كلاب النار " داعش " تستدل بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فـ
◀حينما تقوم داعش بوضع كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في موقف مخز، ترفضه كل القيم والمبادئ الإنسانية ، بل وتأباه كل الفطر السليمة، تعلم علم اليقين أن الحملة مقصود منها تشويه الإسلام، وتشويه شيخ الإسلام العالم الإمام ابن تيمية رحمه الله ، وتشويه تراثه العلمي الشرعي، والرحمة التي امتلأت قلب هذا العالم وكل علماء الإسلام .
1⃣فأولا : كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ليس في تحريق الأسير أبدا، وإنما هو في التمثيل بالعدو بعد قتله .
2⃣ثانيا : التمثيل بالعدو " المُثْلَة " عند شيخ الإسلام ابن تيمية محرم ، قال رحمه الله : "بل إذا قُتِلَ كافرٌ يجوز قتله ، أو مات حتف أنفه، لم يجز بعد قتله أو موته أن يمثل به ، فلا يشق بطنه ، ولا يجدع أنفه وأذنه ، ولا تقطع يده إلا أن يكون ذلك على سبيل المقابلة ، فقد ثبت في صحيح مسلم وغيره عن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا بعث أميرا على جيش أو سرية أوصاهُ في خاصة نفسه بتقوى الله تعالى، وأوصاه بمن معه من المسلمين خيرا، وقال: (اغزوا في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليد). وفي السنن أنه كان في خطبته يأمر بالصدقة ، وينهى عن المُثْلة، مع أن التمثيل بالكافر بعد موته فيه نكاية بالعدو ، لكن نهي عنه لأنها زيادة إيذاء بلا حاجة، فإن المقصود كف شره بقتله، وقد حصل" . [منهاج السن لابن تيمية: 1/52].
3⃣ثالثا : لا يوجد نص واحد عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يجيز تحريق العدو ، بل سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن تحريق بيوت النمل، فمنع من ذلك ، وقال : "النمل يدفع ضرره ويقتل بغير الحرق" . [مجموع الفتاوى لابن تيمية: 32/273].
4⃣ رابعاً: ليس الخلاف بين المسلمين وداعش في تحريقهم للطيار المجاهد معاذ الكساسبة رحمه الله فحسب بل في احتلالهم لبلاد المسلمين، واعتناقهم عقائد ومبادئ مستقاة من الخوارج الذين وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم كلاب النار، وشر الخلق والخليقة، واستعمال الرافضة والنصيرية واليهود والنصارى والشيوعيين لهم لضرب الإسلام في سماحته وعدله وتشويه سمعة المسلمين، وعمل أقبح دعاية للإسلام، وكذلك الاستمرار والإصرار على الكذب والزور والباطل والتلبيس والمكر بشباب الأمة الإسلامية.
ففعل داعش كلاب النار خليط بين الإجرامات اليهودية والبعثية ويلبسون ذلك لباس الإسلام.
⏪وفي الختام:
إن استغلال داعش لكلام شيخ الإسلام ابن تيمية في هذا المشهد غاية في الخبث والدهاء والمكر ، ويدل على أن هناك عقولا ماكرة ونفوسا خبيثة ومتخصصين في النفس البشرية والمونتاج والتصوير والفيديو والإعلام، هي من تقف خلف هذا المشهد والإنتاج، وذلك أن استغلالهم لكلام ابن تيمية في هذه اللحظة من المشهد لن يتنبه لحقيقة معناه كثير من الناس، لأن الصورة الوحشية في هذا المشهد قد صدمت الجميع، وصار العقل متجها إلى زاوية معينة من التفكير، وهي الوحشية والبشاعة، وصارت الأحاسيس والانفعالات كلها مشدودة تجاه هذا العمل البشع، فهي حالة غياب للعقل الواعي المدرك عند كثير من الناس، بحيث ما عاد العقل ينتبه لحقيقة القول الذي يتلى عليه، بل كل ما يفهمه العقل أن هذا الكلام المتلو – أيا كان هذا الكلام – هو تبرير لهذا العمل ، بغض النظر عن دلالة هذا القول ومحتواه ومفهومه ، وقد ذكر الله تعالى في القرآن في سورة يوسف أن امرأة العزيز حينما أدخلت نبي الله يوسف عليه السلام على النسوة اندهشن وصدمن من جماله وحسن صورته، وقَطَّعنَ أيديهن، فما عاد العقل يدرك من هول الصدمة والدهشة .
وهؤلاء حتى لو وضعوا آية من القرآن أو حديثا من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم – مهما كان هذا النص – في مثل هذا المشهد ، لفهم المخاطب والناظر أن القرآن والسنة يجيزان هذا العمل ولا حول ولا قوة إلا الله ، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
أصل المقال للشيخ : محمد عبد الله الحمادي جزاه الله خيرا
وزاد فيه بعض الفوائد وخاصة ما ورد في (الفقرة الرابعة) :
أسامة بن ****ا بن عثمان العتيبي
16/ 4/ 1445هـ
منقول من منتديات بيضاء العلمية