قال تعالى: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[آل عمران:85]
وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً
فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً)[النساء:47]
وقال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً)[المائدة: من الآية3]
وغير ذلك من الآيات التي تدل على أن الله تعالى لا يقبل غير هذا الدين من أحد مهما كان،
وأن الله دعا أهل الكتاب إلى ذلك، فأهل الكتاب مأمورون بترك دينهم واعتناق دين الإسلام،
ومن لم يفعل ذلك منهم فهو من أهل النار،
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار" رواه مسلم
وفي تفسير ابن كثير لهذه الايه:
يقول تعالى منكراً على من أراد ديناً سوى دين اللّه، الذي أنزل به كتبه وأرسل به رسله،
وهو عبادة اللّه وحده لا شريك له، الذي له أسلم من في السموات والأرض،
أي استسلم له من فيهما طوعاً وكرهاً،كما قال تعالى:{ وللّه يسجد من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً}
وقال تعالى:{ وللّه يسجد ما في السموات وما في الأرض من دابة والملائكة
وهم لا يستكبرون يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون}
فالمؤمن مستسلم بقلبه وقالبه للّه، والكافر مستسلم للّه كرهاً، فإنه تحت التسخير والقهر والسلطان العظيم الذي لا يخالف ولا يمانع، وقد قال وكيع في تفسيره عن مجاهد:{ وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً}، قال: هو كقوله:{ ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولون اللّه}،{ وإليه يرجعون}أي يوم المعاد فيجازي كلاً بعمله.
ثم قال تعالى:{ قل آمنا باللّه وما أنزل علينا}يعني القرآن،{ وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب}أي من الصحف والوحي،{ والأسباط}وهم بطون بني إسرائيل المتشعبة من أولاد إسرائيل – وهو يعقوب – الاثني عشر،
{ وما أوتي موسى وعيسى}يعني بذلك التوراة والإنجيل،{ والنبيون من ربهم}وهذا يعم جميع الأنبياء جملة،
{ لا نفرق بين أحد منهم}يعني بل نؤمن بجميعهم،{ ونحن له مسلمون}
فالمؤمنون من هذه الأمة يؤمنون بكل نبي أرسل وبكل كتاب أنزل، لا يكفرون بشيء من ذلك، بل هم يصدقون بما أنزل من عند اللّه، وبكل نبي بعثه اللّه . ثم قال تعالى:{ ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه}الآية.
أي من سلك طريقاً سوى ما شرعه اللّه فلن يقبل منه،{ وهو في الآخرة من الخاسرين}،
كما قال النبي صلى اللّه عليه وسلم في الحديث الصحيح: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)
المصدر موقع اسﻻم ويب وتفسير