عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: ( إن قدر حوضي كما بين أيلة الى صنعاء من اليمن، وإن فيه من الأباريق كعدد نجوم السماء ) رواه البخاري .
معاني المفردات:
الحوض: مجتمع الماء.
أيلة: قرية متوسطة بين المدينة ومصر والشام .
الأباريق: جمع إبريق نوع من الآنية، قيل: الكوز .
المعنى الإجمالي:
يبشر النبي – صلى الله عليه وسلم – أمته في هذا الحديث بفضيلة من فضائله التي يمن بها الله عليه يوم القيامة، وهي حوضه الذي لا يختص به لنفسه بل يشرك فيه أمته، فيشرب منه كل مؤمن ومؤمنة، ويمنع عنه كل كافر وفاجر ومبتدع .
ويصف النبي – صلى الله عليه وسلم – حوضه بعظمة الاتساع، ويقدر مساحته كما بين أيلة وهي مدينة شامية كانت عامرة وصنعاء المدينة اليمنية الشهيرة وبينهما مسيرة شهر، وأن عدد كؤوسه كعدد نجوم السماء، إما مطابقة أو دلالة على الكثرة البالغة، وهذه الأعداد تدل على كثرة من يشرب من هذا الحوض النبوي المبارك، الذي من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبداً .
الفوائد العقدية :
1-إثبات فضيلة النبي – صلى الله عليه وسلم – بتخصيصه بهذا الحوض العظيم .
2- أن لكل نبي حوضاً إلا أن حوض النبي أعظمها وأكثرها وارداً فعن عن سمرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ( إن لكل نبي حوضاً، وإنهم يتباهون أيهم أكثر واردة، وإني أرجو أن أكون أكثرهم وَارِدَةً ) رواه الترمذي .
[ تصحيح الحديث من طرف المشرف/
السبب : إضافة عبارة( وَارِدَةً ) كما جاء في سنن الترمذي ]
3- إثبات صفة الحوض، وأنه متسع الأنحاء، كثير الآنية، عظيم النفع فمن شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبداً .
4-أن هذا الحوض مختص بأتباع النبي – صلى الله عليه وسلم – دون غيرهم ممن كفر به أو غير سنته واتبع هواه، فعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ( ليَرِدَنَّ عليَّ ناس من أصحابي حتى إذا عرفتهم اختلجوا – اقتطعوا – دوني، فأقول أصحابي فيقول لا تدري ما أحدثوا بعدك ) رواه مسلم . ومعنى "أصحابي" أي: من رآني وآمن بي، ولكنه ارتد على عقبه بعد موت النبي – صلى الله عليه وسلم – كبعض مانعي الزكاة الذين قاتلهم أبو بكر – رضي الله عنه -.
5- أن مكان الحوض في ساحات القيامة قبل الصراط؛ لأنه يمنع منه أقوام قد ارتدوا على أعقابهم، ومثل هؤلاء لا يجاوزون الصراط .
6- أن الحوض غير الكوثر، فالحوض في ساحات القيامة، والكوثر من أنهار الجنة، إلا أنه يصب في الحوض ميزابان من أنهار الجنة، كما أخبر بذلك النبي – صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم .
7- أنه جاء في وصف حوض النبي – صلى الله عليه وسلم – أن ماءه أشدُّ بياضاً من اللبن، وطعمه أحلى من العسل، كما ثبت بذلك الحديث في صحيح مسلم وغيره.
نسأل الله أن يشفع فينا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأن يحشرنا تحت لوائه وأن يوردنا من حوضه شربة لا نظمأ بعدها أبدا اللهم آمين
وفقك الله.
|
|
جزاكم الله خيرا على الموضوع القيم جدا
والذي يعلمنا جانبا من عقيدتنا حول حوض النبي صلى الله عليه وسلم
وأرجو أن تفيدونا حول الفائدة (5) :
((– أن مكان الحوض في ساحات القيامة قبل الصراط؛ لأنه يمنع منه أقوام قد ارتدوا على أعقابهم، ومثل هؤلاء لا يجاوزون الصراط .))
أرجو اختي أن تعطينا مصدر هذه الفائدة (ساحات القيامة) كي نتحقق ونعتقد بما لا يدع مجالا للشك لدينا حول هذه الفائدة.
فكما تعلمين أمور العقيدة لا نأخذها إلا بدليلها .أما بغير دليلها فلا نأخذ هذه الفائدة(5).
ننتظر ردكم أو إفادة من إخواننا الأعضاء
يعلمنا أمرا من ديننا
وله علينا أن ندعو له بالأجر والثواب.
وجاء في صحيح مسلم :
أَنَّ نَبِىَّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِنِّى لَبِعُقْرِ حَوْضِى أَذُودُ النَّاسَ لأَهْلِ الْيَمَنِ أَضْرِبُ بِعَصَاىَ حَتَّى يَرْفَضَّ عَلَيْهِمْ ». فَسُئِلَ عَنْ عَرْضِهِ فَقَالَ « مِنْ مَقَامِى إِلَى عَمَّانَ ». وَسُئِلَ عَنْ شَرَابِهِ فَقَالَ « أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ يَغُتُّ فِيهِ مِيزَابَانِ يَمُدَّانِهِ مِنَ الْجَنَّةِ أَحَدُهُمَا مِنْ ذَهَبٍ وَالآخَرُ مِنْ وَرِقٍ ».
__________
معانى بعض الكلمات :
يغت : يدفق فيه دفقا دائما متتابعا
الورق : الفضة
الميزاب : أنبوبة تركب فى جانب البيت من أعلاه لينصرف منها ماء المطر
***********