لماذا يُسلِّم كثير من الرجال قيادة البيت للمرأة؟
تعاظم دور المرأة في المجتمع، فبعدما كانت تتحمل الأعباء الداخلية للمنزل غدت في وقتنا الحالي تزاول أعمالاً إضافية كانت ترتبط بالرجل دون سواه في الماضي، وصار عليها اليوم أن تعمل كما يعمل الرجل بالضبط في كل المؤسسات، إضافة إلى أعمالها في البيت من تربية وتدبير الأمور المنزلية وضبط الموازنة والتخطيط لما سيكون، تغيير الديكور، اقتراح السهرات، وغيرها من أمور، فتلك الأداة التي خلقها الرجل ليحكم بسطوته على المرأة، باتت تشاطره فيها، ما شكل لبساً في تناول المهمات.
والمثال الوارد هو العبء المالي الذي أصبح رهين المثل الشعبي القائل :يد وحدة ما تصفق" فهل هذا التقاسم غير العادل – برأي كثيرين ــ في الأدوار، سلب جزءاً أو كُلاً من تأثير الرجل على أسرته؟ وهل بات من المُسَّلم به – على رغم أنف الرجل – التعاطي مع مقتضيات الحياة العصرية التي تسمح للمرأة بمساحة أكبر وصلاحيات أوفر؟
تَمَّكُن المرأة
يقول سيدصادق محمد حسين (مُتزوج ــ 33 عاماً) :باتت المرأة تتحمل كل ما يتعلق بشؤون المنزل حتى بالنسبة إلى الشأن المادي". ويضيف :الزوجة هي من يتابع دراسة الأبناء ويذهب بهم إلى المتنزهات ولشراء الحاجيات وغيرها من التزامات، فضلاً عن بعضهن اللواتي يعملنَّ بينما يرجع الرجل من عمله إلى منزله متعباً ليرتاح ويعاود الخروج مع أصحابه أو لقضاء أوقات من الراحة". ويوضح:لا يعني ذلك تمكن المرأة وسيطرتها على المنزل كالآمر الناهي بسبب غياب الرجل فترات طويلة، وإنما يزيد ذلك من ضرورة المرأة في الكيان الأسري".
اعتبارات دينية وعُرفية
ومن جهتها، تقول أفنان علي (طالبة جامعية ــ 20 عاماً) :إن دور المرأة البارز والحيوي يتجلى في المنزل ومسؤولياته، وتأتي المهمات الأخرى مساندة لدورها الرئيس". وترى أن انشغال الرجل في طلب الرزق أتاح للمرأة فرصة أكبر لتعزيز وجودها إلى درجة تجاوزت بها نصيب الرجل من المسؤوليات. وتقول لوحظ في عصرنا الحاضر اندفاع المرأة الخليجية، خصوصاً خارج الإطار البيتي، وذلك رغبة منها في اثبات الحضور بمختلف الأصعدة وحتى السياسية منها". وتؤكد في الوقت ذاته :أن المرأة بهذا الزحف تواجه صعوبات عدة لاعتبارات دينية وعُرفية لأنها تسجل إصراراً محفزاً نحو الاستمرار هذا لكسب الحقوق التي تعتقد بأنها سُلبت".
تعزيز دور المرأة
ولكن، هل تشعب مسؤوليات المرأة بهذه الطريقة يؤثر سلباً على واحد من أهم واجباتها ألا وهو الواجب الأمومي؟ تجيب بهية رضي (ناشطة) :لا أظن ذلك؛ هذا إذا كان الزوجان رتبا حياتهما على تقسيم المهمات بما يسمح بأداء الواجبات كافة من دون إهمال شيء على حساب شيء آخر". وتقول :منذ قديم الزمان والمرأة تقود المنزل ومسؤولياته؛ فالرجل كان يغيب في البحر والمرأة تحل محله وتقود منزلها وأبناءها وكل ما يتعلق بهم من احتياجات ومشكلات". وتضيف :ويوماً بعد يوم تضيف المرأة إلى حضورها أهمية أكبر من اليوم السابق حتى تعزز دورها في بناء الأسرة والمجتمع".
تدارس الأدوار
أما عضو جمعية البحرين لتنظيم ورعاية الأسرة شماء الدوسري فتقول "أتى الإسلام وكرّم المرأة ولم يناد بإعطاء مهمات الأسرة لها فقط، وإنما دعا إلى شراكة متكاملة". وتستدرك: لكن لا أدري كيف أصبح شيئاً بديهياً توكيل مهمات المنزل بصورة كاملة للأم سواء أكانت امرأة عاملة أم لا". وتظن الدوسري أن بعض الرجال تنصلوا شيئاً فشيئاً من مسؤولياتهم واحدة بعد الأخرى، حتى جعلوا الأمر يبدو كأنه حق من حقوقهم. وتتساءل "هل نتكلم هنا عن وعي أم علم أم عادات وتقاليد؟ أم أننا نرى الأمور في مسارها الطبيعي؟".
تعتقد الدوسري "أن بعض الرجال وجدوا أنفسهم غير قادرين على إدارة وتنفيذ الأعمال الدقيقة والمعقدة المرتبطة بالمنزل، ووجدوا من السهل الرمي بثقل المسؤولية بالكامل على كاهل المرأة".
وتُرجع الدوسري أسباب ذلك إلى <>الكسل والأنانية في بعض الرجال وهو السبب وراء إلقاء جميع الأعباء على المرأة وإن كانت ملتزمة بعمل ما". حسب رأيها وتستنكر :هل هذا من العدل والإنصاف؟".
وتنهي حديثها قائلة :لقد آن الأوان لوقفة تأمل وإقدام شُجاعة لتدارس الأدوار بين الزوجين وتوزيعها بالشكل الذي يضمن العدالة للطرفين ويؤكد مبدأ التشارك والتعاضد في الحياة الزوجية كي نخلق جواً من الألفة والتراحم والمودة داخل أسرنا".
تحيــــاتي
و دعواتـــي
ور الـــروح دة
جزاك الله خيرا
جزاك الله الجنة يا رب