فاكهة المجالس 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يحصد المرء الكثير من الحسنات في يومه، لكنّه يخسرها بسبب الغيبة. الغيبة غالباً ما تكون حاضرة في أيّ مجلس وخاصة جلسات كثير من النساء التي تكون عامرةً باحاديث حرّمها الله ووصف صاحبها بابشع الصفات ، ولكن على الرغم من حرمتها نأكلها ونستمتع بقضمها. الغيبة فاكهة ليست حكراً على أحد ، فهي متاحة للغني والفقير لكثرتها وبخس ثمنها . يتخذها الناس وسيلة للتعبير عما يختلج في قلوبهم الضالة المعتمة من رغبة في الذمّ . أغلب نساءنا يتخذنها كالمهنة لانهاء وقت طويل في الثرثرة واللغو الفارغ أو انتهاك أعراض الناس، أو تسلية ظاهرها البراءة وحسن النية وباطنها رغبة عميقة في إيذاء الغائبين عن هذه المجالس. هي فاكهة تستلذ بها وتحبها اغلب النساء ويتناولنها بشراهة في زمننا هذا حيث يتبادلن اكلها في كل وقت وحين اينما اجتمعن . ولا تقتصر الغيبة عند النساء فقط برغم أنهن الأكثر إجادة لها والأبرع فيها ، ولكنها موجودة عند الرجال ايضا فالغيبة فاكهة للكل رجالاً كانوا أم نساءً، إذ يقال: يموت الفتى من عثرة بلسانه ولا يموت المرء من عثرة الرجل ان كنت تريد ان تنشر وتفشي أسرار سيئات اخوتك وتفضح عيوبهم وتغض النظر عن حسناتهم ، فالأولى أن تنظر في عيوبك، وأن تعي ان الله لك بالمرصاد ، فكما تدين تدان يوم يلقى عليك كلام مالذ وطاب حيث تذل لها الانفس لشدة قوتها. وكذلك نهانا عنها نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، اذ اشتد غضب النبي يوما فنادى بصوت اسمع العواتق في خدورهن: »يامعشر من آمن بلسانه ولم يفض الايمان الى قلبه ، لاتغتابوا عوراتهم، فإن من تتبع عورة اخيه المسلم تتبع الله عورته«. شدّة ذنب المغتابين لا تستثني المستمعين ، فهم أيضاً مغتابون حتى إن لم يشاركوا الحديث في انتهاك الاعراض فاذ سكتوا وغفلوا ولم يهمّوا بالمغادرة فهم مغتابون ايضا . فالأذن تحاسب كما يحاسب اللسان. نسال الله ان يشغلنا بذكره وطاعته ويطهّر السنتنا من كل ما يغضبه ، فان كنت من زمرة المغتابين فانك مطالب بأن تنتبه من غفلتك وتنقذ نفسك ، فانّ حماية اعراض الناس وحفظ حرماتهم لها في الاسلام شأن كبير وعظيم فابتعدوا عن ذمّ الناس والبحث في عيوبهم ومساوئهم ، واحفظوا لسانكم وطهّروا قلوبكم. بسم الله الرحمان الرحيم ‏(وذكر فان الذكرى تنفع المومنين )منقول

شكرا على الموضوع في القمة و الله يهدينا
مشكورة حبيبتي لمرورك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.