يلتقي مع المرأة إلا قليلا,فلم الخوف إذن؟ليعلم الرجل أن الأصل مع النفس في هذا الأمر بالذات(أي في علاقة الرجل بالمرأة) ,أنها كاذبة وأنه يجب أن لا يُصدقها,لأن الواقع يؤكد غالبا على أن اللقاءات تبدأ قليلة وقصيرة ثم تتطور مع الوقت لتصبح كثيرة وطويلة,قد تبدأ بنية حسنة ثم تسوء النية خاصة عند الرجل,وتبدأ بريئة ثم تتسخ بعد ذلك, وتبدأ العلاقة والشخص يكاد يكون سيدا لشهوته لكنها تتطور ويحصل الإدمان من الطرفين أو من أحدهما فتصبح الشهوة هي القائدة والسيدة,وصدق الله العظيم حين يقول:"زين للناس حب الشهوات"وأول ما ذكر:"من النساء",وصدق رسول الله –ص-حين قال:"ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء".ومن الصعب جدا بعد ذلك أن يتم تخلص الرجل أو المرأة من هذا الذي تم الإدمان عليه,وليعلم الرجل أن التخلص من هذا الإدمان أصعب بكثير من التخلص مثلا من شرب الخمر أو التدخين,فلينتبه الجميع.
6-أي الحبـين أعظم بركة وأكثر نفعا وأدوم خيرا: الحب بعد الزواج أم الحب قبل الزواج؟
من حيث الواقع خاصة في زماننا هذا,أصبحت أغلب حالات الزواج مبنية على حب سابق أو على شيء يبدو أنه حب.وقد نختلف في تعداد أسباب هذه الظاهرة الجديدة وفي كونها ظاهرة صحية أم مرضية ,لكنني أعتقد أن من أسبابها الكثيرة التقليد الأعمى للأجنبي الكافر حين تعلمنا منه عن طريق وسائل الإعلام المختلفة خاصة التلفزيون والفيديو والسينما والانترنيت و..وعن طريق الاحتكاك به,أنه لن يسعد الإنسان بزواجه إلا إذا تعرَّف على شريكة حياته وأحبها قبل الزواج,أما إذا تزوج منها بدون معرفة سابقة وبدون حب سابق فإنه سيشقى بزواجه أو على الأقل لن يسعد به!.ومن هنا فإنني وإن أكدت على أنه لا مانع شرعا من أن يتعرف الرجل على المرأة (والعكس) قبل أن يتزوجا إذا تمت مراعاة شروط شرعية وتم التقيد بقيود وتم التوقف عند حدود معينة وعدم تجاوزها,لكنني مقتنع كذلك بأن التطور وإن حُمِد في بعض الأحيان فإنه ليس محمودا في كلها.نعم إن طريقة أجدادنا وآبائنا في الزواج ليست دائما هي الطريقة المثلى لأن الرجل منهم في كثير من الأحيان كان يتزوج من المرأة بدون أن يعرف عنها شيئا:لا بدنيا وعضويا ولا فكريا وعقليا ولا نفسيا وعصبيا ولا أدبيا وخلقيا ولا…وفي هذا من الجهل والجفاء والبعد عن الدين وروحه ما فيه,لكن طريقة أولاد وأبناء هذا الجيل(جيل ما بعد 1980 م مثلا) في الزواج فيها كذلك من العيوب ما فيها للأسف الشديد,وخير الأمور أوسطها كما يقول ديننا.وأرجع إلى مسألة الحب والزواج لأقول بأنني أعتقد بأن الواقع والإحصائيات في العالم العربي خاصة تؤكد خلال ال 20 سنة الأخيرة على أن الحب بعد الزواج لا قبله أعظم بركة وأطول عمرا وعلى أن حالات الطلاق أكثر في الزواج الذي قيل عنه بأنه بني على الحب حينا وعلى الغرام حينا آخر.
يتبع :


7-هل يجوز للرجل أن ينظر إلى غير الوجه والكفين من المرأة التي يريدها أن تكون زوجة له ؟
لا يجوز اطلاع الرجل من المرأة على غير الوجه والكفين , مهما كانت نيته ونيتها حسنة ولو كان قصد كل واحد منهما هو الزواج الذي هو نصف الدين.إن الغاية عندنا في الدين لا تبرر الوسيلة ,بل إن الدين يأمرنا ويؤكد في الأمر أن نقدم الأسباب النظيفة للوصول إلى غايات نظيفة.إن المرأة لو أطلَعت كل رجل ادعى أنه يريد أن يتزوج منها على عورتها المُخففة والمغلظة لحدث شر عظيم والعياذ بالله,لأن كل رجل عندئذ يريد ن يمتع نظره بالتفرج على عورة امرأة سيدعي لها بأنه يريد أن يتزوج منها,وإذا صدق واحد في ادعائه سيكذب عشرة أشخاص,وعورات النساء ستصبح مكشوفة لكل غاد ورائح!.ثم إن الذي ينظر إلى عورة المرأة الأجنبية قد يكتفي بالنظر فقط وقد يطمع في أكثر من ذلك,وإذا طمع فيما هو أكثر من النظر وأرادت المرأة أن تقاوم فقد تقدر على المقاومة وقد لا تقدر.والذي تسمح له امرأة أن ينظر إلى عورتها باسم"الزواج"سيزهد في الزواج منها غالبا بعد ذلك,لأنه يصبح ينظر إليها على أنها ساقطة لا تصلح أن تكون زوجة أو ربة بيت أو أم أولاد لأنها كما كشفت له ما كشفت بدون عقد شرعي يمكن أن تكون قد كشفت أكثر لغيره من الرجال الأجانب عنها.ومن المُضحكات المبكيات أن شابة سألتني في يوم من الأيام"خطيبي-مازال لم يعقد عليها بعدُ-يريد أن يجامعني بدعوى أنه يحب أن يتعلم كيف يتصل جنسيا بالنساء وكذا يحب أن يتأكد من أنني امرأة صالحة للنكاح,فإذا تعلم وتأكد تقدم للزواج مني بصفة رسمية! فهل أطاوعه على ما يريد أم لا؟!".وانظر أيها القارئ الكريم كيف يريد بعضُ الشباب المنحرف الساقط استغلال سذاجة البعض من فتياتنا للتغرير بهن ولتدنيس شرفهن!!!.
وأنا أنصح المرأة أن لا تحتج في منع الرجل من النظر منها إلى ما لا يحل أو الاستمتاع منها بما لا يحل,أن لا تحتج باحتمال كون الرجل غير جاد في رغبته في الزواج,لأنه سيجيبها غالبا:" أنا جاد والله ,وأريد الحلال وأريد الزواج ! ذريني فقط أنال منك كذا ولا تخافي!"وهو في الغالب يكذبُ عليها,لأن الرجلَ قد يكون مأمونا على كل شيء إلا على المرأة الأجنبية,والله ما خلق في الرجل شهوة مثل شهوة الجنس,ونقطة ضعف الرجل الكبرى هي دوما المرأة.ولكنني أنصح المرأة أن تحتج بالشرع والدين لأنه لا يقدر عندئذ على أي رد,وأن تحتج وهي شجاعة وجريئة :"إن الدين يمنعك ويُحرِّم عليك أن تنظر إلى شعرة من رأسي أو تمسها ما دمتُ أجنبية عنك,أي ما دام العقد الشرعي للزواج لم يتم بعدُ,وحتى ولو كنت خطيبتك,ويمكنك أن تسأل أي عالم أو شيخ أو إمام".ويجب على المرأة أن تُتبع القولَ بالعملِ فتمنع نفسها عنه إلا بالحلال.وإذا رفضت وانصرف عنها فلا يجوز لها أن تتحسر عليه لأنه ساقط لا قيمة له.
8-وهل يجوز له أن يداعبها أو يقبلها أو يعانقها أو يفعل معها مقدمات الزنا من قبل العقد الشرعي,حتى ولو كانت مخطوبة؟
إذا قلت بأن النظر إلى غير الوجه والكفين حرام,فمن باب أولى لا يجوز ما هو أكثر من ذلك.ولا يحتاج الأمر هنا إلى أي بيان.قد يقول الرجل للمرأة إذا امتنعت عنه:"أنتِ متعصبة أو متزمتة أو معقدة أو..",والواجب عليها أن لا تقلق وأن لا تضعف,وأن تقول له:"إذا كانت المحافظة على الشرف تزمتا وتعصبا,فاللهم زدني تعصبا على تعصبي وتزمتا على تزمتي!". ولتذكر المرأة دوما أنها بالإسلام كلُّ شيء وأنها بلا إسلام لا شيء,وصدق الله حين يقول:"ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين,ولكن المنافقين لا يعلمون".
9-ما الذي يجوز للرجل من المرأة بين العقد والدخول؟
أما قبل العقد الشرعي,ولو بعد الخِطبة فقد قلت من قبل بأنه لا يجوز له منها إلا النظر إلى الوجه والكفين.وأما بعد العقد وقبل الدخول فيجوز له منها كل شيء بما في ذلك الجماع,لكن مع ملاحظة ما يلي:
ا-ليس كل ما يجوز شرعا هو الأفضل والأولى شرعا,إذ أن هناك كثيرا من الأشياء أجاز الدين فعلها,لكنه جعل الأولى تركها أو جعل تركها مستحبا.
ب-إذا جامع الرجل زوجته بين العقد والدخول أو اختلى بها على رأي بعض الفقهاء, فإنه إن طلقها بعد ذلك لا يستحق من المهر شيئا,أي أنه يجب عليه أن يعطيها المهر كاملا غير منقوص حتى وإن لم يدخل بها بعدُ من خلال عرس ووليمة,فلينتبه الرجل إلى ذلك.
ج-إذا استمتع بها بما دون الجماع (وبلا خلوة) بين العقد والدخول فإنه يُخاف عليه أن يتخلى عنها بعد أن قضى منها ما قضى,ويُفسخ الزواج ويقع الطلاق وتفسد العلاقة بين شخصين وبين عائلتين ويندم كل واحد منهما.وإن كانت المرأة هي الخاسرة بالدرجة الأولى معنويا,فإن الرجل هو الخاسر بالدرجة الأولى ماديا لأنه يجب أن يدفع لها نصف المهر إذا طلق بدون عذر شرعي.
وفي كل الأحوال,إذا استمتع الرجل بزوجته بين العقد والدخول بطريقة أو بأخرى فإن ليلة الدخول التي يُفترض أن تكون أحسنَ ليلة في حياة المرء تصبح لا قيمة لها ولا طعم ولا لون ولا رائحة لها,لأنها ستصبح ليلة يدخل فيها الشخص على آخر وقد رأى منه كل شيء من قبل واستمتع به ما استمتع.
10-وماذا عن كثرة التقاء الرجل بالمرأة بين العقد والدخول وكثرة الحديث معها سواء من خلال الهاتف أو من خلال جلوسه معها في بيت أهلها أو من خلال تجوله معها في الأزقة والطرقات و…؟
أما قبل العقد ولو بين الخطبة والعقد فالخلوة حرام وكذلك النظر إلى غير الوجه والكفين حرام,أما اللقاءات المتكررة وكثرة الحديث بدون لمس أو نظر محرم أو خلوة فإنه جائز لكنني لا أنصح به لأن سيئات كل ذلك أكثر من الحسنات,هذا إن كانت هناك حسنات حقيقية لا وهمية.
وأما بين العقد والدخول فلقد قلت من قبل بأن كل شيء جائز,ولكنني أنصح هنا بالتقليل من الاتصالات ومن اللقاءات ومن الحديث بين الزوجين في حدود الاستطاعة,لأن العرف السائد عند الآباء والأجداد والذي يُطلب منا احترامه يرفض كل ذلك من الرجل والمرأة بين العقد والدخول,ولأن ليلة الدخول بعد ذلك تصبح لا قيمة لها كما قلتُ من قبل.
11-لكن يقال بأن الرجل والمرأة يكثران من الاتصال ببعضهما والحديث مع بعضهما من أجل أن يتعرف كل واحد منهما على الآخر ؟!
هذه إما كذبة كبيرة وإما جهل فضيع,لأن التجربة تؤكد أنه لن يتعرف أحدهما على الآخر كما ينبغي وعلى حقيقته إلا بعد الزواج.إن كل أو جل ما يُظهره الواحد للآخر هو تكلف ومجاملة و..ليس إلا,وذلك من أجل أن يُعجب الآخر,ولو دام ذلك سنوات.إذن هذه حجة ضعيفة جدا لا تستند على دليل ولا على نصف دليل ولا على شبه دليل.والحقيقة تقول بأن السبب في هذه العادة الجديدة التي تتمثل في كثرة اختلاط الرجل بالمرأة قبل الخطبة أو بعدها,وقبل العقد أو بعده بدعوى التعارف يبعث عليها غالبا أحد أمرين أساسيين:شهوة خفية أو ظاهرة عند الرجل أو المرأة,أو تقليد أعمى للأجنبي الكافر.
12-ما هي إذن الطريقة المثلى التي يمكن للرجل أن يتبعها من أجل أن يتزوج زواجا طيبا مباركا بإذن الله ؟
يتم ذلك بإذن الله باتباع الخطوات البسيطة والمتواضعة التالية:
ا-الدعاء بأن يوفقه الله في سعيه لاستكمال دينه بالزواج.
ب-استشارة من يثق فيهم الرجل فيمن يمكن أن تكون شريكة حياته وزوجته وربة بيته وأم أولاده سواء
كانوا رجالا أو نساء.
ج-السؤال عمن تم اختيارها والميل إليها والاقتناع بها,ويمكن الاستعانة بالاستخارة إذا وقع تردد من طرف الرجل.والمطلوب أن نسأل قريبها وجارها ومن يعرفها من قريب أو من بعيد,وممن يحبها ومن يُبغضها,مع التركيز على سؤال العدول من الرجال أو النساء.ولا بأس أن يستمر السؤال ولو لأيام أو أسابيع,وقديما قيل في المثل الشعبي:"زواج ليلة لازمو تخمام عام".ويجب أن يراعي الرجلُ الدين والأدب والأخلاق أولا,ولا بأس أن يشترط شروطا أخرى بعد ذلك.
د-يتقدم لمن استقر رأيه-بعد الاستشارة-عليها ليخطبها من أهلها بالاستعانة بالبعض من أهله(رجالا ونساء).ويمكن أن يراها وتراه عند أهلها في البيت,وفي حضور البعض من محارمها,ليرى منها ويسمع ما من شأنه أن يٌرغبه أكثر في الزواج منها,وما يجوز له يجوز لها بنفس الدرجة بطبيعة الحال.ولا بأس من تكرار هذه الجلسة مرة أو مرتين بدون مبالغة.
هـ-وعند حصول التراضي وإتمام الخطبة يمكن الاتفاق على موعد من أجل العقد الشرعي. وعند حصول العقد الشرعي يستحب أن يكون المهر فيه خفيفا حتى يكون الزواج أكثر بركة.ولا بأس على الرجل أو المرأة أن يشترط أحدهما على الآخر قبل العقد أو معه شروطا لا تتناقض مع أساس العقد ولا مع أهدافه.
و-يتم تحديد موعد العرس والوليمة الذي يُستحسن أن لا يكون بعيدا.والأفضل أن يبتعد الرجل عن المرأة فلا يكلمها ولا يلتقي بها ولا..إلا عند الضرورة سواء قبل الخطبة أو قبل العقد الشرعي أو قبل الوليمة والعرس.
ي-ثم يدخل الرجل بزوجته من خلال عرس يحرص فيه الزوجان على أن يكون خاليا من أية بدعة أو محرم,وبذلك يلتقيان لقاء طيبا مباركا أساسه طيب وفروعه طيبة وأغصانه وأزهاره وثماره كلها طيبة بإذن الله.

13-ما الذي يجب على الشاب (والشابة) الذي مازال صغيرا,أو الذي كبر لكن الظروف المساعدة على الزواج ما زالت غير مواتية له؟ماذا يفعل ليكبح جماح شهوته حتى يتزوج؟
جزء من الجواب متضمن في السؤال,أي أن الشخص المؤمن يجب أن يكبح جماح شهوته ويمنع من إشباعها بالحرام حتى تتاح له الفرصة للزواج سواء كان رجلا أو امرأة.إن الصبر مطلوب شرعا وهو أمر لا مفر منه.وليكن شعار المؤمن هو حديث الرسول-ص-:"يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج,ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء".ويمكن للمؤمن أن يستعين فضلا عن الصيام بالصلاة والرياضة والمطالعة الدينية وشغل أوقات الفراغ فيما هو نافع دينا أو دنيا والاجتهاد في الدراسة أو العمل أو الاجتهاد في البحث عن عمل,وبالبعد عن الاختلاط بالنساء إلا عند الضرورة والتقليل من الحديث معهن وعدم ملامستهن,واجتناب النظر إلى عورات النساء الأجنبيات,والحرص على عدم الاقتراب من ممارسة الاستمناء,و..
وعلى المؤمن أن ينتبه إلى:
ا-أنه لا يجوز أبدا أن نسمع لمن يقول بأن الكبت مُضر بصحة الإنسان بدنيا ونفسيا!إن هذا الكلام باطل شرعيا وطبيا وواقعيا,والحمد لله لقد عشت-وأمثالي ملايين وملايين-حوالي 15 سنة بعد البلوغ بدون معرفة أية امرأة أو ممارسة أي حرام مع امرأة,ثم تزوجت على كتاب الله وسنة رسوله-ص-وما أُصبتُ لا بكبت ولا بما يشبه الكبت,بل إنني في أتم صحتي وعافيتي وإن من أهم ما أعتز به في حياتي هو أن صفحة علاقتي بالمرأة الأجنبية بيضاء تماما بإذن الله,ولله الحمد والفضل والمنة.
ب-إن الله يعوض للشاب إذا منع نفسه من الحرام وعمل من أجل تقوية نفسه روحيا, يعوض له بأكثر مما فقد بكثير:سكينة وطمأنينة وراحة بال وقوة عزيمة وإرادة وحلاوة إيمان يجد طعمها في قلبه و..مما لا يمكن أن يتوفر لمن قضى شبابه منغمسا في أوحال الجنس الحرام والرذيلة.
ج-إن الرجل إذا عاش نظيفا وطاهرا وعفيفا ثم تزوج نظيفا تنعكس نظافته بإذن الله إيجابا على حياته بعد ذلك مع زوجته وأولاده,خاصة إذا حرص على التعاون مع زوجته على طاعة الله.ولقد أخبر أكثر من رجل من هذا النوع الذي عاش ما قبل الزواج لزوجته ولزوجته فقط,أخبر عن نفسه بأن الحب بينه وبين زوجته بقي أو كاد يبقى لعشرات السنين كما كان في الشهر الأول الذي يسميه بعضهم"شهر العسل".
14-وأخيرا عندما تُخطب الفتاةُ,هل الأفضل أن تكون الكلمة الأخيرة في القبول أو الرفض لها أم لأهلها؟
لكل طرف كلمته.وكما أن على الفتاة أن تنتبه إلى أنه لا يجوز لها أن تتزوج إلا بولي,فإن على أهلها كذلك أن ينتبهوا إلى أن الزواج زواج البنت لا زواج واحد منهم.فإذا كان الرجل غير مطعون في دينه وأمانته وعنده القدرة المادية على الزواج وليس فيه عيب من العيوب التي يفسخ بها العقد,وقد رضيت به الفتاة,فإن على أهلها أن لا يتعصبوا ضد ابنتهم وأن لا يحولوا بينها وبين ما تريد بناء على اعتبارات جاهلية.لكن مع ذلك أجدني هنا مضطرا لأن أحذر الفتاة من مغبة الانخداع بمعسول الكلام الذي قد يصدر من الشاب الخاطب,وعليها أن لا تعطي الشاب الخاطب وعدا مرتجلا سريعا من غير دراسة وترو وإمعان نظر ومشورة.ومن الخير دائما الانتفاع بخبرة الأهل لأنهم أكثر من الفتاة فهما لحقائق الأمور ولأنهم يحبون لها السعادة والخير غير متأثرين بعاطفة عابرة,وإنما يبحثون الأمر على ضوء التجارب.ويجب على الفتاة ألا تقلل من أهمية موافقة أهلها في شأن خطبتها وزواجها,فهي في مقتبل العمر تكون تحت سيطرة العاطفة وحدها,مع العلم أن العاطفة لا تكفي إطلاقا لإنشاء حياة مستقرة ما لم نجعل العقل لها مرشدا.
نسأل الله أن يهدي شبابنا وشاباتنا وأن يحفظهم من كل سوء وأن يجعلهم قرة أعين لأمتهم ولدينهم –آمين-.
هذا والله ورسوله أعلم.
عبد الحميد رميته , ثانوية بوالصوف, ميلة, الجزائر

اخي عبد الحميد موضوعك في القمة ………………بس طويل بزاف وانا نقرا فيه ونحبس نريح 😀

ومرات نغلط ونعاود من مكان قريتو من الاول …………….المهم اخي بوركت

وموضوعك فالحب اشتمل على كل الجوانب ……………………..ان شاء الله يقدر الاعضاء الاخرين

يشوفو موضوعك ………………..ويستفيدو منه

اختك ليلى الجزائرية

جازاك الله أختي ليلى خيرا . أعتذر عن الإطالة ثم أعتذر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.