خـواطـــر فى القلـــوب
لازلت منذ برهة من الزمن أتفكّر فى أحوال القلوب وطبيعتها , فمازلت أكتشف المزيد والمزيد , وقد وجدت : —
أن الإنسان لا يملك قلبه حقا , فلا يملك القلوب إلا رب القلوب , فهو وحده يقلبها كيف يشاء , فليحذر الإنسان أن يشغل قلبه ويعرّضه لما لا طاقة له به ..
– وأن السعادة هى سعادة القلب , وكذا العذاب , فعذاب القلب أقسى ما يكون , فنسأل الله سلامة قلوبنا ..
– وأن القلب سلطان , فهو يأمر والكل له مطيـــع , فإن أمر السمع سمع , وإن أمر البصر رأى , وإن أمر بالحب , فالكل للحب يهــوى …
– وأن أمراض القلب كلها تعود الى قسمين , وهما الشهوات والشبهات , فالشبهات تُعمى القلب عن الحق ومعرفته , والشهوات تأخذك الى غير الحق ولو كنت عالما به ..
– وأن القلوب ثلاثه : فقلب حى , وقلب ميــت , وقلب مريــض ..
فأما الحى فهو قلب خالى من الشهوات والشبهات والصغائر , يرقب الله فى كل حركة أو سكـــون ..
وأما الميت فهو ضد الحى , تراه مليئا بالشهوات والشبهات , فلا هو محسن لعقيدة يعتنقها ولا محسن لفعل يعمله ..
وأما المريض , فهو قلب به مادتان , مادة الحياة , وأقصد حياة القلوب , وهو ذكر الله تعالى ومحبته , وبه مادة الشهوات والرغبة اليها , فهو ينازع بين هذا وذاك , ونفسى تموج فى هذا القسم فأرجو من الله العفو والغفــران
– وأن أقسى ما يواجه القلب هو الهـــوى , فهو داء القلوب الأعظـــم , لأن غالب الأمراض ما تنقسم بين القلب وسائر الأعضاء إلا الهــوى , فإنه مكمنه ومنبعه الأصيـــل هو القلب …
– وأن فى قهر الهوى عزة ما بعدها عزة , فمن قهر هواه هو العزيــز حقـــا , أفلا ترى من قهره هواه ذليلا منكســرا , فالعكس بالعكس يكون الأمـــر …
– وأن الهوى لا يُقهــر إلا بشــئ واحد , وهو الإيمان بالله تعالى وصدق التوكل عليــه , فهذا هو العلاج ولا علاج غيـــره , فمن أصابه الداء فعليه بالــدواء
فهى أجمل النســـاء , والحكيم من يرى المرأة من قلبهـــا ,
آمين آمين آمين.نسأل الله أن يثبت قلوبنا على دينه وطاعته بارك الله فيكم وجزيتم كل الخير على طرحكم وزادكم الرحمان إيمانا وتقى
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
اللهم لا تعمي بصائرنا و أهدنا صراطك المستقيم
بارك الله بعمرك و أنار بصيرتك بنوره
آميين
بارك الله فيك
بارك الله فيكم على المرور