السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1- مقدمــــــــــة:
القصبة العتيقة في القرن 18مكان الشّعب الجزائري شعبا متحضرا و راقيا و الدليل على ذلك فوارات الماء التي كانت في شوارع القصبة و الفن المعماري المتميّز و الجميل لمدينة الجزائر .لقد أزدهر التعليم في الجزائر قبل الاحتلال فقد صرّح الجنرال فالري سنة 1834 بأن كل العرب تقريبا يعرفون القراءة و الكتابة حيث هناك مدرستان في كل قرية .
صدت الجزائر العديد من الهجمات الصليبية قبل1830 بفضل أسوارها المنيعة و أسطولها القوي.
القصبة العتيقة في القرن 18م
2- الجزائر غداة الاحتلال:
كانت الجزائر خلال العهد العثماني من أقوى الدول في حوض البحر الأبيض المتوسط ، كما كانت تحتل مكانة خاصة في دولة الخلافة هذه إذ كانت تتمتع باستقلال كامل مكّنها من ربط علاقات سياسية و تجارية مع أغلب دول العالم ، بل وهي أوّل دولة اعترفت بحكومة الثورة الفرنسية عام 1789 م و بـالثورة الأمريكية بعد استقلالها عن التاج البريطاني عام 1776 م. كان الإسم الحقيقي للدّولة الـجـزائـريـة هو "أيـالـة الجــزائر" وأحيانا اسم " جمهورية الجزائر" أو " مملكة الجزائر"، و بهذه الأسماء أبرمت عشرات المعاهدات مع دول العالم. كما بلغ أسطولها البحري قوة عظيمة بحيث استطاع خلال القرن الثامن عشر إحداث نظام للملاحة في المتوسط يضمن أمن الدولة الجزائرية خاصّة و الدّولة العثمانية عامة و بصورة أعم بالنسبة للتجارة الدولية في هذا البحر ، وهو ما جعل الدّول الأوربية تعمل على إنهاء هذا النظام تحت غطاء إنهاء ما كان يسمى بـ " القرصنة " التي كانت تمارسها جموع المغامرين الأوربيين بموافقة دولهم ومؤازرتها لهم. في حين أن ذلك كان أسلوبا دفاعيا لمواجهة المد الاستعماري الذي انطلق منذ القرن الخامس عشر والذي دخلت الجزائر بمحض اختيارها من أجله ضمـــن "الخلافة العثمانية " و تحت حمايتها.
2- اتفاق الدّول الأوربية
في مؤتمر فيينا على تحطيم أيالة الجزائر: لقد بادرت فرنسا في "مؤتمر فيينا "1814/ 1815 م بطرح موضوع " أيالة الجزائر " فاتفق المؤتمرون على تحطيم هذه الدولة في مؤتمر " إكس لا شابيل " عام 1819 م حيث وافقت 30 دولة أوربية على فكرة القضاء على " دولة الجزائر". لقد كانت حادثة المروحة الذريعة التي بررت بها فرنسا عملية غزو الجزائر. فقد أدعى قنصل فرنسا أن الداي حسين ضربه بالمروحة نتيجة لاشتداد الخصام بينهما نظرا لعدم التزام فرنسا بدفع ديونها للخزينة الجزائرية التى قدمت لها على شكل قروض مالية و مواد غذائية بصفة خاصة خلال المجاعة التى اجتاحت فرنسا بعد ثورة 1789م، والتي قدرت بـ20 مليون فرنك ذهبي في ذلك الوقت. فقرر الملك الفرنسي شارل العاشر إرسال أسطولا بحريا مبررا عملية الغزو بالثأر لشرف فرنسا و الانتقام من الداي حسين .
3- بداية الغزو:
أ- معركة نافارين:
صورة لمعركة نافارين البحريةو أسندت المهمة إلى فرنسا و انكلترا ، و توفرت الظروف المناسبة للغزو لأن الأسطول الجزائري في تلك الفترة كان ضعيفا بسبب احدى المعارك عندها تمكنت بحرية البلدين من تدمير الأسطول الجزائري في معركة " نافران" Navarin سنة 1827م.
صورة لمعركة نافارين البحرية
معركة نافارين (أو معركة ناوارين) هي معركة بحرية وقعت في 20 أكتوبر 1827م بين الأسطول العثماني مدعما بالأسطول المصري بقيادة إبراهيم باشا و بالأسطول الجزائري من جهة وأساطيل الحلفاء ( بريطانيا ، فرنسا و روسيا ) من جهة أخرى. وقعت في خليج نافارين (فيلوس شرقي بيلوبونز) جنوب اليونان الحالية انهزم العثمانيون هزيمة كبيرة وقد كانت بداية للضعف في صفوف الإمبراطورية العثمانية وبالتالي تم تدمير أسطول الجزائر الذي وقف جانب الأسطول العثماني وبذلك انتهت السيطرة الجزائرية على البحر الأبيض المتوسط و سقوط الجزائر سنة 1830 تحت الاستعمار الفرنسي، و مرحلة نحو استقلال اليونان من الحكم العثماني.
ب- محاولة الملك شارل العاشر الرفع من شعبيته من خلال غزو الجزائر: في 1830 م حاول الملك شارل العاشر الرفع من شعبيته من خلال غزو الجزائر و لكن ذلك لم يمنع قيام ثورة شعبية أطاحت بحكمه. إن الدوافع الحقيقية للإحتلال كانت غير ذلك، فبالإضافة إلى الصراع الديني القديم بين المسيحية و الإسلام كان يسعى الاحتلال إلى الرفع من شعبية الملك شارل العاشر المنحطة و السطو على خيرات الجزائر و التهرب من دفع الديون. وكان القرار النهائي بشن الحملة قد اتخذ يوم 30 جانفي 1830م، حيث قام الملك الفرنسي بتعيين كل من الكونت دي بورمون قائدا عاما للحملة والأميرال دوبري (Duperré) قائدا للأسطول، وفي ماي 1830م حررت الحكومة الفرنسية وثيقـتين لتبرير حملتها، الوثيقة الأولى موجهة للدول الأوربية، والثانية للشعب الجزائري، تعلن فيها أن حملتها تستهدف تأديب العثمانيين وتحرير الجزائريين من سيطرتهم. وفي 25 ماي 1830م إنطلقت الحملة الفرنسية تجاه الشواطئ الجزائرية من ميناء طولون (Toulon)، وقد وضعت خطة الحملة وفق ما رسمه المهندس العسكري الخبير بوتان (Boutin) الذي جاء إلى الجزائر سنة 1808م للتجسس عليها بطلب من الإمبراطور نابليون بونابرت. كان تعداد الحملة حوالي 37.000 رجل موزعين على 3 فرق وعلى رأس كل واحدة منها جنرالا، تحملهم 675 سفينة عليها 112 مدفعا ووصلت الحملة إلى شاطئ سيدي فرج يوم 13 جوان 1830م وشرعت في عملية الإنزال مباشرة في اليوم الموالي.
4- بداية مقاومة الاحتلال:
قام ديوان الداي بقيادة حسين باشا بوضع خطة المواجهة على أساس أن يكون خط الدفاع الأول في قرية اسطاوالي لعرقلة عملية تقدم القوات الفرنسية نحو هذه القرية التي لم تستطع الوصول إليها إلا في 19 جوان، وفي اسطاوالي تمت أول مواجهة حقيقية بين الطرفين . و كان لأنهزام الجيش الجزائري انعكاسات سلبية وخطيرة على معنويات الجيش مما دفع بالداي حسين إلى استدعاء المفتي محمد بن العنابي ليطلب منه جمع الشعب وإقناع الناس بالجهاد دفاعا عن البلاد، ونصب باي التيطري قائدا على الجيش إلا أن كل ذلك كان بدون جدوى.
قام ديوان الداي بقيادة حسين باشا بوضع خطة المواجهة على أساس أن يكون خط الدفاع الأول في قرية اسطاوالي لعرقلة عملية تقدم القوات الفرنسية نحو هذه القرية التي لم تستطع الوصول إليها إلا في 19 جوان، وفي اسطاوالي تمت أول مواجهة حقيقية بين الطرفين . و كان لأنهزام الجيش الجزائري انعكاسات سلبية وخطيرة على معنويات الجيش مما دفع بالداي حسين إلى استدعاء المفتي محمد بن العنابي ليطلب منه جمع الشعب وإقناع الناس بالجهاد دفاعا عن البلاد، ونصب باي التيطري قائدا على الجيش إلا أن كل ذلك كان بدون جدوى.
الانهزام في معركة أسطوالي فتح الباب واسعا أمام إحتلال مدينة الجزائر
فقد تمكنت القوات الفرنسية من الوصول إلى مدينة الجزائر وإرغام الداي حسين على توقيع معاهدة الاستسلام في 5 جويلية والتي تنص على تسليم مدينة الجزائر وتعهد الطرف الفرنسي بالحفاظ على حرية الدين الإسلامي وعلى أملاك الأهالي وتجارتهم وصناعتهم واحترام نسائهم وحرماتهم. وأمام حالة شعور السلطة عقدت مجموعة من رؤساء القبائل والأعراش الجزائرية منها بني خليل والخشنة وفليسة مؤتمرا لها في "تامنفوست" يوم 23 جويلية 1830م، وقررت فيه عدم الاستسلام للفرنسيين ونتيجة لذلك ظهرت مجموعة من المقاومين الذين أبلوا البلاء الحسن مثل ابن زعمون من قبيلة فليسة والحاج سيدي سعدي من مدينة الجزائر ومحي الدين بن مبارك من القليعة. ومع ذلك شرعت فرنسا في توجيه فرقها العسكرية للسيطرة على مناطق أخرى بل وفي توجيه حملات بحرية إلى عنابة ووهران وبجاية وغيرها وكانت شدة المقاومة سببا في انسحاب القوات الفرنسية عدة مرات من هذه المناطق. كما أن فرنسا تجاهلت تجاهلا تاما ما تم التوقيع عليه في معاهدة 5 جويلية 1830م
بارك الله فيك أخي أحمد ، مشكور
بارك الله فيك
على المعلومات
بارك الله فيك اخي ، موضوع قيم
ومتسلسل لنكبة الاحتلال الفرنسي
وطرقه الخبيثه وما أشبه البارحة باليوم
ومعاهدة الاحتلال الامريكي مع الحكومة
العميلة في العراق .
ومتسلسل لنكبة الاحتلال الفرنسي
وطرقه الخبيثه وما أشبه البارحة باليوم
ومعاهدة الاحتلال الامريكي مع الحكومة
العميلة في العراق .
شكرا على الموضوع , تقبلوا مرور أخوكم في الله هشام في جولة في قسم التاريخ